اقترحت نيودلهي على طهران، يوم الثلاثاء، مقايضة السلع، فيما أعلنت إسلام أباد نيتها استيراد الغاز الإيراني، وذلك بعد مرور سنة على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، فيما من المقرر أن تعلن إيران يوم الأربعاء إجراءات مرحلية رداً على العقوبات الأميركية.
واقترح السفير الهندي لدى طهران، غدام دارمندرا، خلال لقائه مع رئيس الغرفة التجارية الإيرانية، غلام حسين شافعي، تبادل السلع مع إيران لمواصلة التجارة البينية، وتجاوز عقبة العقوبات الأميركية على المعاملات المالية والمصرفية.
والهند أكبر مستورد للنفط الإيراني بعد الصين، ومع احتساب الصادرات النفطية الإيرانية، فقد وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى قرابة 15 مليار دولار قبل العقوبات.
ويشكل النفط الخام والبتروكيماويات معظم الصادرات الإيرانية إلى الهند، فيما الأخيرة تصدر إلى إيران الرز والفولاذ والأدوية وسلعاً صناعية.
وطالب عمران خان بضرورة الوصول إلى حل مناسب ومؤثر مع طهران، مع إعادة النظر في أسعار شراء الغاز منها.
وتوقف خط "أنبوب السلام" الذي يفترض أن ينقل الغاز إلى باكستان والهند خلف الحدود الباكستانية ولم يستكمل بعد بسبب الضغوط الأميركية ولأسباب أخرى، بحسب مصادر إيرانية.
وكان خبراء باكستانيون في مجال الطاقة قد دعوا، في يناير/ كانون الثاني الماضي، الحكومة الباكستانية إلى التحرك سريعاً لإكمال مشروع نقل الغاز الإيراني إلى باكستان.
ويبلغ طول الخط 2700 كيلومتر، ومن المقرر أن ينقل الغاز الإيراني إلى الهند عبر باكستان، لذلك عرف بخط "أنبوب السلام"، وهو الأوفر اقتصادياً لنقل الطاقة إلى شبه القارة الهندية.
ومع افتتاح المشروع، ستصدر إيران يوميا 150 مليون متر مكعب من الغاز إلى البلدين، 90 مليوناً منها إلى الهند والـ60 مليون متر مكعب الباقي إلى باكستان.
وبحسب مذكرة التفاهم الموقعة بين إيران مع الهند وباكستان، تقرر أن تصدر إيران الغاز عبر هذا الخط إلى البلدين لمدة 25 عاما بسعر توافقي.
كما أن باكستان هي المستورد الرابع للكهرباء الإيراني، إذ يصل إلى 100 ميغاواط حالياً، بعد أن كان 74 ميغاواطاً سابقاً، بحسب وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.
وخلال زيارة عمران خان إلى طهران في الشهر الماضي، توصل الجانبان إلى تفاهمات واتفاقيات لتطوير العلاقات الاقتصادية.
وأعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد لقائه رئيس الوزراء الباكستاني عن استعداد بلاده لـ"توفير حاجات باكستان في مجالات النفط والغاز والكهرباء"، مشدداً على ضرورة أن تكمل إسلام أباد إجراءات ربط أنبوب الغاز الإيراني بأراضيها.
وعلى ضوء العقوبات الأميركية على المعاملات المالية والمصرفية الإيرانية مع الخارج، كشف الرئيس الإيراني أنه اتفق مع رئيس الوزراء الباكستاني على "تشكيل لجنة المقايضة في الصادرات والواردات بين البلدين".
وأعرب عن رغبة إيران في تطوير الروابط التجارية بين ميناء "تشابهار" الإيراني الاستراتيجي ونظيره الباكستاني ميناء "غوادر"، من خلال بناء شبكة خطوط حديدية.