على العكس من الاحتفاء الهوليوودي الدائم بالصحافة وتقديم أبطالها، في حالة بحث دائم عن الحقيقة ومواجهة فساد السلطة، فإن الوضع كان مختلفاً في السينما المصرية. ربما كان السبب في ذلك أن صناع السينما يدركون بالتأكيد أن الصحافة ليست مستقلة بالكامل عن النظام الحاكم، وبالتالي لا يوجد تصور وتجسيد مثالي للصحافي كشخص معاد للسلطة والفساد بقدر ما هو جزء منه.
اثنان من أشهر الصحافيين في تاريخ السينما المصرية هما رؤوف علوان الذي جسده كمال الشناوي في فيلم كمال الشيخ "اللص والكلاب" (1962)، ومحجوب عبد الدايم الذي جسده حمدي أحمد في فيلم "القاهرة 30" الذي أخرجه صلاح أبو سيف (1966)، وكلاهما (للمصادفة) مقتبسان عن روايات لنجيب محفوظ. في "اللص والكلاب" يكون "علوان" هو الصحافي الذي خدع البطل "سعيد مهران"، متغنياً بالمبادئ اليسارية وضرورة الوقوف أمام سطوة الأغنياء.
أما "عبد الدايم" في "القاهرة 30" فقد كان صورة أكثر فجاجة، لشخص لا يمانع في فعل أي شيء، كي يرتقي طبقياً.
ورغم أن فيلم "دموع صاحبة الجلالة" صدر بعد عقود من الفيلمين، وتحديداً عام 1992، إلا أنه يتناول نفس الفترة التاريخية للفيلمين السابقين (الملكية ثم ثورة يوليو)، ويقدم صورة مطابقة (ومقتبسة عن رواية للكاتب موسى صبري) عن "محفوظ عجب" (قام بدوره سمير صبري)، الصحافي الوصولي الذي لا يقف شيئاً بينه وبين مساعيه، حتى يصل بعد حوادث عدة ومختلفة وأغلبها مستوحى من الواقع إلى أن يكون رئيس تحرير جريدة ناطقة باسم الثورة.
واحد من التصورات الأخرى عن الصحافي في السينما المصرية هو تجسيده بوصفه "زير نساء"، يستغل أحياناً مكانته المجتمعية من أجل الإيقاع بهن، ومن بين الأفلام التي تحمل تلك الصورة "امرأة واحدة لا تكفي" (1990) للمخرجة إيناس الدغيدي، الذي يدور حول الصحافي "حسام" (قام بدوره أحمد زكي) وعلاقته بـ 3 سيدات: امرأة ثرية تساعده كي يصبح رئيساً للتحرير، وسيدة فقيرة يرتبط معها بعلاقة جسدية، وطالبة جامعية متمردة يشعر نحوها بمشاعر عاطفية.
في بعض الأفلام كان هناك تناول كوميدي للصحافيين؛ مثل فيلم "يوم من عمري" (1961) ويجسد فيه عبد الحليم حافظ دور صحافي يكلف بمهمة متابعة وصول ابنة ميليونير إلى مطار القاهرة، ولكن بدلاً من ذلك يقع في حبها. أو فيلم آخر مثل "بطل من ورق" (1988) وتكون الممثلة آثار الحكيم هي الصحافية تلك المرة. ورغم أن فيلم "عمارة يعقوبيان" (2006) لم يكن كوميدياً، إلا أن تناول شخصية الصحافي المثلي جنسياً حاتم رشيد، والتي جسدها خالد الصاوي، كان هزلياً إلى حد بعيد، وممتلئا بالمشاكل التي تجعله أقرب للكوميديا بالفعل.
على الأغلب كان الاستثناء الوحيد الذي لا يتعامل مع الصحافي كشخص انتهازي أو فاسد أو هزلي في السينما المصرية، هو فيلم "الغول" الذي كتبه وحيد حامد وأخرجه سمير سيف وقام بالدور فيه عادل إمام عام 1983، ويجسد فيه شخصية صحافي فني يكون شاهداً على جريمة قتل يقوم به ابن أحد رجال الأعمال الكبار في عصر الانفتاح، ويقرر إبلاغ الشرطة، وسط محاولات من الرجل الثري أن يبرئ ابنه ويشتري "صمت" الصحافي، الذي يظل على مبادئه حتى النهاية.
اقــرأ أيضاً
أما "عبد الدايم" في "القاهرة 30" فقد كان صورة أكثر فجاجة، لشخص لا يمانع في فعل أي شيء، كي يرتقي طبقياً.
ورغم أن فيلم "دموع صاحبة الجلالة" صدر بعد عقود من الفيلمين، وتحديداً عام 1992، إلا أنه يتناول نفس الفترة التاريخية للفيلمين السابقين (الملكية ثم ثورة يوليو)، ويقدم صورة مطابقة (ومقتبسة عن رواية للكاتب موسى صبري) عن "محفوظ عجب" (قام بدوره سمير صبري)، الصحافي الوصولي الذي لا يقف شيئاً بينه وبين مساعيه، حتى يصل بعد حوادث عدة ومختلفة وأغلبها مستوحى من الواقع إلى أن يكون رئيس تحرير جريدة ناطقة باسم الثورة.
واحد من التصورات الأخرى عن الصحافي في السينما المصرية هو تجسيده بوصفه "زير نساء"، يستغل أحياناً مكانته المجتمعية من أجل الإيقاع بهن، ومن بين الأفلام التي تحمل تلك الصورة "امرأة واحدة لا تكفي" (1990) للمخرجة إيناس الدغيدي، الذي يدور حول الصحافي "حسام" (قام بدوره أحمد زكي) وعلاقته بـ 3 سيدات: امرأة ثرية تساعده كي يصبح رئيساً للتحرير، وسيدة فقيرة يرتبط معها بعلاقة جسدية، وطالبة جامعية متمردة يشعر نحوها بمشاعر عاطفية.
في بعض الأفلام كان هناك تناول كوميدي للصحافيين؛ مثل فيلم "يوم من عمري" (1961) ويجسد فيه عبد الحليم حافظ دور صحافي يكلف بمهمة متابعة وصول ابنة ميليونير إلى مطار القاهرة، ولكن بدلاً من ذلك يقع في حبها. أو فيلم آخر مثل "بطل من ورق" (1988) وتكون الممثلة آثار الحكيم هي الصحافية تلك المرة. ورغم أن فيلم "عمارة يعقوبيان" (2006) لم يكن كوميدياً، إلا أن تناول شخصية الصحافي المثلي جنسياً حاتم رشيد، والتي جسدها خالد الصاوي، كان هزلياً إلى حد بعيد، وممتلئا بالمشاكل التي تجعله أقرب للكوميديا بالفعل.
على الأغلب كان الاستثناء الوحيد الذي لا يتعامل مع الصحافي كشخص انتهازي أو فاسد أو هزلي في السينما المصرية، هو فيلم "الغول" الذي كتبه وحيد حامد وأخرجه سمير سيف وقام بالدور فيه عادل إمام عام 1983، ويجسد فيه شخصية صحافي فني يكون شاهداً على جريمة قتل يقوم به ابن أحد رجال الأعمال الكبار في عصر الانفتاح، ويقرر إبلاغ الشرطة، وسط محاولات من الرجل الثري أن يبرئ ابنه ويشتري "صمت" الصحافي، الذي يظل على مبادئه حتى النهاية.