رغم تراجع ارتداء العباءة الرجالية في العراق بعد الاحتلال الأميركي للبلاد 2003، إلا أن صناعتها ما زالت محافظة على نفسها من الاندثار، وأخيراً باتت تعتبر رمزاً للتمسك بالعادات والتقاليد العربية، عوضاً عن كونها الزي الرسمي للعشائر والقبائل في مجالسهم ومناسباتهم.
وعرفت بغداد والنجف والفلوجة بكونها عواصم صناعة العباءة الرجالية في العراق، التي لا تختلف عن تلك التي يرتديها سكان الخليج سوى بالأسماء.
وتقسم العباءة الى أربعة أقسام حسب فصول السنة والمناسبات الخاصة، فمنها الصيفية وتسمى "البشت" وتتميز بخفة وزنها وخيوطها الناعمة، ومنها "البهاري" التي تلبس في فصلي الربيع والخريف، ومنها "الدك" التي تُرتدى في الشتاء ويتجاوز وزنها 3 كلغ. وجميع خيوط العباءة من وبر الإبل والخراف بعد صباغتها باللون الذي يرغب به الزبون أو التاجر الذي ينقلها إلى مدن أخرى لبيعها.
وعرفت العباءة بأسماء عدة حسب خيوطها وجودتها ومكان صناعتها، منها "البغدادية والنجفية والدكاك والبشت والكرناوي". ويرتبط سعر العباءة بشكل أساس بالخيوط التي تطرز بها حاشيتها، مثل خيوط الذهب وخيوط الحرير وخيوط البريسم وخيوط الهدهد.
وتعاني المهنة اليوم من قلة المتعلمين لها، فبزوال الحرفيين الحاليين تكون صناعة العباءات الرجالية قد استسلمت للمنافس الصيني، من دون أن يمسك أي من أبناء الجيل بتلابيب المهنة الشعبية الأكثر قدما في العراق. "العربي الجديد" تجوّل في سوق "السربادي" في بغداد، والتقى بعدد من صناع العباءات الرجالية.