تخلّى مشاهير هوليوود عن الألوان البرّاقة خلال حفل "غولدن غلوب"، في دورته الـ 75 الذي أُقيم الأحد الفائت في لوس أنجليس، إذ هيمن اللون الأسود على الحضور تضامناً مع ضحايا التحرُّش الجنسي. ولم يقتصر التضامن على النساء، بل انضمَّ رجال هوليوود إلى الحملة أيضاً.
كان الحفل مليئاً بالخطابات الداعمة للمرأة، أبرزها وأقواها خطاب الإعلامية ومقدّمة البرامج الحوارية، أوبرا وينفري، بعد حصولها على جائزة "سيسيل بي ديميل" الفخرية عن مُجمل حياتها المهنية. توجّهت وينفري إلى نساء العالم داعمةً حرّيتهنّ في التعبير و"قول الحقيقة" حول جرائم التحرُّش الجنسي التي يتعرّضن لها في كلّ مجالات العمل. كما عبَّرت عن تقديرها لكلّ امرأةٍ خرجت عن صمتها وتحدثت عمّا تعرَّضت له في هذا الإطار، مشيدةً بدور حملة “Me too” في الكشف عن فضائح التحرُّش في هوليوود.
وكانت حملة “Me too” تصدّرت قائمة التغريد العالمي خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي عبر مختلف منصّات التواصل الاجتماعي، إثر الفضيحة التي هزَّت هوليوود بعد تقارير صحافية كشفت أن المنتج السينمائي هارفي وينستن يتحرَّش بالنساء وله سوابق متعدّدة طيلة الأعوام الثلاثين الماضية، بينهنَّ أكثر من ثلاثين نجمة: كـَ آنجلينا جولي وآشلي جاد وغوينيث بالترو، وغيرهنّ.
في هوليوود إذاً، التحرُّش الجنسي جريمة وفضيحة لمرتكبه مهما كانت شهرته واسعة. نذكر مثلاً أن مجموعة "نيتفليكس" أنهت تعاقدها مع الممثل كيفن سبايسي، وأعلنت إيقافها عرض مسلسل “House of cards” الشهير والاكتفاء بالمواسم الستة الماضية، بعد مرور ساعاتٍ فقط على اتهام سبايسي بالتحرُّش الجنسي بشابٍ مراهق عام 1986، رغم اعتذار نجم المسلسل.
بالمقابل، يتابع المغنّي المغربي سعد لمجرّد حياته بشكلٍ طبيعي رغم اتهامه باغتصاب فتاةٍ فرنسية، تُدعى لورا بريول، واعتقال السلطات الفرنسة له ثم إطلاق سراحه ووضعه تحت المراقبة من خلال منعه من مغادرة الأراضي الفرنسية وفرض سوارٍ إلكتروني عليه في انتظار حكم المحكمة.
في بلادنا العربية، تعمل بعض البرامج التلفزيونية والصحف جاهدةً على تلميع صورة لمجرّد، رغم أنها ليست المرّة الأولى التي يرتبط فيها اسمه في قضية اغتصاب. فقد سبق واتهمته أميركية باغتصابها قبل سنوات!
في بلادنا، يُصدر لمجرّد أغنية جديدة في الصيف الفائت بعنوان “Let Go” من دون مقاطعة أي جهة مسؤولة، وتحصد عدد مشاهدة خيالية عبر قناة "يوتيوب" (أكثر من 108 ملايين مشاهدة) وكأنه ليس متّهماً بارتكابه جريمة اغتصاب.
في بلادنا، يُسارع "جمهور" لمجرّد وأصدقاؤه إلى إطلاق هاشتاغ #كلنا_سعد_لمجرّد تضامناً معه ضدَّ من يحاولون تشويه سمعته! كيف لا؟ فهو صاحب أغنية "إنتَ معلّم" الجميلة، وهذا كافٍ لتبرئته.
في بلادنا، يسارع نجوم ونجمات الغناء إلى التعبير عن دعمهم لصديقهم سعد عبر حساباتهم على مواقع التواصل، حتى قبل صدور القرار القضائي. هيفا تعلن أنها "تدعمه قلباً وقالباً ولا تصدّق كلّ ما يُقال في هذه القضية. وأنها لن تندم على دعمها، حتى لو أثبتت التحقيقات أنه مُدان"! أصالة تنشر صورة لمجرّد عبر حسابها على "إنستغرام" وتصفه بأنه من أكثر الشباب الذين قابلتهم تهذيباً، وأنها كانت شاهدة على أنه كان هناك دائماً "تريليون بنت هيموتوا يحكوا معه"! سميرة سعيد تقول إن قلبها معه. "هي محنة وتزول". كارول سماحة تتمنى أن تتعدّى هذه المحنة بسرعة كي "يعود إلى نجاحه". زياد برجي يؤكد أن قلبه مع سعد وأنه "إبن عيلة ومستحيل يعمل هيك".
في هوليوود، تنتهي حياة المتحرِّش المهنية ويتضامن النجوم مع الضحايا حتى لو كان المتحرِّش صديقهم. في بلادنا، المتَّهم بالاغتصاب يمرُّ بمحنة.
هو فرقٌ يحتاج إلى التأمُّل.
اقــرأ أيضاً