مجدداً، تُصبغ مهرجانات لبنان الغنائية والفنية بالسياسة، ومجدداً تتداخل المصالح السياسية في لعبة الغناء وتقاسم نجاح بين السياسيين أنفسهم وبين مجموعة من الفنانين، في محاولة لإبراز أوجه السلطة والنفوذ.
من المعروف، أن زوجات السياسيين في لبنان ينظمنّ أو يحتكرن المهرجانات الفنية منذ سنوات طويلة، فعقيلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، رنده، تنظم مهرجانات صور في الجنوب، وكذلك نورا عقيلة الوزير وليد جنبلاط، تقدم مهرجان بيت الدين السنوي، واتخذت عقيلة رئيس الوزراء الحالي لمى تمام سلام من واجهة بيروت البحرية مكاناً لمهرجان سنوي بدأته هذا العام وستكمل به لسنوات مقبلة، وكذلك فعلت ستريدا جعجع زوجة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مهرجان الأرز الذي أعادته لخارطة المهرجانات اللبنانية منذ عام، بعد خمسين عاماً من توقفه. أما ريما فرنجية زوجة المرشح لرئاسة الجمهورية النائب سليمان فرنجية، فتنظم "إهدنيات". ودخلت أخيراً النائب بهية الحريري على الخطّ مطالبة بتنظيم مهرجان لمدينة صيدا الجنوبية، وكذلك فعلت عقيلة وزير العدل اللبناني المستقيل سليمة ريفي التي تنشغل هذا الأسبوع بإحياء مهرجانات "طرابلس حياة".
القضية لا تقتصر على المنافسة بين الزوجات، بل تصل أحياناً إلى المبارزة في استضافة أو إقناع فنان في الحلول ضيفاً على هذا المهرجان، أو ذاك في محاولة استعراضية.
راغب علامة والسياسة
ودّع الفنان اللبناني راغب علامة جمهوره يوم الإثنين الفائت بعدما افتتح مهرجان "طرابلس حياة". وقال راغب علامة في تصريح مقتضب إنه "ما فكر يوماً بأن الأحداث ستنتهي في طرابلس التي تليق بها الحياة، لكنه اليوم جاء ليثبت أن المدينة تستحق الفرح".
مهرجان طرابلس، انطلق للمرة الأولى هذا العام، بمباركة سياسية تولتها عقيلة وزير العدل اللبناني أشرف ريفي، سليمة، واختارت إحياء ثلاث ليال غنائية لراغب علامة وعاصي الحلاني وكاظم الساهر.
ليلة الافتتاح لم تقتصر على غناء راغب علامة ولا الحضور السياسي للمهرجان، بل شكلت محط تجاذب إعلامي، بعد تسريب خبر قلب المشهد، يقول إن اتصالاً ورد إلى الفنان راغب علامة من طرف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري يحثه على عدم المشاركة في المهرجان، وحوّل المناسبة إلى تراشق سياسي بين النفي والجزم بأن الحريري طلب من علامة عدم المشاركة. شقيق الفنان راغب علامة ومدير أعماله خضر علامة، نفى في اتصال مع "العربي الجديد"، تلقي أي اتصال من مكتب سعد الحريري لعدم الغناء في طرابلس، ودفع الفنان راغب علامة إلى نفي ذلك عبر صفحته الخاصة على موقع "تويتر".
وفي وقت حاول منظمو المهرجان القول بأن الحياة والفنّ والغناء عادت إلى طرابلس بعد سنوات من التقاتل الداخلي بين محورين الأول تابع سياسياً للنظام السوري، وآخر لقوى لبنانية معارضة لنظام الأسد، لكن إنهاء هذا الصراع قبل عامين، وفوز الوزير ريفي ودعمه لمجلس بلدية طرابلس في أيار/ مايو الماضي شكل حالة جديدة، من النظرة لواقع المدينة وإحياء النشاطات الثقافية والفنية، في وقت تتقاسم الطبقة السياسية في لبنان المهرجانات اللبنانية، كواقع مفروض على اللبنانيين كل حسب مصالحه، وجدول المحسوبيات التي تتطلبها مثل هذه النشاطات، يجندها السياسيون لمصالحهم الشخصية، والتجارية.
اقــرأ أيضاً
لكن ما حصل مع راغب علامة قبل أيام شكل سابقة في قيام طرف سياسي بالضغط على فنان لمنعه من الغناء لطرف سياسي آخر يختلف معه، فيما ندد ناشطون على صفحات "فيسبوك" بالمعلومات التي تناقلتها المواقع الإلكترونية، وعلق آخرون بأن لو حصل ذلك فعلاً مع الفنان راغب علامة فإن حزب الله اللبناني سيطالب الفنان عاصي الحلاني بعدم الغناء في المهرجان، وكذلك كتب آخرون مستهزئين بأن الحراك الشعبي في العراق سيطالب الفنان كاظم الساهر بعدم المشاركة في مهرجان طرابلس يوم الجمعة المقبل للأسباب التي تتعارض مع وجهة نظر القائمين على المهرجان.
الإرهاب والغناء
مهرجان طرابلس كان محاولة للعبور من الأحداث، أو الاتهامات التي صبغت عاصمة الشمال في لبنان، ومحاولة إلباسها ثوب التطرف الديني، طوال الفترة السابقة، والقول إنها مصدر للإرهاب، في وقت تقام مهرجانات إهدن القريبة من طرابلس دون أي صبغة سياسية، وتقودها ريما فرنجية عقيلة الوزير سليمان فرنجية.
في الإطار نفسه، لكن جنوباً، تستعدّ مدينة صيدا لاستقبال الدورة الأولى من مهرجاناتها، من خلال حفلات غنائية ينفض عنها ثوب وصبغة "التطرف" التي حاول أيضاً قسم من الإعلام والأطراف السياسية إلصاقها بها. يبدأ المهرجان يوم غد وينتهي في الخامس والعشرين من الحالي بيوم الألوان. وينطلق المهرجان وسط تهديدات تطالب بإلغاء المهرجان، بحسب بيان صدر الشهر الفائت، نُشر على صفحات السوشيال ميديا، وتبنته جهة مجهولة، لكن ذلك لم يثن الفنانين المشاركين نانسي عجرم والموسيقي غي مانوكيان عن الالتزام والغناء في هذه المهرجانات، فالفنانة نانسي عجرم التي اعتُبرت مستهدفة بعد البيان والمطالبة بإلغائه، دعت جمهورها إلى ملاقاتها في صيدا. وقالت في اتصال مع "العربي الجديد" إن "الهدف من المهرجان هو تغليب الغناء والفن والفنون الجميلة على لغة الحرب والإرهاب، وهذا ما نحاول في كل مرة كفنانين القيام به، والاتجاه إلى مساحة من الفرح بعيداً عن القتل أو الإرهاب والتهديدات التي تفاجئنا يوماً بعد يوم"، وتمنت نانسي عجرم أن تحشد ليلة السادس عشر من سبتمبر/أيلول الحالي أكبر عدد من الناس للغناء والفرح بعيداً عن أي تجاذبات سياسية.
اقــرأ أيضاً
القضية لا تقتصر على المنافسة بين الزوجات، بل تصل أحياناً إلى المبارزة في استضافة أو إقناع فنان في الحلول ضيفاً على هذا المهرجان، أو ذاك في محاولة استعراضية.
راغب علامة والسياسة
ودّع الفنان اللبناني راغب علامة جمهوره يوم الإثنين الفائت بعدما افتتح مهرجان "طرابلس حياة". وقال راغب علامة في تصريح مقتضب إنه "ما فكر يوماً بأن الأحداث ستنتهي في طرابلس التي تليق بها الحياة، لكنه اليوم جاء ليثبت أن المدينة تستحق الفرح".
مهرجان طرابلس، انطلق للمرة الأولى هذا العام، بمباركة سياسية تولتها عقيلة وزير العدل اللبناني أشرف ريفي، سليمة، واختارت إحياء ثلاث ليال غنائية لراغب علامة وعاصي الحلاني وكاظم الساهر.
ليلة الافتتاح لم تقتصر على غناء راغب علامة ولا الحضور السياسي للمهرجان، بل شكلت محط تجاذب إعلامي، بعد تسريب خبر قلب المشهد، يقول إن اتصالاً ورد إلى الفنان راغب علامة من طرف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري يحثه على عدم المشاركة في المهرجان، وحوّل المناسبة إلى تراشق سياسي بين النفي والجزم بأن الحريري طلب من علامة عدم المشاركة. شقيق الفنان راغب علامة ومدير أعماله خضر علامة، نفى في اتصال مع "العربي الجديد"، تلقي أي اتصال من مكتب سعد الحريري لعدم الغناء في طرابلس، ودفع الفنان راغب علامة إلى نفي ذلك عبر صفحته الخاصة على موقع "تويتر".
وفي وقت حاول منظمو المهرجان القول بأن الحياة والفنّ والغناء عادت إلى طرابلس بعد سنوات من التقاتل الداخلي بين محورين الأول تابع سياسياً للنظام السوري، وآخر لقوى لبنانية معارضة لنظام الأسد، لكن إنهاء هذا الصراع قبل عامين، وفوز الوزير ريفي ودعمه لمجلس بلدية طرابلس في أيار/ مايو الماضي شكل حالة جديدة، من النظرة لواقع المدينة وإحياء النشاطات الثقافية والفنية، في وقت تتقاسم الطبقة السياسية في لبنان المهرجانات اللبنانية، كواقع مفروض على اللبنانيين كل حسب مصالحه، وجدول المحسوبيات التي تتطلبها مثل هذه النشاطات، يجندها السياسيون لمصالحهم الشخصية، والتجارية.
لكن ما حصل مع راغب علامة قبل أيام شكل سابقة في قيام طرف سياسي بالضغط على فنان لمنعه من الغناء لطرف سياسي آخر يختلف معه، فيما ندد ناشطون على صفحات "فيسبوك" بالمعلومات التي تناقلتها المواقع الإلكترونية، وعلق آخرون بأن لو حصل ذلك فعلاً مع الفنان راغب علامة فإن حزب الله اللبناني سيطالب الفنان عاصي الحلاني بعدم الغناء في المهرجان، وكذلك كتب آخرون مستهزئين بأن الحراك الشعبي في العراق سيطالب الفنان كاظم الساهر بعدم المشاركة في مهرجان طرابلس يوم الجمعة المقبل للأسباب التي تتعارض مع وجهة نظر القائمين على المهرجان.
الإرهاب والغناء
مهرجان طرابلس كان محاولة للعبور من الأحداث، أو الاتهامات التي صبغت عاصمة الشمال في لبنان، ومحاولة إلباسها ثوب التطرف الديني، طوال الفترة السابقة، والقول إنها مصدر للإرهاب، في وقت تقام مهرجانات إهدن القريبة من طرابلس دون أي صبغة سياسية، وتقودها ريما فرنجية عقيلة الوزير سليمان فرنجية.
في الإطار نفسه، لكن جنوباً، تستعدّ مدينة صيدا لاستقبال الدورة الأولى من مهرجاناتها، من خلال حفلات غنائية ينفض عنها ثوب وصبغة "التطرف" التي حاول أيضاً قسم من الإعلام والأطراف السياسية إلصاقها بها. يبدأ المهرجان يوم غد وينتهي في الخامس والعشرين من الحالي بيوم الألوان. وينطلق المهرجان وسط تهديدات تطالب بإلغاء المهرجان، بحسب بيان صدر الشهر الفائت، نُشر على صفحات السوشيال ميديا، وتبنته جهة مجهولة، لكن ذلك لم يثن الفنانين المشاركين نانسي عجرم والموسيقي غي مانوكيان عن الالتزام والغناء في هذه المهرجانات، فالفنانة نانسي عجرم التي اعتُبرت مستهدفة بعد البيان والمطالبة بإلغائه، دعت جمهورها إلى ملاقاتها في صيدا. وقالت في اتصال مع "العربي الجديد" إن "الهدف من المهرجان هو تغليب الغناء والفن والفنون الجميلة على لغة الحرب والإرهاب، وهذا ما نحاول في كل مرة كفنانين القيام به، والاتجاه إلى مساحة من الفرح بعيداً عن القتل أو الإرهاب والتهديدات التي تفاجئنا يوماً بعد يوم"، وتمنت نانسي عجرم أن تحشد ليلة السادس عشر من سبتمبر/أيلول الحالي أكبر عدد من الناس للغناء والفرح بعيداً عن أي تجاذبات سياسية.