قد لا تتوقع أن تقرأ عبارات قاسية كـ "غارة جوية" على بطاقة عيد الحب الخاصة بك، إلا أن هذا ما ستحصل عليه حتمًا إذا ما اشتريت "بطاقات عيد الحب" من الناشطة والفنانة المسلمة تاز أحمد، من لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية.
لا تزين أحمد بطاقاتها بالورود المصنوعة من الورق أو الدانتيل، بل تضع عليها عبارات مراوغة، تحمل إيحاءات سياسية، تهدف إلى عدم إشاعة الراحة والطمأنينة لدى القارئ، مثل عبارة "كيوبيد قصف قلبي بغارة جوية" وعبارة "لن أمنعك من دخول قلبي بوضع لافتة تحظر دخول المسلمين".
وتؤكد أحمد أن البطاقات قد تبدو سوداوية بعض الشيء، إلا أنها رأت فيها أداة لخلق الفكاهة في هذه الأوقات المتوترة، التي يمر بها المسلمون في الولايات المتحدة، وأوضحت أن الفكرة بدأت كمزحة على الإنترنت، عندما كانت تشعر باليأس قبل 6 سنوات، بعد أن نشرت مقالًا عن كتاب "الحياة العاطفية السرية للمرأة الأميركية المسلمة" على "تويتر"، وأدركت أن الناس مازالوا يسألون أسئلة غريبة مثل "هل يمكن للمرأة المسلمة أن تقع في الحب؟" و"هل الحب مسموح في الإسلام؟".
وقالت أحمد: "كان من الغريب جدًا أن بعض الناس يسألون أسئلة كهذه، كما لو أنهم لا يعرفون أن النساء المسلمات بشر أيضًا مثل غيرهن، لذا بدأت بصياغة عبارات ساخرة تحمل تورية حول هذا الموضوع" وأضافت: "بدأت بيع البطاقات يدوية الصنع في شهر شباط/فبراير من كل عام، في متجر صغير على الإنترنت، بعد أن طلبها الأصدقاء مني".
Twitter Post
|
وأخذت أحمد في وقت سابق استراحة مدة عام، وقالت: "كان لدي الكثير لأفعله وأنشغل به أثناء تنافس الرئيس الحالي ترامب، وهيلاري كلينتون على الرئاسة، مما جعلني أتوقف عن صنع البطاقات مدة عام، ثم أتابع عملي لاحقًا"، وشملت مجموعة بطاقاتها عبارات تحمل أفكارًا متنوعة. وفقًا لموقع "غازيت".
وأوضحت أحمد أن برنامجها الإذاعي الساخر #GoodMuslimBadMuslim الذي يبث على الإنترنت، ويلاقي تفاعلًا كبيرًا، وما يحمله من نقاشات ساخنة عن أخبار المسلمين في أميركا، منحها الكثير من الأفكار لتكتب عنها، وقالت إن العديد من الناس لا يتقبلون الفكاهة، مما جعلهم غير مرتاحين لبطاقاتها، لأنهم يودون تقديم المسلمين بطريقة نمطية، في حين يعتقد آخرون أن المسلمين يجب ألا يحتفلوا بعيد الحب على الإطلاق.
Twitter Post
|
وأكدت الفنانة أن كل أولئك الذين يفهمون كيف تتعاطى السياسة الأميركية مع تواجد المسلمين في ذاك البلد، حتى غير المسلمين منهم، يضحكون على الرسائل المخفية التي تكتب عنها في بطاقاتها، حيث قالت: "البعض يسألونني إن كنت أنزعج إذا ما ضحكوا، لأنهم يخافون على مشاعري مما أشير إليه في العبارات".
Twitter Post
|
ووفقًا لموقع "غازيت"، يتقبل الناس أعمال أحمد يومًا بعد يوم، وخاصة مع كل التحولات الثقافية المثيرة للجدل في أميركا، وتقول حول ذلك: "عندما نشر كتاب (الحياة العاطفية السرية للمرأة الأميركية المسلمة) كان غريبًا بعض الشيء بالنسبة للناس، إلا أنني أعتقد أنهم اليوم لا يتعاملون معه بالطريقة نفسها، وهذا ما سيحدث مع بطاقاتي مع مرور الوقت".
Twitter Post
|
(العربي الجديد)