ستتعرّض بلدة صغيرة لهجوم من قبل إحدى العصابات، فيقرّر أهلها الاستعانة بسبعة مقاتلين من أجل حمايتهم. تلك هي القصة باختصار، واحدة من أكثر قصص السينما خلوداً واقتباساً بشكل متكرر في كل البلدان، والأسباب واضحة، فهي قصة ملحمية عن البطولة، وفي نفس الوقت، تتّصف بالكثير من الخصوصية عن "الأبطال السبعة"، الذين تتنوَّع طبيعتهم وصفاتهم والعلاقة بينهم، بين كل اقتباس وآخر. خلال الأيام الماضية، أصدرت شركة "كولومبيا"، العرض الدعائي الرسمي لفيلمها الجديد The Magnificent Seven، والذي سيصدر في سبتمبر/أيلول المقبل، بمعالجة جديدة لنفس القصة الكلاسيكية. وفي هذا الموضوع، نتناول أفلاماً أخرى سبقته للحكاية. وتم تطويع حبكة كل فيلم، لتناسب البيئة والبلد التي خرج منها.
1- Seven Samurai (اليابان 1954)
كان هذا الفيلم للمخرج الياباني، أكيرا كوراساوا، وهو أوّل تناول للقصّة في السينما، والأبطال في تلك الحالة كانوا من محاربي الساموراي. في وقتٍ ندرت فيه القيم التي يحملها المحاربون وصاروا ينهبون القرى. ومن أكثر التفاصيل الغريبة بشأن الفيلم، هو أن السيناريو كُتِب في البداية ليكون الأبطال ثمانية، "الساموراي الثمانية"، ولكن كوراساوا حلم بالفيلم، وبأنهم 7 أبطال فقط، وحين استيقظ، رأى أن ذلك الرقم أكثر أيقونية بكثير في تاريخ البشر والثقافات.
2- The Magnificent Seven (أميركا 1960)
سريعاً، وبسب النجاح الساحق لسينما أكيرا كوراساوا، بشكل عام، و"الساموراي السبعة" بشكل خاص، تم اقتباس الفيلم في نسخة أميركية. أجواء الفيلم تدور في الغرب الأميركي القديم، وبدلاً من محاربي الساموراي، فهناك أبطال "ويسترن"، وبدلاً من السيوف هناك خيول ومسدسات، مع منح الصحراء صورة أيقونية، وجعل الفيلم رثاء مبطناً لأخلاق الغرب الأميركي.
3- Seven Warriors (هونغ كونغ 1989)
في آسيا مرة أخرى، اقتبس المخرج الصيني سامو هونغ، قصة "المقاتلين السبعة"، وربطها بالفترة التاريخية في الصين المعاصرة التي عرفت باسم "عصر أمراء الحرب"، حيث انقسمت الدولة بين الفصائل العسكرية المختلفة. وفي الفيلم، أشار هونج، إلى أنَّ الكثير من المحاربين في زمن الفوضى لجؤوا إلى تكوين فصائل ومهاجمة القرى ونهبها، وتكتمل الحكاية بشكلها الطبيعي، حين تستعين قرية ما بسبعة مقاتلين لحمايتهم من الاعتداء.
4- شمس الزناتي (مصر 1999)
يعتبر المخرج سمير سيف، واحداً من أذكى صناع السينما المصريين في الاقتباس من السينما العالمية، مع منح العمل نكهة مصرية. وفي اقتباسه لقصة "الساموراي السبعة"، حوّل القصّة إلى واحة مصرية أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث يعتدي على الواحة مجموعة مسلحة وينهبون خيراتها. ونجح سيف، بشكل ممتاز، في خلق الأجواء والشخصيات المصرية، مستفيداً من أيقونية عادل إمام، في دور شمس الزناتي، ولكن مع مساحة كبرى لكل الأبطال المساعدين، في واحد من الأعمال الراسخة جداً في الثقافة الشعبية المصرية.
5- A Bug’s Life (أميركا 1998)
اقتبِسَت في فيلم كرتوني أيضاً! بعد ثلاثة أعوام من أول أفلام شركة "بيكسار" مع Toy Story، وهو عمل ثوري جداً، لأنَّه أول فيلم يُنفَّذ بالكامل على الكمبيوتر. كانت الشركة بحاجة لنجاح جديد كي تثبت أن الأمر لم يكن ضربة حظ، وجاءت الفكرة بصنع نسخة جديدة من القصة الكلاسيكية، حيث يهجم الجراد على بيوت النمل من أجل أخذ المحصول الشتوي، وتأتي الفرصة لنملة مطرودة وعدد من الحشرات كي تخلق أسطورتها الخاصة لينقذوا القرية، قبل أن ينتصر في النهاية لقيمة الجماعة، وأن الأبطال لم يكونوا سبعة فقط بل جموع النمل كلها، ليخرج الفيلم كنسخة رائعة جداً ومختلفة من القصة.