يعيش المغني اللبناني فارس كرم على "أمجاد" ماضيه في الغناء. ورغم شعبيته الكبيرة في العالم العربي، لكنه بقي لأكثر من 20 عاماً غريباً، يحلق بأغانٍ "بلدية" تنقل واقع الشارع والحارة، أغانٍ قريبة جداً من فن المونولوج، المربوط بصور ومواقف ويوميات عادية.
لم يساوم فارس كرم على اللهجة اللبنانية، ويدرك جيداً أن صوته يعمل ضمن مساحة لونه الغنائي فقط؛ أي الإطار "الشعبي" الخالص، ذلك ما أبعده عن التجديد في أغانيه، رغم أنه كان من أول أبناء جيل المغنّين الذين اتجهوا للمفردة الشعبية في الغناء، وحصد نجاحاً في التسعينيات، منذ أغنية "بقعد من دون شمس ومي" (1993)، وليس انتهاءً بالـ"تنورة" (2004)، و"الأرغيلة" (2008).
هكذا، استطاع كرم أن يُشكل مركزاً متقدماً رغم إمكانياته الصوتية المتواضعة، مواجهاً، في المقابل، زملاء له تخرّجوا معه أو قبله بقليل، من برنامج "استوديو الفن"، ومنهم وائل كفوري، وعاصي الحلاني.
اتجاهات كفوري الغنائية تحولت مع الوقت، فصُبغت باللون الكلاسيكي المستجد على الأغنية العربية القصيرة، والمستوحى من بعض الجُمل الموسيقية الغربية، اعتماداً على براعة وقدرة صوت كفوري وأدائه التقني العالي، على عكس فارس كرم الذي حبس نفسه فنياً في إطار "البلدي" طوال 15 عاماً من الإصدارات والأغاني، معتقداً أنه "ملك" هذا اللون.
لكن ذلك لم يمنع من جاؤوا بعد كرم من سرقة اللون أو التجربة ذاتها؛ فبعضهم اعتمد على تقليد كرم، لكنهم لم ينجحوا، فيما حاول آخرون التجديد، من خلال الموسيقى والكلمة، ونجحوا، على عكس ما كان يظنه كرم أنه فرادة، أو اللاعب الوحيد والأساسي ضمن مجموعة من الأصوات الشابة، التي كثرت من حوله.
قبل أسبوع، صدر عن شركة روتانا ألبوم لـ كرم، يحمل عنوان "44:36" (مجموع الأغاني بالدقائق)، يحتوي 12 أغنية. اعتمد من خلالها على نفسه، في الخيارات التي تحمل طابعاً موسيقياً من دون تجديد، ولا حتى انقلاب إيجابي في الكلام، بعضها لا يرقى إلى حدود الشعر الغنائي؛ إذ يتكوّن من مجموعة من الأبيات المُركبة، لا تتناسب مع أداء كرم. إلى جانب ذلك، نقع على ألحان مُستنسخة، كما في أغنية "قربك وجع" (كلمات مازن ضاهر)، من ألحان فضل سليمان. الموسيقى هي نفسها تتر مسلسل "الهيبة"، نقلها الملحن بصوت كرم الذي انتقل إلى الكلاسيكي بعد تجارب خجولة له، من باب التنويع، لكنه وقع في فخ استنساخ المُلحن.
يحتوي "الألبوم" على أغنية "كل الناس حواليكي" التي لحّنها الموسيقار اللبناني الراحل ملحم بركات، ولم يمهله القدر لسماعها بصوت فارس كرم، لكنها تأتي ضعيفة، لجهة التوزيع الموسيقي والأداء الذي تميز به ملحم بركات لأكثر من 40 عاماً، ويصح القول إن ألحان ملحم بركات تفقد كثيراً من نجاحها عندما يغنيها مطرب غيره.
بعيداً عن الكلمات والألحان، يستظل فارس كرم، هذه المرة، بموهبة جيدة، لجهة التوزيع الموسيقي، ويقف أمام الموزع اللبناني عمر صبّاغ الذي يجيد تقنيات النغمات، ومحاكاة الشارع باللون الشعبي البلدي فيغذي التفاعل أو الاقبال الجماهيري في بعض الاغاني التي وزعها، عبر إيقاعات قوية، مستغلاً بعض الآلات الموسيقية التي تتناسب مع اللحن، ولو جاء الأخير ضعيفاً أو مُستنسخاً.
لم يساوم فارس كرم على اللهجة اللبنانية، ويدرك جيداً أن صوته يعمل ضمن مساحة لونه الغنائي فقط؛ أي الإطار "الشعبي" الخالص، ذلك ما أبعده عن التجديد في أغانيه، رغم أنه كان من أول أبناء جيل المغنّين الذين اتجهوا للمفردة الشعبية في الغناء، وحصد نجاحاً في التسعينيات، منذ أغنية "بقعد من دون شمس ومي" (1993)، وليس انتهاءً بالـ"تنورة" (2004)، و"الأرغيلة" (2008).
هكذا، استطاع كرم أن يُشكل مركزاً متقدماً رغم إمكانياته الصوتية المتواضعة، مواجهاً، في المقابل، زملاء له تخرّجوا معه أو قبله بقليل، من برنامج "استوديو الفن"، ومنهم وائل كفوري، وعاصي الحلاني.
اتجاهات كفوري الغنائية تحولت مع الوقت، فصُبغت باللون الكلاسيكي المستجد على الأغنية العربية القصيرة، والمستوحى من بعض الجُمل الموسيقية الغربية، اعتماداً على براعة وقدرة صوت كفوري وأدائه التقني العالي، على عكس فارس كرم الذي حبس نفسه فنياً في إطار "البلدي" طوال 15 عاماً من الإصدارات والأغاني، معتقداً أنه "ملك" هذا اللون.
لكن ذلك لم يمنع من جاؤوا بعد كرم من سرقة اللون أو التجربة ذاتها؛ فبعضهم اعتمد على تقليد كرم، لكنهم لم ينجحوا، فيما حاول آخرون التجديد، من خلال الموسيقى والكلمة، ونجحوا، على عكس ما كان يظنه كرم أنه فرادة، أو اللاعب الوحيد والأساسي ضمن مجموعة من الأصوات الشابة، التي كثرت من حوله.
قبل أسبوع، صدر عن شركة روتانا ألبوم لـ كرم، يحمل عنوان "44:36" (مجموع الأغاني بالدقائق)، يحتوي 12 أغنية. اعتمد من خلالها على نفسه، في الخيارات التي تحمل طابعاً موسيقياً من دون تجديد، ولا حتى انقلاب إيجابي في الكلام، بعضها لا يرقى إلى حدود الشعر الغنائي؛ إذ يتكوّن من مجموعة من الأبيات المُركبة، لا تتناسب مع أداء كرم. إلى جانب ذلك، نقع على ألحان مُستنسخة، كما في أغنية "قربك وجع" (كلمات مازن ضاهر)، من ألحان فضل سليمان. الموسيقى هي نفسها تتر مسلسل "الهيبة"، نقلها الملحن بصوت كرم الذي انتقل إلى الكلاسيكي بعد تجارب خجولة له، من باب التنويع، لكنه وقع في فخ استنساخ المُلحن.
يحتوي "الألبوم" على أغنية "كل الناس حواليكي" التي لحّنها الموسيقار اللبناني الراحل ملحم بركات، ولم يمهله القدر لسماعها بصوت فارس كرم، لكنها تأتي ضعيفة، لجهة التوزيع الموسيقي والأداء الذي تميز به ملحم بركات لأكثر من 40 عاماً، ويصح القول إن ألحان ملحم بركات تفقد كثيراً من نجاحها عندما يغنيها مطرب غيره.
بعيداً عن الكلمات والألحان، يستظل فارس كرم، هذه المرة، بموهبة جيدة، لجهة التوزيع الموسيقي، ويقف أمام الموزع اللبناني عمر صبّاغ الذي يجيد تقنيات النغمات، ومحاكاة الشارع باللون الشعبي البلدي فيغذي التفاعل أو الاقبال الجماهيري في بعض الاغاني التي وزعها، عبر إيقاعات قوية، مستغلاً بعض الآلات الموسيقية التي تتناسب مع اللحن، ولو جاء الأخير ضعيفاً أو مُستنسخاً.