في الوقت الذي توقع فيه محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك احتمال زيادة أسعار النفط في عام 2020، قالت وكالة "فيتش" العالمية المتخصصة في التصنيف الائتماني، اليوم الثلاثاء، إن الأوضاع المالية ستضعف في معظم دول الخليج، خلال عامي 2019 و2020، ما يواصل الضغط على الميزانيات العامة وميزان المدفوعات.
وتوقعت فيتش، في بيان، أن تسجل ميزانيات الخليج عجزا بنحو 1-2 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي في 2019، على افتراض أن سعر خام برنت سيبلغ 65 دولارا للبرميل، مقابل 71.6 دولارا للبرميل في 2018.
وذكرت أن توقعاتها في 2019، تعكس انخفاض متوسط أسعار النفط وزيادة الإنفاق، "أحجام الإنتاج النفطي تضغط أيضا على العائدات".
وتلتزم جميع دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء قطر بالحد من الإنتاج بموجب اتفاقية (أوبك+) حتى الربع الأول من 2020، فيما تعاني السعودية من نقص كبير في الإنتاج.
ويضم تحالف (أوبك+) الدول الأعضاء في أوبك، إضافة إلى منتجين مستقلين بقيادة روسيا.
وتوقعت فيتش، مزيدا من التحسينات في الأرصدة الأولية غير النفطية، في معظم دول مجلس التعاون الخليجي خلال 2020.
وأكدت أن هناك حاجة إلى تدابير إضافية، لتجنب المزيد من التدهور العام المقبل، في ظل افتراض خط الأساس أن برنت سيبلغ 62.5 دولارا للبرميل.
ورجحت وكالة التصنيف العالمية تعميق أو تمديد خفض إنتاج النفط، "وسيكون لهذا الأمر أكبر الأثر على سلطنة عمان، التي تعتمد استراتيجيتها للتكيف المالي على المدى المتوسط، بشكل كبير على الزيادات المحتملة في إنتاج النفط والغاز".
وبدأ تحالف أوبك خفض إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا منذ مطلع 2019 حتى نهاية الربع الأول من 2020.
زيادة الأسعار
على مستوى الأسعار، قال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك اليوم الثلاثاء إن آفاق سوق النفط للعام 2020 قد تشهد صعودا محتملا، ليقلل فيما يبدو من أهمية الحاجة لتخفيضات أعمق للإنتاج.
وتجتمع أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا في ديسمبر/ كانون الأول للنظر في سياسية الإنتاج. ومنذ يناير/ كانون الثاني، ينفذ ما يُسمي بتحالف أوبك+ خفضا للإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا لدعم السوق. ويسري الاتفاق حتى مارس/آذار 2020.
وقال باركيندو في مؤتمر صحافي "بناء على الأرقام الأولية، يبدو أن 2020 سيشهد صعودا محتملا".
وردا على سؤال عما إذا كان أكثر تفاؤلا بشأن السوق مقارنة بما كان عليه في أكتوبر/ تشرين الأول حين قال إن جميع الخيارات مطروحة بما في ذلك خفض أكبر للإنتاج، أجاب باركيندو أن الصورة تحسنت.
وقال "بالتأكيد هناك نقاط أكثر إشراقا. الأرقام تبدو أكثر وضوحا والصورة تبدو أكثر إشراقا".
وتابع "في ما يتعلق بالعوامل الأخرى غير الأساسية مثل مشكلات التجارة التي تؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي، الأنباء الواردة تبعث على مزيد من التفاؤل. نرى أن الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، تواصل تحدي التوقعات وتتجاوزها".
تنبئ أرقام أوبك بتخمة معروض العام القادم نظرا لزيادة الإنتاج من خارج المنظمة. يضغط هذا، إلى جانب مسائل أخرى مثل النزاع التجاري الأميركي الصيني، على أسعار النفط التي تبلغ حاليا نحو 62.70 دولاراً للبرميل، منخفضة من ذروة 2019 فوق 75 دولارا.
وعما إذا كانت السوق تبدو متخمة بالإمدادات في العام المقبل، قال باركيندو "لم نبلغ ذلك بعد. لا نستطيع في الوقت الحالي أن نستبق كل الخطوات التي نمضي فيها".
وقال باركيندو أيضا إن انضمام البرازيل للمنظمة محل ترحيب، مضيفا أنها لم تتقدم بطلب رسمي بعد.
وصرح باركيندو للصحافيين قائلا "سيكون انضمامها محل ترحيب كبير"، مضيفا أن مشاورات جرت في الرياض.
وقال الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، الشهر الماضي إنه يرغب في أن تنضم بلاده لأوبك، في خطوة ستجعل البرازيل أهم منتج ينضم إلى المنظمة منذ سنوات، لكنها قوبلت بتشكك في قطاع الطاقة بالبرازيل.
وفي وقت سابق اليوم، أصدرت أوبك تقريرها لعام 2019 وقالت فيه إن المنظمة ستورد كمية أقل من النفط في السنوات الخمس المقبلة، في ظل نمو إنتاج النفط الصخري الأميركي ومصادر منافسة أخرى.
(العربي الجديد، رويترز، الأناضول)