التطبيع الأكاديمي: غضب في جامعات المغرب سببه الجنسية الإسرائيلية

25 سبتمبر 2024
من تظاهرة مناهضة للتطبيع في طنجة (فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -

عادت ممارسات التطبيع الأكاديمي لتلقي بظلالها على عدد من الجامعات المغربية بعد الكشف عن إدراج جامعة عبد المالك السعدي في مدينة تطوان (شمال)، الجنسية الإسرائيلية ضمن خيارات التسجيل في برامج الماجستير، ما أثار غضباً عارماً بين الطلبة والأكاديميين الذين يرفضون التطبيع.
ووصف رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" (غير حكومي) أحمد ويحمان، قرار جامعة عبد المالك السعدي بأنه "خزي يجب أن يتوقف، خصوصاً وأنه يصدر عن مدينة تطوان المقاومة"، معبراً عن تضامن المرصد مع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وهو أكبر وأقدم تنظيم طلابي في البلاد، ودعمه لكل الطلاب والأساتذة والموظفين والعائلات الرافضين للتطبيع.
وأضاف ويحمان لـ"العربي الجديد": "يبدو أن مسؤولي جامعة عبد المالك السعدي التزموا أمام كيان الإبادة وجرائم الحرب والتطهير العرقي في تل أبيب، ويأبون إلا أن يجعلوا من الجامعة مرتعاً للقتلة وجواسيسهم ضد إرادة الطلبة وعائلاتهم والأساتذة وموظفي الجامعة؛ وكل هؤلاء الذين عبروا عن سخطهم منذ السنة الماضية لتطبيع إدارة الجامعة مع الاحتلال الإسرائيلي في عرائض واحتجاجات استنكارية لتوجهات وقرارات هذه الإدارة".
في 31 مايو/ أيار الماضي، تقدم نحو 600 من أساتذة وموظفي جامعة عبد المالك السعدي بعريضة إلى رئاسة الجامعة تطالب بإلغاء اتفاقية الشراكة الموقعة مع جامعة حيفا الإسرائيلية، ووقف كل أشكال التطبيع مع كافة المؤسسات الجامعية التابعة للاحتلال.
بدوره، أوضح عضو الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب (نقابة)، عدنان لغميش، أنه فضلا عن جامعة عبد المالك السعدي قامت مجموعة من الجامعات المغربية، من بينها كلية العلوم بجامعة شعيب الدكالي بمدينة الجديدة، وكلية الآداب بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، بإدراج إمكانية ولوج الطلبة الإسرائيليين لاستكمال دراساتهم الجامعية في الماجستير بالمغرب بعد الحصول على البكالوريوس من جامعات في الكيان المحتل وأداء الخدمة العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى لو أنهم قاموا بسفك دماء الأبرياء، وشاركوا بجرائم الإبادة الجماعية.

وقفة مناهضة للتطبيع في الرباط (فاضل سنا/فرانس برس)
وقفة مناهضة للتطبيع في الرباط (فاضل سنا/فرانس برس)

وقال لغميش لـ"العربي الجديد"، إن "الجامعات المعنية اتخذت القرار من دون أي مراعاة للجرائم اليومية التي تنتهجها العصابة الصهيونية، وهو ما يعاكس الإرادة الطلابية والشعبية الرافضة للتطبيع، والمناهضة لكل أشكاله، كما أن هذا دليل على حجم الاختراق الصهيوني لهذه المؤسسات الأكاديمية. هذه السلوكيات الشنيعة هي استفزاز واضح لمشاعر الطلبة المغاربة، وكل الغيورين على حقل التعليم العالي، ما سيدفع إلى مزيد من التصعيد حتى يتم إنهاء التطبيع الأكاديمي، وتحمل كل الجامعات المغربية مسؤولية عدم الانخراط فيه".
في المقابل، نفى مصدر مسؤول في رئاسة جامعة عبد المالك السعدي بشكل قاطع صحة إدراج الجنسية الإسرائيلية ضمن خيارات التسجيل ببرامج الماجستير، وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه في اتصال مع "العربي الجديد "، إن "نشر هذا الادعاء في هذه الظروف الحساسة، ما هو إلا خطوة غير محسوبة العواقب تهدف إلى ضرب العمل الأكاديمي والعلمي الجاد لأسباب تهدف في المقام الأول النيل من سمعة البلاد، ثم من سمعة الجامعة وجميع مكوناتها".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفي حين يلقي العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بظلاله على الجامعات المغربية، توالت في الآونة الأخيرة، مبادرات يقودها طلاب وأساتذة تطالب بوقف علاقات جامعاتهم مع جامعات الاحتلال، كان آخرها توجيه ما يقارب 1300 من طلبة وخريجي جامعة محمد السادس التقنية التي توصف بأنها من جامعات النخبة في المغرب، رسالة إلى إدارة الجامعة، تطالب بقطع العلاقات مع شركائها الإسرائيليين.
وانطلق مسار التطبيع الأكاديمي في المغرب في فبراير/شباط 2021، حين اتفق وزيرا التعليم المغربي والإسرائيلي على إطلاق برنامج لتبادل الوفود الطلابية، وإجراء مسابقات تعليمية باللغتين العربية والعبرية في البلدين، وهو ما قوبل في حينه بمعارضة شديدة من الجمعيات والمنظمات المغربية المناهضة للتطبيع. ورغم تلك المعارضات، وقّع وزير التعليم العالي المغربي ونظيرته الإسرائيلية في مايو/ أيار 2022، اتفاقية التعاون الأولى بين الجامعات ومراكز الأبحاث.
وأعلنت الحكومة المغربية في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد توقّفها في عام 2000 على خلفية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

المساهمون