على الرغم من غنائها لوناً مختلفاً عن ذائقة غالبية الجمهور المصري، إلا أن المطربة الجزائرية سعاد ماسي أحيت حفلاً جماهيرياً ضخماً في مصر، لاقى إقبالاً كبيراً. "العربي الجديد" التقتها في هذا الحوار:
ما رأيك في استقبال الجمهور المصري لكِ بحفلك الأخير؟
ليس جديداً عليّ حبهم واهتمامهم بوجودي بينهم. منذ زمن وأنا أشعر نفسي واحدة من هذا الشعب العظيم الذي لا أشعر بغربة في وسطه. ومجرد وقوفي على خشبة المسرح لأغني أجد في عيونهم دعماً نفسياً يريحني ويزيل أي توترات.
أما كنت تخشين من تجربة "الأوبرا سيلكشن" التي قدمتِها على المسرح؟
هذه ليست المرة الأولى التي أقدم فيها هذه التجربة للجمهور المصري، بل قدمتها العام الماضي للجمهور نفسه وكان استقبالهم للتجربة حافزاً لإعادتها، ولو أني ما وجدت تشجيعاً ما أعدتها من جديد، ولكن حازت على قبولهم، وكنت سعيدة جدا لشعوري أنا والفرقة المصاحبة لي بأننا كما لو ننقل الأوبرا إلى الجمهور؛ فأنا دوماً أحترم جمهوري وأحرص على تقديم ما يليق به.
كثير من الشعراء العرب في عالمنا يحبهم الجمهور، لماذا اخترت محمود درويش بشكل خاص للغناء له؟
أحبه وأعشق كلماته وبينما كنت اقرأ منذ فترة قصيدة "أجمل حب" وجدتها عالقة في ذهني بشكل كبير؛ لذا قلت لماذا لا أقدمها؟ فقدمتها بالفعل بعدما قمت بعمل لحن وتوزيع لها، وها قد لاقت ردود فعل جيدة. وقدمت كذلك قصيدة "اقرأ سلامي على من لا أسمي"، للشاعر بهاء الدين زهير، في الحفل، وأنا بشكل عام أحب تقديم القصائد لأني أجد نفسي بها، فهي تعطي مساحة لظهور طبقات الصوت والأداء بشكل كبير.
هل تحبين الشعر العربي بشكل خاص؟
جدا، فهو يمثل بالنسبة لي حالة خاصة. فقد سبق وغنيت لكل من: امرؤ القيس وأبي الطيب المتنبي، وأبي القاسم الشابي، وحرصت على تقديم قصائد العديد من الشعراء لأغيّر الصورة النمطية الخاطئة أحيانا عن العرب.
مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تقارن الفنان بجمهوره، لماذا ما زلت بعيدة عنها؟
لا أميل إلى سرد حياتي بتفاصيلها على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم عشقي للجمهور، ولكني أحيانا أحكي تجاربي الشخصية من خلال أغنياتي وهذا يكفيني، ولكن أن أظهر دوما على فيسبوك أو تويتر وإنستغرام وما شابه لأعلن ماذا أفعل وأين أنا فلا أحب ولا أعرف أن أفعل ذلك.
لكِ تجارب مع فريق الأندرغراوند الغنائي "كايروكي"، ألم تفكري في إعادتها؟
ولمَ لا؟ فأنا أحب صدق هذه الفرق جدا، وأحب تفاعل الجمهور معها، ويكفي أنهم في غضون فترة بسيطة استطاعوا أن يكوّنوا لهم قاعدة جماهيرية كبيرة ويطوفوا من خلال حفلاتهم العالم كله، فأحب روح التحدي والإصرار التي يمتلكونها، وأنا اقتربت أكثر من إحدى هذه الفرق وهي "كايروكي" منذ عام 2014 وقدمت معهم أغنية "أجمل ما عندي"، وكانت إضافة مختلفة لي أحببتها.
حدثينا عن معالم ألبومك الجديد؟
أعمل على طرحه في شهر أغسطس/ آب في العام القادم، ويحتوي على 12 أغنية انتهيت من تسجيل ست أغنيات منها في فرنسا، وسأسجل الأغاني المتبقية وأقوم بعمل الميكساج الخاص بها أيضا هناك، وهو يحمل العديد من التجارب الشخصية لي وتجارب الآخرين كذلك، وبشكل خاص تلك التي يكون لها تأثير عليّ، فأحب أن أنقلها إلى جمهوري بعد كتابتها بالغناء، وكما تعلمون فإني أفضل أن أكتب أغنياتي بنفسي.