دخلت خوذة مكيفة، تملك القدرة على خفض حرارة الجلد بنسبة تصل إلى 10 درجات مئوية، بشكل ملحوظ في أوساط عمال البناء في قطر، حيز التنفيذ. وقد تم تصميمها وتطويرها من قبل فريق بحثي في كلية الهندسة في جامعة قطر، يضم أساتذة وطلاباً. وسيبدأ استخدامها في أماكن البناء ومنشآت كأس العالم.
ومنذ عام 2007، تحظر قطر العمل لعدة ساعات خلال النهار في ذروة فصل الصيف؛ بسبب درجات الحرارة التي تقترب، من نحو 50 درجة مئوية.
ويعمل في قطر أكثر من 5000 عامل بناء في مشاريع كأس العالم، من المتوقع أن يصل عددهم إلى 36.000 في غضون العامين المقبلين، لإنشاء ثمانية ملاعب، تستقبل مباريات كأس العالم 2022.
وقال سعود عبد العزيز عبد الغني، الأستاذ في كلية الهندسة بجامعة قطر، لـ "العربي الجديد": إن من شأن هذا الابتكار الجديد، الذي تم تسجيله وحائز على براءة اختراع عالمية، إتاحة ظروف عمل أكثر أمناً وراحة للعمال خلال أشهر الصيف".
وأضاف: "تواصلت معنا كل من اللجنة العليا للمشاريع والإرث ومؤسسة أسباير زون لطرح فكرة التوصل الى ابتكار يحد من الإجهاد الحراري وضربات الشمس بين العمال في قطر والمنطقة برمتها خلال أشهر الصيف، فجاء هذا الحل المبتكر لقطاع البناء والتشييد، الذي نعتقد أنه يتمتّع بالقدرة على إحداث ثورة في هذا المجال على صعيد المناطق الأشد حرارة في العالم".
وتابع "أجرينا بحوثاً حول أي من الأعضاء الأمثل لخفض درجة حرارة الجسم، وخلصنا أنه من الأفضل تطبيق ذلك على الرأس والوجه".
ووفق عبد الغني يتمثل الابتكار الجديد، باستخدام مروحة تعمل بالطاقة الشمسية لتسليط الهواء على مواد مبرِّدة، مادة شمعية متحولة الأطوار في الجزء العلوي من الخوذة، لينتقل الهواء المبرد عبر جبين الشخص الذي يرتديها بغية توفير مناخ مكيف يحيط بالعامل، لمدة أربع ساعات متتالية في الظروف المناخية الحارة، فعند العمل تحت الشمس، سيحصل من يرتدي الخوذة على هواء مكيَّف يتدفق عبر الجبين.
وقال "نحن واثقون من أن الخوذة المبردة، ستخلق ظروف عمل أكثر راحة، ولن تشكل الزيادة الطفيفة في وزن الخوذة عبئاً على العمال، وسينعكس خفض درجة حرارة الرأس والوجه بشكل طبيعي على بقية الجسم مما سيضمن للعمال هواءً مبرَّداً بشكل مستمر".
ويبلغ وزن الخوذة، التي تعمل في درجات حرارة تتجاوز الـ 50 درجة مئوية، نحو 750غراماً.
ولا تتعدى التكلفة الإضافية للخوذة عشرة دولارات، بالمقارنة مع الخوذة العادية، ولكن النتائج ستظهر على الفور كما يقول عبد الغني، من حيث تقليص الوقت الضائع في موقع العمل بسبب الشكاوى المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة.
من جهته قال إسماعيل البيالي من كلية الهندسة في جامعة قطر وأحد أعضاء فريق البحث "إن الخوذة التي تعمل بالطاقة الشمسية خضعت لاختبارات دقيقة وصارمة"، مضيفا "أنه في مراحل الاختبار والتطوير التي استمرت لمدة عامين، قامت كلية الهندسة في جامعة قطر، بعدد من الدراسات التفصيلية، بما في ذلك اختبار النظام في الغرف المناخية وتحليل مستوى العرق المتصبب في الساعة، مع إضافة تأثير الشمس والهواء والرياح وقياس كمية الحرارة التي تمرّ عبر الرأس، فضلاً عن مراعاة اعتبارات أخرى في عملية التطوير مثل وزن الخوذة المكيفة وسعرها، مع التركيز على انتاجها بأدنى وزن وأقل تكلفة في حدود الممكن من أجل جعل هذه التكنولوجيا المبتكرة في متناول الجميع.
وتسعى اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة لبطولة كأس العالم 2022، التي ستقام في قطر، الى ترك إرث من الابتكارات يمتد إلى أجزاء أخرى ومتعددة في العالم، وتحديداً تلك المناطق التي تشهد مناخاً حاراً خلال فصل الصيف، واستغلال زخم بطولة كأس العالم لتشجيع الابتكار ونشر ثقافة الأمن والسلامة في المنطقة.