قالت مصادر متطابقة في الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وافق على اقتراح وزارة النقل بشأن استحداث تذكرة يتراوح سعرها بين 4 و7 جنيهات لمحطات الخط الثالث من مترو القاهرة، منوهة إلى ربط الزيادة بافتتاح المرحلة الجديدة (الرابعة) للخط الثالث في إبريل/ نيسان المقبل، والتي كانت مقررة في أوائل فبراير/ شباط الجاري.
وأضافت المصادر في حديث خاص مع "العربي الجديد" أن قرار افتتاح المحطات الجديدة للخط الثالث (هارون - هليوبوليس - ألف مسكن - نادي الشمس) تأجل أكثر من مرة، مع العلم أن وزارة النقل انتهت فعلياً من كافة الأعمال الخاصة بها، مؤكدة أن المحطات الأربع جاهزة منذ أشهر عدة لاستقبال المواطنين، إلا أن القرار في يد الرئيس (السيسي) وحده، بوصفه المسؤول عن اختيار توقيت زيادة أسعار المترو.
وتابعت أن "محطة النزهة خرجت من خطة المرحلة الرابعة للخط الثالث، بعد اكتشاف بعض آثار المواد البترولية أثناء الحفر، ما أدى إلى تحويلها إلى محطة سطحية، وليست نفقية، وإدراجها ضمن الجزء الثاني من المرحلة الرابعة"، مشيرة إلى أن عملية افتتاح المحطات الجديدة سيصاحبها تسليم إدارة الخط بشكل كامل لشركة فرنسية، وتولي الأخيرة مسؤولية التأمين والإدارة، ووضع خطط التسعير وفقاً لتكاليف التشغيل.
وحسب المصادر، فإن قيمة التذكرة الجديدة ستضاف إلى سعر التذاكر المعمول بها للخطين الأول والثاني من مترو القاهرة، وتتراوح أسعارها حالياً بين 3 و5 و7 جنيهات (بحسب المحطات)، بحيث يصل السعر إلى 10 و12 و14 جنيهاً، في حالة استخدام الراكب إحدى محطات الخطين الأول والثاني بالإضافة إلى محطات المرحلة الجديدة للخط الثالث، وهي التذكرة التي كانت قيمتها جنيهاً واحداً قبل أقل من عامين.
ويرفض السيسي افتتاح المرحلة الجديدة رغم انتهاء أعمالها، بحجة أن تكلفة التذكرة "غير اقتصادية"، إذ قال في إحدى جلسات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إن تطبيق الأسعار الحالية سيؤدي إلى تدمير خط مترو مصر الجديدة، ما يدفعه إلى إرجاء قرار افتتاح محطاته منذ ثمانية أشهر (مارس/ آذار 2018)، معتبراً أن حل المشكلات يكون بمجابهة التحديات، خصوصاً أن الخط الأول للمترو يحتاج إلى 30 مليار جنيه للتطوير.
وأفادت المصادر بأن تذكرة الخط الثالث ستبلغ 4 جنيهات لأول 9 محطات، بحيث تبدأ من محطة العتبة وصولاً إلى محطة الأهرام (تخضع حالياً لقيمة تذكرة الخطين الأول والثاني)، على أن ترتفع إلى 7 جنيهات بعد افتتاح المرحلة الجديدة، في الوقت الذي اعتبر فيه وزير النقل، هشام عرفات، أن "التسعير الخاطئ" لتذاكر الخط الأول للمترو، كان من أسباب تعطله المتكرر، حتى أصبح "عالة" على الدولة، على حد تعبيره.
وقال عرفات في تصريح سابق: "إن الدولة لا تحقق أرباحاً من مترو الأنفاق، والمواطن يدرك أهمية وقيمة المرفق الذي ينقل 100 ألف شخص في الساعة الواحدة"، مستدركاً "نحن لا نريد تحميل الراكب أي زيادة في الخطين الأول والثاني، ولكن سنضع سعراً مناسباً للخط الثالث"، وذلك بذريعة أن القيمة الحقيقية لتذكرة المترو تبلغ 16.5 جنيهاً، بينما تباع حالياً للمواطن بواقع 7 جنيهات.
وسبق أن كشفت مصادر مطلعة في وزارة النقل لـ"العربي الجديد"، أن السيسي ربط افتتاح المرحلة الجديدة لمترو الأنفاق بدفع المواطنين قيمة تذكرة جديدة، عوضاً عن تعميم زيادة الأسعار على جميع خطوط المترو، ورفضه تحذيرات وزير النقل حول إمكانية تجنب الركاب استخدام محطات الخط الثالث، ومن ثم عدم تحقيقها الإيرادات المرجوة منها، والأرباح المستهدفة لتغطية تكاليف تشغيلها.
وفي 11 مايو/أيار 2018، اتخذت الحكومة قراراً برفع أسعار تذاكر المترو بنسبة 350%، والذي يعتبر وسيلة النقل الأساسية لقرابة 10 ملايين من ذوي الدخل المحدود في محافظات القاهرة الكبرى، ليرتفع سعر التذكرة الموحدة من جنيهين إلى 3 جنيهات لعدد 9 محطات، وإلى 5 جنيهات لعدد 16 محطة، وإلى 7 جنيهات لأكثر من 16 محطة، مع إلغاء رسوم الاشتراكات المخفضة للأطفال وكبار السن والصحافيين.