بدأت ناتالي نعوم، نجمة برنامج "أس.أل.شي" الساخر، تجربتها الأولى في المسرح بعد طول غياب عن الشاشة. "من كفرشيما للمدفون"، هو عنوان عرض مونودرامي للكاتب والمخرج اللبناني يحيى جابر الذي بدأ عرضه في تياترو فردان في 13 آذار/ مارس في بيروت. كعادته وبإتقانٍ وتمرس، يكرس يحيى جابر عروضه المونودرامية الأخيرة ليغوص في يوميات وأحياء الجماعات والطوائف اللبنانية مقدماً قالباً كوميدياً - حمّالاً لبحث وتوثيق معمقين للقصص والحكايا الشعبية المعاصرة لتلك الجماعات.
سرعان ما ينقلب هذا القالب الكوميدي في الفصل الثاني ويقدّم ما يختفي وراء فسحة الضحك هذه من جوانب درامية ومأساوية تتخطى بطل العرض وتحمل البعد السياسي الموجود في أغلب أعمال يحيى. "العربي الجديد" أجرت حواراً مع ناتالي نعوم، بطلة عرض "من كفرشيما للمدفون"، الذي يتحدث، وفقاً لناتالي، "عن لورا، امرأة أربعينية مارونية مسيحية أجبرت أن تعيش في منطقة مغلقة على نفسها خلال الحرب، وهي بيروت الشرقية.
ستخبرنا لورا، من خلال حكايتها الشخصية، عن معيوش السبعينيات والثمانينيات في بيروت الشرقية. لورا هي إنسانة مسيحية مؤمنة تربت وفقاً لأصول العائلة المسيحية والمبادئ التي تلقتها آنذاك. لا تعبر كثيراً على مكنوناتها، تفضل أن تعض على جرحها وتفضل أن يكون كل من يحيط بها سعداء، لأنها في النهاية أم. هي أم لابنتها كما هي أم لزوجها".
وعن ظروف لقائها بيحيى جابر، تقول ناتالي "لم أكن أعرف يحيى بشكل شخصي، حتى مسرحياته لم يتسن لي أن أحضرها، ولكنني كنت أتابعه من بعيد. وكنت أحضر لتنفيذ حلقة تجريبية لبرنامج تلفزيوني مع المنتج فراس حاطوم، وهو برنامج ترفيهي أقوم بتقديمه يركز على فترة السبعينيات والثمانينيات. فاقترح فراس أن ينضم يحيى جابر إلى الإعداد واتصل به. طلب يحيى رؤيتي قبل أن يلتزم بإعداد البرنامج، والتقينا. يعرف عني أنني حين ألتقي بأحدهم للمرة الأولى أكون على سجيتي فأمازح وأطلق بعض النكات... وحين التقيت بيحيى وبعد سلامي عليه، قلت له بكل عفوية وعلى سبيل المزاح: (ما بدك تعمل لي مسرحية؟)، حينها نظر إليّ صافناً وقال (بلى).. ثم أكملنا اللقاء... وكل ما كان في بالي حينها هو البرنامج التلفزيوني وليس المسرحية. بعد يومين، وصلني اتصال من يحيى يدعوني إلى شرب فنجان قهوة، وبعفويتي أجبت (لنتحدث عن البرنامج؟)، فأجاب (لا... سنتحدث عن المسرحية)".
وعن عملية كتابة النص واستلهام يحيى من بعض ما شهدته في حياتها الشخصية، تقول ناتالي "في البدء لم يكن هناك من مضمون واضح للمسرحية. كان يحيى يريد أن يلقي الضوء على المجتمع المسيحي، كنا نلتقي وكان يسألني عن حياتي وعن طفولتي وكيف كنا نعيش خلال الحرب، واستوحى من بعض الأحداث التي تشاركتها معه وقولبها على طريقته وأضاف أموراً أخرى وركب النص. هذا لا يعني أن المسرحية تتحدث عني... فقصة لورا ليست قصتي الشخصية".
اقــرأ أيضاً
وعند سؤالنا ناتالي حول أكثر المشاهد التي تؤثر فيها شخصياً، أجابت "المشاهد التي تعنيني في العرض ليست للمفارقة مشاهد كوميدية.. الذي لا يعرفني يفكر أن ناتالي وجه ضاحك دائم المزاح طوال الوقت ولا أحد يدري كم قد يختزن الممثل في داخله من أوجاع وكم عاش على الصعيد الشخصي من حالات درامية... هنالك مشهد في المسرحية حول جار لورا يدعى توفيق الذي يتم اكتشافه ميتاً بعد يومين في وفاته وحيداً في بيته... أنا كنت أعرف حقيقةً هذا الرجل ووجد ميتاً ووحيداً بعد وفاة والدته التي كان يعتني بها. حكاية توفيق أثرت فيّ كثيراً لأنني أنا امرأة مطلقة وأعيش لوحدي. لربما في حالتي الأمور أسهل لأن البنات يميلون لأمهاتهن أكثر، وهذا يطمئنني ولكن تبقى فكرة أن أبقى لوحدي تراودني بين حين وآخر. هنالك مشهدٌ آخر في العرض وهو المشهد الأخير ولكن لن أفصح عنه. لا أود أن أفسد متعة مشاهدة العرض".
ستخبرنا لورا، من خلال حكايتها الشخصية، عن معيوش السبعينيات والثمانينيات في بيروت الشرقية. لورا هي إنسانة مسيحية مؤمنة تربت وفقاً لأصول العائلة المسيحية والمبادئ التي تلقتها آنذاك. لا تعبر كثيراً على مكنوناتها، تفضل أن تعض على جرحها وتفضل أن يكون كل من يحيط بها سعداء، لأنها في النهاية أم. هي أم لابنتها كما هي أم لزوجها".
وعن ظروف لقائها بيحيى جابر، تقول ناتالي "لم أكن أعرف يحيى بشكل شخصي، حتى مسرحياته لم يتسن لي أن أحضرها، ولكنني كنت أتابعه من بعيد. وكنت أحضر لتنفيذ حلقة تجريبية لبرنامج تلفزيوني مع المنتج فراس حاطوم، وهو برنامج ترفيهي أقوم بتقديمه يركز على فترة السبعينيات والثمانينيات. فاقترح فراس أن ينضم يحيى جابر إلى الإعداد واتصل به. طلب يحيى رؤيتي قبل أن يلتزم بإعداد البرنامج، والتقينا. يعرف عني أنني حين ألتقي بأحدهم للمرة الأولى أكون على سجيتي فأمازح وأطلق بعض النكات... وحين التقيت بيحيى وبعد سلامي عليه، قلت له بكل عفوية وعلى سبيل المزاح: (ما بدك تعمل لي مسرحية؟)، حينها نظر إليّ صافناً وقال (بلى).. ثم أكملنا اللقاء... وكل ما كان في بالي حينها هو البرنامج التلفزيوني وليس المسرحية. بعد يومين، وصلني اتصال من يحيى يدعوني إلى شرب فنجان قهوة، وبعفويتي أجبت (لنتحدث عن البرنامج؟)، فأجاب (لا... سنتحدث عن المسرحية)".
وعن عملية كتابة النص واستلهام يحيى من بعض ما شهدته في حياتها الشخصية، تقول ناتالي "في البدء لم يكن هناك من مضمون واضح للمسرحية. كان يحيى يريد أن يلقي الضوء على المجتمع المسيحي، كنا نلتقي وكان يسألني عن حياتي وعن طفولتي وكيف كنا نعيش خلال الحرب، واستوحى من بعض الأحداث التي تشاركتها معه وقولبها على طريقته وأضاف أموراً أخرى وركب النص. هذا لا يعني أن المسرحية تتحدث عني... فقصة لورا ليست قصتي الشخصية".
وعند سؤالنا ناتالي حول أكثر المشاهد التي تؤثر فيها شخصياً، أجابت "المشاهد التي تعنيني في العرض ليست للمفارقة مشاهد كوميدية.. الذي لا يعرفني يفكر أن ناتالي وجه ضاحك دائم المزاح طوال الوقت ولا أحد يدري كم قد يختزن الممثل في داخله من أوجاع وكم عاش على الصعيد الشخصي من حالات درامية... هنالك مشهد في المسرحية حول جار لورا يدعى توفيق الذي يتم اكتشافه ميتاً بعد يومين في وفاته وحيداً في بيته... أنا كنت أعرف حقيقةً هذا الرجل ووجد ميتاً ووحيداً بعد وفاة والدته التي كان يعتني بها. حكاية توفيق أثرت فيّ كثيراً لأنني أنا امرأة مطلقة وأعيش لوحدي. لربما في حالتي الأمور أسهل لأن البنات يميلون لأمهاتهن أكثر، وهذا يطمئنني ولكن تبقى فكرة أن أبقى لوحدي تراودني بين حين وآخر. هنالك مشهدٌ آخر في العرض وهو المشهد الأخير ولكن لن أفصح عنه. لا أود أن أفسد متعة مشاهدة العرض".