ووفق تساوزيدس فإن الحياة ستصبح أسهل بكثير، فلن يشعر الإنسان بالانزعاج أو القلق أو الظلم، كذلك لن يخاف الإنسان من التعبير عن آرائه أو التعامل مع المصاعب، ولن يشعر بالخجل في مواقف الحياة وتكوين العلاقات، وسوف تستند جميع القرارات إلى المنطق والدقة الرياضية.
إلا أن الإنسان يولد مجهّزاً بالمشاعر، وهو ما يجعل حياته "أكثر فوضوية"، يقول الباحث. وعلى الرغم من وجود مساحة منطقية واسعة في الدماغ، إلا أن المراكز العاطفية نشطة طوال الوقت ولديها الصوت الأعلى، وهو ما يجعلها سبب ملذات عدة وكثير من الألم، إذ تؤثر في القرارات، وتشكّل الشخصية، وتحدد حجم الشبكة الاجتماعية، وتؤثر في نوعية الحياة.
وما يجعل التحكّم في المشاعر ضرورياً هو كونها تسبب كثيراً من المتاعب إذا تُركت من دون رقابة، سواء كانت هذه المشاعر إيجابية أو سلبية، ويمكنها أن تؤدي إلى مجموعة من الأعمال التدميرية الذاتية، يقول الباحث.
وتحدثت العديد من كتب وبرامج التنمية والمساعدة الذاتية عن أساليب التحكم في المشاعر، مثل التحكّم في الخوف أو القلق أو الحزن أو غيرها. إلا أن سلبياتها، وفق الباحث، هي "في كونها تتعامل مع كل شعور على أنه منفصل عن غيره، إلا أن الحقيقة أنها تظلّ مرتبطة، لذا أفضل طرق التحكم فيها هي تعلّم تقنينها".
وبدلاً من الاضطرار إلى البدء من الصفر وتعلّم وصفة جديدة لكل شعور، يعتبر "تنظيم المشاعر" مهارة عقلية واحدة. "تنظيم المشاعر" هو القدرة على رصد وتقييم وتعديل ردود الفعل العاطفية، ما يمكّن من اختيار الطريقة التي تريدون أن تشعروا بها في هذه اللحظة، على أساس الظروف وأهدافكم.
ويمكن للتنظيم العاطفي أن يؤدي إلى قرارات أكثر ثقة، وإجراءات أكثر فعالية، وحالة من الهدوء العقلي، ما يجعله مهارة شاملة تؤدي إلى حياة متوازنة.
من أجل امتلاك هذه المهارة يجب تطبيق نفس القواعد التي يتم تطبيقها على المهارات العقلية الأخرى، والقاعدة هي التدريب والممارسة.
وقد بدأ علماء النفس في تطوير واختبار أساليب وتقنيات مختلفة لتحسين تنظيم العاطفة عند مختلف الأشخاص. وهناك الآن أدلة تدعم فائدة تنظيم العاطفة في الحد من التوتر والقلق، وزيادة مستوى الراحة، وتسهيل الوصول إلى الأهداف.
(العربي الجديد)