عبق التاريخ يفوح من زقاق سوق الذهب في مدينة غزة أو ما يعرف باسم "سوق القيسارية"، ويزداد مع تتالي السنوات والعقود، وهو عبارة عن ممر ضيق للغاية، مغطى ببناء قديم على هيئة أقواس تشبه "السباط"، ويقع في الحي القديم في مدينة غزة "غزة القديمة"، ويعتبر مركزاً لتداول وصناعة وبيع وشراء الذهب، وموقعا لصرف العملات بمختلف أنواعها.
ويقع السوق الأثري في الناحية الجنوبية من الجامع العمري الكبير، والذي يعد أقدم وأكبر المساجد الأثرية في قطاع غزة، بجانب شارع عمر المختار الرئيسي، وهو مغطى بسقف مقبب، وعلى جوانبه محلات تشبه الأقبية صغيرة الحجم، وهي غرف متلاصقة، ذات واجهات مزينة بالأقواس.
اختلفت الشهادات حول تاريخ بناء سوق الذهب، "القيسارية"، فالبعض أخبر "العربي الجديد" أنه بني قبل الميلاد بعقدين، والبعض الآخر قال إنه بني قبل الإسلام، حين كان الجامع العمري عبارة عن قلعة للهكسوس، وكان سوق القيسارية عبارة عن إسطبل، لخيول الجنود، لكن لا يوجد تاريخ محدد لإنشائه، وذلك نتيجة عدم احتواء السوق على لوحة تحمل تاريخ تأسيسه.
السبعيني أبو زهير عَيّاد، عمل في سوق الذهب منذ طفولته، إذ ورث مهنة صناعة وبيع الذهب "أباً عن جد"، ويقول إنه جذب للعمل برفقة والده وهو في السابعة من عمره، وكان يهوى رؤية والده وهو يصنع عقد "المشخلع، والحبية"، والأخير عبارة عن حب مشكوك إلى جانب بعضه البعض، تتوسطه "ليرة ذهب".
ويوضح عَيّاد لـ "العربي الجديد" أن السوق قبل سبعة عقود لم يكن يحتوي سوى على بعض المحال القليلة لصياغة وبيع الذهب، وكان العمل يدوياً، مضيفاً: "حين جاء البوليس الدولي، كان الهنود يصطحبون معهم الذهب من غزة إلى الهند، كذلك كان يفعل الفلسطينيون، إذ يحملون الهدايا المصنوعة محلياً للخارج".
ويشير إلى أنه ذهب للدراسة في مصر، ومن ثم انتقل للعمل في الكويت، لكنه رجع مجدداً إلى غزة، وقام بافتتاح أحد محال والده في سوق الذهب، موضحاً: "أصبح هذا المكان جزءاً مني، إذ أقضي فيه معظم وقتي، وأشعر براحة كبيرة وأنا أتأمل زواياه".
ويمتد سوق القيسارية من بداية المسجد العمري الذي يبدأ مع نهاية سوق الزاوية شرقاً، حتى نهاية المسجد، بطول لا يتجاوز 70 متراً، وقد التصقت فيه ساحة شرقية، تحتوي على مجموعة من محال بيع الذهب، بدأت عملها بعد هجرة الفلسطينيين من بلادهم عام 1948، وذلك نتيجة الزيادة السكانية.
ويقول عادل طبازة 57 عاماً إنه عمل في سوق الذهب مع والده في عام 1975 ميلادية، وكان يساعده في صناعة وبيع الذهب، موضحاً أن القيمة الأثرية والتراثية لسوق الذهب تزداد يوماً بعد يوم، لكن الوضع الاقتصادي والتجاري تأثر نتيجة ازدياد أعداد تجار الذهب، والأزمة الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، إلى جانب بعض المشغولات رخيصة الثمن".
ويوضح أن السوق مر في مراحل تاريخية مختلفة، بدأت حين كان اسطبلاً للخيل، ومن ثم تحول إلى مركز لبيع ودمغ الجلود وبيع وحياكة الأحذية، إلى أن قام بعض تجار الذهب بفتح متاجر لصناعة وبيع الذهب، وتحول بعض الإسكافيين كذلك لبيع الذهب.
ويضيف: "خارج أسوار الجامع العمري، وفي الناحية الجنوبية تحديداً، كان يجتمع باعة النحاس والفضة والذهب، وتطور السوق تدريجياً حتى أصبح يحتوي على محلات خاصة ببيع الذهب، تحيط بالسوق من الجهة الجنوبية والشرقية، إلى جانب محلات أخرى في شارع عمر المختار، كانت قد بدأت العمل داخل سوق القيسارية"، موضحاً في الوقت ذاته أن الحركة التجارية في السوق بدأت تخف تدريجياً مع حلول عام 2000".
اقــرأ أيضاً
ويقع السوق الأثري في الناحية الجنوبية من الجامع العمري الكبير، والذي يعد أقدم وأكبر المساجد الأثرية في قطاع غزة، بجانب شارع عمر المختار الرئيسي، وهو مغطى بسقف مقبب، وعلى جوانبه محلات تشبه الأقبية صغيرة الحجم، وهي غرف متلاصقة، ذات واجهات مزينة بالأقواس.
اختلفت الشهادات حول تاريخ بناء سوق الذهب، "القيسارية"، فالبعض أخبر "العربي الجديد" أنه بني قبل الميلاد بعقدين، والبعض الآخر قال إنه بني قبل الإسلام، حين كان الجامع العمري عبارة عن قلعة للهكسوس، وكان سوق القيسارية عبارة عن إسطبل، لخيول الجنود، لكن لا يوجد تاريخ محدد لإنشائه، وذلك نتيجة عدم احتواء السوق على لوحة تحمل تاريخ تأسيسه.
السبعيني أبو زهير عَيّاد، عمل في سوق الذهب منذ طفولته، إذ ورث مهنة صناعة وبيع الذهب "أباً عن جد"، ويقول إنه جذب للعمل برفقة والده وهو في السابعة من عمره، وكان يهوى رؤية والده وهو يصنع عقد "المشخلع، والحبية"، والأخير عبارة عن حب مشكوك إلى جانب بعضه البعض، تتوسطه "ليرة ذهب".
ويوضح عَيّاد لـ "العربي الجديد" أن السوق قبل سبعة عقود لم يكن يحتوي سوى على بعض المحال القليلة لصياغة وبيع الذهب، وكان العمل يدوياً، مضيفاً: "حين جاء البوليس الدولي، كان الهنود يصطحبون معهم الذهب من غزة إلى الهند، كذلك كان يفعل الفلسطينيون، إذ يحملون الهدايا المصنوعة محلياً للخارج".
ويشير إلى أنه ذهب للدراسة في مصر، ومن ثم انتقل للعمل في الكويت، لكنه رجع مجدداً إلى غزة، وقام بافتتاح أحد محال والده في سوق الذهب، موضحاً: "أصبح هذا المكان جزءاً مني، إذ أقضي فيه معظم وقتي، وأشعر براحة كبيرة وأنا أتأمل زواياه".
ويمتد سوق القيسارية من بداية المسجد العمري الذي يبدأ مع نهاية سوق الزاوية شرقاً، حتى نهاية المسجد، بطول لا يتجاوز 70 متراً، وقد التصقت فيه ساحة شرقية، تحتوي على مجموعة من محال بيع الذهب، بدأت عملها بعد هجرة الفلسطينيين من بلادهم عام 1948، وذلك نتيجة الزيادة السكانية.
ويقول عادل طبازة 57 عاماً إنه عمل في سوق الذهب مع والده في عام 1975 ميلادية، وكان يساعده في صناعة وبيع الذهب، موضحاً أن القيمة الأثرية والتراثية لسوق الذهب تزداد يوماً بعد يوم، لكن الوضع الاقتصادي والتجاري تأثر نتيجة ازدياد أعداد تجار الذهب، والأزمة الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، إلى جانب بعض المشغولات رخيصة الثمن".
ويوضح أن السوق مر في مراحل تاريخية مختلفة، بدأت حين كان اسطبلاً للخيل، ومن ثم تحول إلى مركز لبيع ودمغ الجلود وبيع وحياكة الأحذية، إلى أن قام بعض تجار الذهب بفتح متاجر لصناعة وبيع الذهب، وتحول بعض الإسكافيين كذلك لبيع الذهب.
ويضيف: "خارج أسوار الجامع العمري، وفي الناحية الجنوبية تحديداً، كان يجتمع باعة النحاس والفضة والذهب، وتطور السوق تدريجياً حتى أصبح يحتوي على محلات خاصة ببيع الذهب، تحيط بالسوق من الجهة الجنوبية والشرقية، إلى جانب محلات أخرى في شارع عمر المختار، كانت قد بدأت العمل داخل سوق القيسارية"، موضحاً في الوقت ذاته أن الحركة التجارية في السوق بدأت تخف تدريجياً مع حلول عام 2000".