لحظة دخولك الشارع، تشعر كأنك في العصر الفاطمي، لقدم المباني، وكثرة الآثار المهملة، والتي تعود إلى سلاطين وأمراء دولة المماليك في مصر.
يعود تاريخ الشارع إلى ما يزيد على 700 عام، وفقا للخمسيني المصري صلاح محمود، والذي يقطنه منذ ولادته، مشيرا إلى أنه كان يطلق عليه اسم "سويقة العزي" نسبة الى الأمير "عز الدين بهادر" أحد أمراء المماليك، لكن مع مرور الزمن أطلق عليه اسم "سوق السلاح"، لانتشار ورش ومصانع الأسلحة على اختلاف أنواعها فيه.
وانتشرت تلك الورش لقربها من قلعة محمد علي باشا فكان الشارع بحسب صلاح، المورد الرئيسي للقلعة أثناء حكم المماليك في مصر، لكن مع مرور الوقت تراجع الطلب على هذه الأسلحة، وتحولت الورش في الشارع إلى محال لإصلاح الأسلحة، لكن بدأت مهنة الأسلحة تختفي في خمسينيات القرن الماضي وغيرت هذه المحال أنشطتها لكن ظل الشارع محتفظا باسمه.
ورغم عراقة الشارع التاريخية، يعرب صلاح، عن أسفه لأن الحكومات المتعاقبة لم توجه أي اهتمام حول الشارع التاريخي، فقد تعرضت معظم الآثار فيه إلى الإهمال الشديد.
وحول الأماكن الأثرية في شارع سوق السلاح يقول المواطن عمرو كراوية، والذي يمتلك محل موبيليا، يوجد مساجد تدل على عظمة المعمار القديم، منها مسجد الجاي يوسفي والمعروف حاليا باسم مسجد السايس، وجامع "قطلبغا الذهبي" وآخر باسم عارف باشا، إلى جانب حمام بشتك الذي يعد من أشهر الحمامات في مصر بالإضافة إلى حمام السلطان.
ويكمل كراوية: "يوجد أيضا سبيل "رقيه دودو" وسبيل مصطفي سنان ومدرسة حسن آغا كوكليان، وقبة سعود الرفاعي".
أما المواطن خلف أحمد فيوضح قائلا: "مع الأسف تحولت العديد من الأماكن الأثرية إلى أماكن للزبالة منذ ما يقارب من 40 عاما فيواجه الشعب حاليا سرابا من الإهمال متسائلا أين وزارة الثقافة؟".