بعد آلاف السنوات من الأبحاث، اكتشف العلماء أنّه يمكن للحياة أن توجد في أكثر البيئات قسوة على الأرض، من الصحاري القاحلة إلى التندرا المتجمدة. والحياة هنا لا تعني حتماً الحياة البشرية، بل البكتيريا والميكروبات وغيرها من الخلايا الصغيرة التي لا يمكن تمييزها بالعين المجردة.
لكن يوم الجمعة الماضي، تبيّن أن هذه النظرية قابلة للنقض، وأن ما اعتبر معلومة علمية حاسمة، ليس في الحقيقة دقيقاً. إذ اكتشف العلماء مكاناً في إثيوبيا، حيث لا يمكن للحياة أن تجد طريقاً، وفقاً لدراسة جديدة.
على عكس الأبحاث السابقة، أجرى العلماء اختبارات متعددة ووجدوا أنه لا توجد حياة، ولا حتى للكائنات الحية الدقيقة، في مستنقعات منطقة دالول الإثيوبية، وهي واحدة من أكثر بيئات الأرض تطرّفاً، وحارة بشكل لا يصدق، ومالحة وحمضية.
ونشرت المجلة العلمية الشهرية Nature Ecology And Evolution يوم الجمعة تقريراً يفيد بأن هذه المنطقة تقع في صحراء الدناكل شمال شرق إثيوبيا وجنوب إريتريا، وهي مملوءة بالملح، والغازات السامة، والماء المغلي، استجابة للنشاط الحراري المائي الشديد. حتى في أكثر أيام الشتاء قسوة، تصل الحرارة في تلك البقعة من الأرض خلال النهار إلى أكثر من 45 درجة مئوية.
اقــرأ أيضاً
وقال بورفيكاسيون لوبيز غارسيا، مؤلف الدراسة، وعالم الأحياء في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي: "بعد تحليل عدد كبير من العينات، استطعنا التأكد من أنه لا توجد حياة جرثومية في هذه التجمعات المالحة والساخنة شديدة الحموضة أو في المناطق الغنية بالمغنيسيوم المجاورة". ويشرح لوبيز أن الأمر يختلف خارج المستنقعات، حيث بالإمكان ملاحظة تنوع كبير من الآثار القديمة الهالوجينية في الصحراء (نوع من الكائنات الحية المحبة للملح الخام)، وأودية الملح التي تحيط بالمستنقعات "وهو ما لا نجده في داخلها، حيث لا آثار لأي حياة ممكنة". وما يثر حيرة العلماء واستغرابهم، هو أن ما يسمى بالانتشار الميكروبي كبير في تلك المنطقة، بسبب الرياح، وبسبب زيارة البشر لتلك المنطقة بشكل كثيف، ورغم ذلك لم تنجح هذه الميكروبات في العيش داخل تلك المستنقعات.
ووفقاً للتقرير الذي نشرته Nature Ecology And Evolution "تقدم الدراسة أدلة على وجود أماكن على سطح الأرض، مثل مستنقعات دالول، وهي عقيمة، على الرغم من أنها تحتوي على مياه سائلة". ورغم ذلك، لم تحدد الدراسة نفسها أين تقع تلك المستنقعات، وإن كان العلماء قد تمكنوا من الوصول إليها أم لا.
لكن فترة الإعداد لهذه الدراسة مرت بمراحل كثيرة، بينها الوصول إلى خلاصة حاسمة أن الحياة موجودة في المستنقعات تلك، وذلك بعدما أجرى الباحثون دراسات وتحاليل مخبرية، مستخدمين كل ما يوفّره العلم لرصد أي حياة في ذلك المكان، ووصلوا إلى أن بعض الكائنات الحية الدقيقة قد تكون موجودة، وذلك لأن المعادن الغنية بمادة السيليكا تحاكي في تركيبتها الخلايا الميكروبية. لكن التحاليل المتقدمة أكدت أن ما اكتشفوه مجرد معادن لا ميكروبات.
وأعاد العلماء خلق بيئة مشابهة لتلك الموجودة في مستنقعات دالول، إلى جانب بيئات تشبه أماكن قاسية على الأرض، وفي كواكب أخرى في نظامنا الشمسي أو خارجه. وهو ما أعاد فتح باب الأسئلة أمام خلاصات توصلت إليها إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) عن وجود حياة على كواكب أخرى، بسبب وجود سوائل تشبه المياه. وحذّر الباحثون من أنه في هذه الحالة، "لمجرد وجود مياه سائلة أو وجود شيء يشبه الخلايا أو الجوانب البيولوجية الأخرى تحت المجهر، لا يعني وجود حياة".
وتمنع أحواض دالول الحياة من التكوّن، لأنها تحتوي على حواجز كيميائية تساعد على تكسير الهيدروجين. بالإضافة إلى البيئة المالحة والحمضية والساخنة، التي تدمّر أي فرصة ممكنة للحياة.
وقال غارسيا "لا نتوقع العثور على أشكال الحياة في بيئات مماثلة على كواكب أخرى، على الأقل لا تستند إلى كيمياء حيوية مشابهة للكيمياء الحيوية الأرضية".
يُذكر أن المجلة نشرت الدراسة بكل تفاصيلها في عددها الصادر يوم الجمعة (وهي مجلة شهرية تأسست عام 2017 وتصدُر من الولايات المتحدة الأميركية). وقد امتدت نتائج هذه الدراسة الجديدة على 25 صفحة، وتخللتها رسوم بيانية وشرح مفصّل ومبسط لآلية العمل التي أوصلت العلماء إلى هذه النتيجة.
لكن يوم الجمعة الماضي، تبيّن أن هذه النظرية قابلة للنقض، وأن ما اعتبر معلومة علمية حاسمة، ليس في الحقيقة دقيقاً. إذ اكتشف العلماء مكاناً في إثيوبيا، حيث لا يمكن للحياة أن تجد طريقاً، وفقاً لدراسة جديدة.
على عكس الأبحاث السابقة، أجرى العلماء اختبارات متعددة ووجدوا أنه لا توجد حياة، ولا حتى للكائنات الحية الدقيقة، في مستنقعات منطقة دالول الإثيوبية، وهي واحدة من أكثر بيئات الأرض تطرّفاً، وحارة بشكل لا يصدق، ومالحة وحمضية.
ونشرت المجلة العلمية الشهرية Nature Ecology And Evolution يوم الجمعة تقريراً يفيد بأن هذه المنطقة تقع في صحراء الدناكل شمال شرق إثيوبيا وجنوب إريتريا، وهي مملوءة بالملح، والغازات السامة، والماء المغلي، استجابة للنشاط الحراري المائي الشديد. حتى في أكثر أيام الشتاء قسوة، تصل الحرارة في تلك البقعة من الأرض خلال النهار إلى أكثر من 45 درجة مئوية.
وقال بورفيكاسيون لوبيز غارسيا، مؤلف الدراسة، وعالم الأحياء في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي: "بعد تحليل عدد كبير من العينات، استطعنا التأكد من أنه لا توجد حياة جرثومية في هذه التجمعات المالحة والساخنة شديدة الحموضة أو في المناطق الغنية بالمغنيسيوم المجاورة". ويشرح لوبيز أن الأمر يختلف خارج المستنقعات، حيث بالإمكان ملاحظة تنوع كبير من الآثار القديمة الهالوجينية في الصحراء (نوع من الكائنات الحية المحبة للملح الخام)، وأودية الملح التي تحيط بالمستنقعات "وهو ما لا نجده في داخلها، حيث لا آثار لأي حياة ممكنة". وما يثر حيرة العلماء واستغرابهم، هو أن ما يسمى بالانتشار الميكروبي كبير في تلك المنطقة، بسبب الرياح، وبسبب زيارة البشر لتلك المنطقة بشكل كثيف، ورغم ذلك لم تنجح هذه الميكروبات في العيش داخل تلك المستنقعات.
ووفقاً للتقرير الذي نشرته Nature Ecology And Evolution "تقدم الدراسة أدلة على وجود أماكن على سطح الأرض، مثل مستنقعات دالول، وهي عقيمة، على الرغم من أنها تحتوي على مياه سائلة". ورغم ذلك، لم تحدد الدراسة نفسها أين تقع تلك المستنقعات، وإن كان العلماء قد تمكنوا من الوصول إليها أم لا.
لكن فترة الإعداد لهذه الدراسة مرت بمراحل كثيرة، بينها الوصول إلى خلاصة حاسمة أن الحياة موجودة في المستنقعات تلك، وذلك بعدما أجرى الباحثون دراسات وتحاليل مخبرية، مستخدمين كل ما يوفّره العلم لرصد أي حياة في ذلك المكان، ووصلوا إلى أن بعض الكائنات الحية الدقيقة قد تكون موجودة، وذلك لأن المعادن الغنية بمادة السيليكا تحاكي في تركيبتها الخلايا الميكروبية. لكن التحاليل المتقدمة أكدت أن ما اكتشفوه مجرد معادن لا ميكروبات.
وأعاد العلماء خلق بيئة مشابهة لتلك الموجودة في مستنقعات دالول، إلى جانب بيئات تشبه أماكن قاسية على الأرض، وفي كواكب أخرى في نظامنا الشمسي أو خارجه. وهو ما أعاد فتح باب الأسئلة أمام خلاصات توصلت إليها إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) عن وجود حياة على كواكب أخرى، بسبب وجود سوائل تشبه المياه. وحذّر الباحثون من أنه في هذه الحالة، "لمجرد وجود مياه سائلة أو وجود شيء يشبه الخلايا أو الجوانب البيولوجية الأخرى تحت المجهر، لا يعني وجود حياة".
وتمنع أحواض دالول الحياة من التكوّن، لأنها تحتوي على حواجز كيميائية تساعد على تكسير الهيدروجين. بالإضافة إلى البيئة المالحة والحمضية والساخنة، التي تدمّر أي فرصة ممكنة للحياة.
وقال غارسيا "لا نتوقع العثور على أشكال الحياة في بيئات مماثلة على كواكب أخرى، على الأقل لا تستند إلى كيمياء حيوية مشابهة للكيمياء الحيوية الأرضية".
يُذكر أن المجلة نشرت الدراسة بكل تفاصيلها في عددها الصادر يوم الجمعة (وهي مجلة شهرية تأسست عام 2017 وتصدُر من الولايات المتحدة الأميركية). وقد امتدت نتائج هذه الدراسة الجديدة على 25 صفحة، وتخللتها رسوم بيانية وشرح مفصّل ومبسط لآلية العمل التي أوصلت العلماء إلى هذه النتيجة.