في تصعيد جديد في حربها التجارية مع الولايات المتحدة، أعلنت الصين اليوم الجمعة، أنها ستضع قائمة سوداء للأفراد والشركات الأجنبية "غير الموثوق بهم"، في خطوة يبدو أن هدفها الضغط على الشركات الأجنبية للمحافظة على علاقاتها التجارية بشركة "هواوي".
يأتي القرار الصيني بعد أسبوعين من إدراج وزارة التجارة الأميركية مجموعة "هواوي" الصينية العملاقة في ما يسمى "قائمة الكيانات"، وهو ما يعني منعها من الحصول على مكونات أميركية الصنع لمنتجاتها، لكنها منحتها مهلة 90 يوما قبل بدء تطبيق الحظر.
وإثر القرار الأميركي، أعلنت سلسلة شركات أميركية أنها ستتوقف عن التعامل تجاريا مع "هواوي"، بينما تنظر شركات أجنبية في مسألة إن كان القرار ينطبق على تعاملاتها مع المجموعة الصينية.
وأوضح أنه سيتم الإعلان قريبا عن تفاصيل الإجراءات المرتبطة بالقائمة الصينية، فيما نقلت صحيفة "غلوبال تايمز" الرسمية عنه قوله إن "بعض الكيانات الأجنبية انتهكت قواعد السوق المعتادة وروح العقود التي أبرمتها لأغراض غير تجارية".
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية أن واشنطن تدرس إدراج عدة شركات صينية متخصصة في مجال المراقبة عبر الفيديو في قائمة الكيانات.
استبعاد تحقيق تقدّم في المفاوضات التجارية
في السياق، قال مسؤول صيني بارز سابق، اليوم الجمعة، إن من المرجح أن يجد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره ترامب "صعوبة" في إحراز تقدم كبير صوب إنهاء الحرب التجارية بين البلدين، عندما يجتمعا في قمة لمجموعة العشرين في اليابان في يونيو/حزيران.
وقال داي شيانغ لونغ، الذي ترأس بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) في الفترة من 1995 إلى 2002 وما زال من الشخصيات النافذة في الصين، إن النهج الأميركي تجاه المحادثات التجارية يستند إلى "التنمر ومبدأ أميركا أولا"، في حين أن مبادئ النهج الصيني إزاء المحادثات تتعلق بالمساواة والتعاون.
وأضاف داي أمام ندوة عن العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة: "من الصعب التوفيق بين (هذين النهجين)"، مشيرا إلى أن الخلاف التجاري بين البلدين مسألة طويلة الأمد.
وقال داي: "أتوقع أنه سيكون من الصعب تحقيق إنجاز كبير في اجتماع الزعيمين في اليابان الشهر المقبل"، وذلك قبل أن يضيف أنه لا يؤكد بذلك أن اجتماعا بين الرئيسين سيُعقد خلال القمة، لكنه عبّر عن أمله في حدوث ذلك.
داي قال أيضاً إنه لا يستبعد اتخاذ الصين تدابير انتقامية أقوى. لكنه أضاف أن لجوء بكين إلى عمليات بيع كثيفة لسندات الخزانة الأميركية التي بحوزتها هو خيار مستبعد، نظرا لأنه سيضر بمصالح الصين نفسها.
(فرانس برس، رويترز)