"وادي الحيتان"، في الصحراء الغربية المصرية، هو أحد الأماكن التي تضم العديد من الآثار التي تدل على وجود حياة بحرية كبيرة في تلك المنطقة بالأزمنة القديمة. فعموم الصحراء الغربية كانت تحت مستوى البحر، بينما كانت الأراضي المرتفعة غابات تجوبها الفيلة والحيوانات الأفريقية المختلفة، قبل انحسار الماء عنها.
تصنف اليونسكو "وادي الحيتان" على أنه مكان غنيّ بحفريات لأنواع منقرضة من الحيتان البحرية، بما يمثل فصلاً مهمّاً وموثّقاً من قصص التطور البيئي. فالحيتان التي بقيت آثارها في الوادي تطورت من ثدييات برية إلى حيونات مائية، ويعد موقع وادي الحيتان أهم موقع بالعالم لإظهار هذه المرحلة من التطور. فهو يعبر عن ملايين السنين من الحياة البحرية والشاطئية في تلك المنطقة الزاخرة بكنوزها وأسرارها التي ما زالت مدفونة تنتظر من يكشف عنها النقاب ويطلق سراح أسرارها.
يقع وادي الحيتان على بعد 150 كلم جنوب غرب القاهرة، داخل حدود محافظة الفيوم، والمكان الصحراوي في المنطقة يمتاز بجفافه الشديد، ما ساعد على حفظ الحفريات بعيداً عن التلف بعوامل التعرية والأمطار. وقد اكتشفت أول حفرية من بقايا الحيتان عام 1902، ولكن نظراً لصعوبة الوصول للموقع في قلب الصحراء، ظل المكان مهملاً، لا يحظى باهتمام أثري من جانب الحكومة المصرية لحوالي ثمانية عقود.
في بداية الثمانينيات، في القرن العشرين، استعاد الموقع نشاطه الذي يستحقه بعد تطور عربات الدفع الرباعي، وتوافر البعثات الأجنبية والمحلية التي تريد استكشاف المكان، كما اهتم جامعو الحفريات الدوليون بالمكان، وكان لذلك أثرٌ سلبيٌّ، إذْ اختفت حفريات كثيرة، خاصة ذوات الحجم الصغير الذي يسهل إخفاؤه وتهريبه.
أطول الهياكل العظمية الموجودة بالمكان يصل طوله إلى 21 متراً، مع زعانف متطورة كانت تحتوي على خمسة أصابع في أطراف أمامية، ووجود لم يكن متوقعاً لرجلين خلفيتين وقدمين وأصابع قدمين في شكل لم يكن معروفا من قبل في أي اكتشافات أثرية. كان شكلها معوجاً قليلاً، ويبدو أنها كانت آكلة للّحوم.
يوجد عدد قليل من هذه البقايا الحفرية مكشوف على الأرض، ولكن معظمها مدفون جزئياً في رواسب ضحلة، والتي انكشفت للعيان بسبب تآكل الطبقة المغطية لها بفعل الرياح وتحرك الرمال.
أصبح وادي الحيتان أخيراً محمية طبيعية، ومن المناطق المدرجة على قائمة التراث العالمي، ويقع الوادي ضمن منطقة وادي الريان المحمية أيضا بالقانون، وهي موقع عالمي مرجعي استثنائي، على حد تعبير اليونسكو، توجد فيه هياكل عظمية كاملة محفوظة بشكل جيد، وتشكل المنطقة الصحراوية حوله منطقة عازلة طبيعية تحمي المحميات هناك. وتوفر بحيرات وادي الريان أيضاً موطناً لحوالي تسعة عشر نوعاً من الزواحف، وحوالي 36 نوعاً من الطيور المختلفة.
لا يقتصر وادي الحيتان على بقايا الحيتان فقط، بل هو أيضاً موطن لخمسة عشر نوعاً من النباتات الصحراوية والكثبان الرملية، وكذلك خمسة عشر نوعاً من الثدييات البرية، تشمل ثعلب شمال أفريقيا والثعلب الأحمر والنمس المصري والقط الأفريقي المفترس وغزال دوركاس النادر. وتعدّ ثعالب الفنك من أكثر الثدييات شيوعاً هناك، إذ تزور معسكرات التخييم ليلاً لتلتقط من طعام الزائرين والباحثين.
اقــرأ أيضاً
تصنف اليونسكو "وادي الحيتان" على أنه مكان غنيّ بحفريات لأنواع منقرضة من الحيتان البحرية، بما يمثل فصلاً مهمّاً وموثّقاً من قصص التطور البيئي. فالحيتان التي بقيت آثارها في الوادي تطورت من ثدييات برية إلى حيونات مائية، ويعد موقع وادي الحيتان أهم موقع بالعالم لإظهار هذه المرحلة من التطور. فهو يعبر عن ملايين السنين من الحياة البحرية والشاطئية في تلك المنطقة الزاخرة بكنوزها وأسرارها التي ما زالت مدفونة تنتظر من يكشف عنها النقاب ويطلق سراح أسرارها.
يقع وادي الحيتان على بعد 150 كلم جنوب غرب القاهرة، داخل حدود محافظة الفيوم، والمكان الصحراوي في المنطقة يمتاز بجفافه الشديد، ما ساعد على حفظ الحفريات بعيداً عن التلف بعوامل التعرية والأمطار. وقد اكتشفت أول حفرية من بقايا الحيتان عام 1902، ولكن نظراً لصعوبة الوصول للموقع في قلب الصحراء، ظل المكان مهملاً، لا يحظى باهتمام أثري من جانب الحكومة المصرية لحوالي ثمانية عقود.
في بداية الثمانينيات، في القرن العشرين، استعاد الموقع نشاطه الذي يستحقه بعد تطور عربات الدفع الرباعي، وتوافر البعثات الأجنبية والمحلية التي تريد استكشاف المكان، كما اهتم جامعو الحفريات الدوليون بالمكان، وكان لذلك أثرٌ سلبيٌّ، إذْ اختفت حفريات كثيرة، خاصة ذوات الحجم الصغير الذي يسهل إخفاؤه وتهريبه.
أطول الهياكل العظمية الموجودة بالمكان يصل طوله إلى 21 متراً، مع زعانف متطورة كانت تحتوي على خمسة أصابع في أطراف أمامية، ووجود لم يكن متوقعاً لرجلين خلفيتين وقدمين وأصابع قدمين في شكل لم يكن معروفا من قبل في أي اكتشافات أثرية. كان شكلها معوجاً قليلاً، ويبدو أنها كانت آكلة للّحوم.
يوجد عدد قليل من هذه البقايا الحفرية مكشوف على الأرض، ولكن معظمها مدفون جزئياً في رواسب ضحلة، والتي انكشفت للعيان بسبب تآكل الطبقة المغطية لها بفعل الرياح وتحرك الرمال.
أصبح وادي الحيتان أخيراً محمية طبيعية، ومن المناطق المدرجة على قائمة التراث العالمي، ويقع الوادي ضمن منطقة وادي الريان المحمية أيضا بالقانون، وهي موقع عالمي مرجعي استثنائي، على حد تعبير اليونسكو، توجد فيه هياكل عظمية كاملة محفوظة بشكل جيد، وتشكل المنطقة الصحراوية حوله منطقة عازلة طبيعية تحمي المحميات هناك. وتوفر بحيرات وادي الريان أيضاً موطناً لحوالي تسعة عشر نوعاً من الزواحف، وحوالي 36 نوعاً من الطيور المختلفة.
لا يقتصر وادي الحيتان على بقايا الحيتان فقط، بل هو أيضاً موطن لخمسة عشر نوعاً من النباتات الصحراوية والكثبان الرملية، وكذلك خمسة عشر نوعاً من الثدييات البرية، تشمل ثعلب شمال أفريقيا والثعلب الأحمر والنمس المصري والقط الأفريقي المفترس وغزال دوركاس النادر. وتعدّ ثعالب الفنك من أكثر الثدييات شيوعاً هناك، إذ تزور معسكرات التخييم ليلاً لتلتقط من طعام الزائرين والباحثين.