إذ يُعد هذا الفاصل المائي أقرب نقطة بين أفريقيا وأوروبا، يشرب الزوار "الأتاي" المغربي ويستمعون إلى مزيج من الموسيقى المغربية والأندلسية والإسبانية، لهذا كان مقهى الحافة وجهة كل زائر لمدينة طنجة بأقصى شمال المغرب.
يأتي سياح من أنحاء العالم لزيارة هذا المقهى، المشهور بموقعه الساحر، وسبق أن كان قبلة للعديد من الروائيين والكتاب الذين كانوا يبحثون عن الصفاء من أجل الإبداع والكتابة.
فعلى مقاعد هذا المقهى التاريخي الذي شُيد عام 1921، كان يجلس الروائي المغربي الشهير محمد شكري ليسطر روايته الأشهر "الخبز الحافي" حيث اجتمعت هنا ذكرياته مع مدينة طنجة. وهنا كان يُجالس شكري الشاعر والروائي المغربي الشهير الطاهر بن جلون الحاصل على جائزة غونكور الفرنسية عن روايته "ليلة القدر".
وكذلك الكاتب والمترجم الأميركي الشهير بول بولز، اعتاد على ارتياد هذا المقهى، حيث سحرته المدينة بجمالها فاختارها لتكون مقر إقامته الدائمة، كما يحمل المكان ذكريات سياسيين تاريخيين جلسوا فيه، مثل تشرشل أشهر رئيس للوزراء في تاريخ بريطانيا، وكوفي عنان الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.
وقد أنشأ با محمد هذا المقهى التاريخي، وتحكي المدينة عن صبره وتعبه في تحويل مكان مهجور كان يتجمع فيه السكارى والمتشردون إلى مقهى عالمي صار قبلة للسائحين من كل بقاع الأرض.
وعلى 5 مستويات رأسية، يمتلئ المقهى بالقرّاء والكتاب والعشاق، الباحثين عن الهدوء، وعند التجول بعينيك داخل المكان ستجد كُتباً وروايات مفتوحة تلتهمها أعين القرّاء، وكراسات أخرى تمتلئ بوحي المكان.
التقى "العربي الجديد" ببعض زوار المقهى، ومنهم مصطفى إنجري، الذي قال إنها المرة الأولى التي يزور فيها المقهى الذي يعتبر الأكثر شهرة في مدينة طنجة، وأبدى إعجابه بقرب المكان من السواحل الإسبانية، وكذلك ارتباط المقهى بأسماء كبيرة في تاريخ الكتابة.
أمينة الزاوي قالت إنها كانت تمارس الكتابة، حيث يشعرها هذا المكان بالإلهام، مشيدة بجمال الطبيعة من بحر وشجر وجبال، وتعتبر أن من لم يزر هذا المقهى لم يزر طنجة.
وفي هذا التقرير المصوّر، يأخذك "العربي الجديد"، في جولة إلى المقهى: