في أربعة أعوام، أصبح "مهرجان زاوية للأفلام القصيرة"، الذي تنظّمه سينما "زاوية" في القاهرة بالتعاون مع شركات إنتاجية داعمة أو مقدِّمة لجوائز، إحدى أهم منصّات العرض والمشاهدة والتفاعل بين الجمهور والمخرجين حول أفلامهم القصيرة. في الدورة الأخيرة (31 يناير/ كانون الثاني ـ 2 فبراير/ شباط 2019)، عُرض 14 فيلماً متنوّعاً، شاهدتها لجنة تحكيم مؤلّفة من الكاتبة مريم نعوم ومدير التصوير عبد السلام موسى والمخرج أحمد فوزي صالح. أفلام وثائقية وروائية، أحدها مُنجز بتكلفة إنتاجية ضخمة، والغالبية ذات ميزانيات محدودة أو صغيرة. بعض المخرجين محترفون، درسوا السينما في مصر وخارجها، وبعض آخر هواة، يحاولون التعلّم بفضل ورش عمل لصناعة الأفلام.
ومن الممتع مشاهدة أفلام قصيرة لمخرجين شباب، فحرية التعبير عن الأفكار والرؤى والمشاعر أكبر بفضلها، ولا تخضع لحسابات إنتاجية وجماهيرية معقّدة، ترتبط بصناعة الأفلام الطويلة.
يُمكن تقسيم أفلام المهرجان إلى ثلاثة أقسام: الأول للهواة، ويضم أفلاماً مصنوعة في ورش أو بفضل جهود ذاتية، كالوثائقي "البحر" لناهد نصر (يوم في حياة فتاة مختلفة في القاهرة)، و"سينما الجنوب" لمينا يسري (يتناول حقيقة أن محافظات الجنوب في مصر، كأسوان وسوهاج وأسيوط والمنيا، خالية من صالات العرض السينمائي كلّياً)، و"برطمان مليء بالسمك" لجوزيف عادل (تجربة وحدة واكتئاب في المدينة). أهم أفلام هذا القسم (أعمال هاوية/ ذاتية) بعنوان "سابع سما" لكريستين حنا، فالمخرجة مسيحية من أسرة تقليدية في محافظة أسيوط، تحلم هي وشقيقتها بأن تصبحا مخرجتي أفلام، مقابل عدم تفهّم الأسرة لهما، ما يؤدّي إلى الرفض حيناً، والتشجيع حيناً آخر. هذا عمل مصنوع في "مدرسة الجيزويت لتعليم السينما" في المحافظة نفسها، بإشراف نادية كامل. رغم انخفاض جودته التقنية، يقدّم "سابع سما" ـ الحاصل على شهادة تقدير ـ صورة مقرّبة وصادقة جدًا عن الحلم والشغف بالسينما.
القسم الثاني؛ خاص بأفلام درس مخرجوها السينما في معاهد متخصّصة. البارز فيه اهتمام وجودة تقنيان، وربما تأثر/ تقليد بعض المخرجين بالأفلام الأجنبية، كـ"التدريبات القصوى لتحسين الأداء" لياسر شفيعي (حكاية عبثية في مؤسّسة حكومية)، وفيه درجة كبيرة من التأثر بشكل الحركة والكوميديا والألوان في أفلام السويدي روي أندرسون؛ و"توماتيك" للمصري السويسري كريستوف صابر: فيلم فرنسي في كلّ شيء، ذو ميزانية ضخمة إلى درجة أن وجوده بين الأفلام الأخرى غريبٌ، مع أنه ممتع ومسلّ، متأثر بكوميديا الأميركي غاي ريتشي، مُعيداً تقديمها بجودة فائقة. هناك "أيضًا خمستاشر" لسامح علاء، الفائز بجائزتي أفضل فيلم وأفضل إخراج (حكاية مراهق يبلغ 15 عاماً، يأخذ شقيقه الرضيع إلى المستشفى، ويكتشف وفاة والده في حادثة مروعة وإصابة والدته بغيبوبة، مع نهاية تترك السؤال مفتوحاً عن كيفية نجاته والرضيع في ظروف قاسية كهذه).
اقــرأ أيضاً
ومن الممتع مشاهدة أفلام قصيرة لمخرجين شباب، فحرية التعبير عن الأفكار والرؤى والمشاعر أكبر بفضلها، ولا تخضع لحسابات إنتاجية وجماهيرية معقّدة، ترتبط بصناعة الأفلام الطويلة.
يُمكن تقسيم أفلام المهرجان إلى ثلاثة أقسام: الأول للهواة، ويضم أفلاماً مصنوعة في ورش أو بفضل جهود ذاتية، كالوثائقي "البحر" لناهد نصر (يوم في حياة فتاة مختلفة في القاهرة)، و"سينما الجنوب" لمينا يسري (يتناول حقيقة أن محافظات الجنوب في مصر، كأسوان وسوهاج وأسيوط والمنيا، خالية من صالات العرض السينمائي كلّياً)، و"برطمان مليء بالسمك" لجوزيف عادل (تجربة وحدة واكتئاب في المدينة). أهم أفلام هذا القسم (أعمال هاوية/ ذاتية) بعنوان "سابع سما" لكريستين حنا، فالمخرجة مسيحية من أسرة تقليدية في محافظة أسيوط، تحلم هي وشقيقتها بأن تصبحا مخرجتي أفلام، مقابل عدم تفهّم الأسرة لهما، ما يؤدّي إلى الرفض حيناً، والتشجيع حيناً آخر. هذا عمل مصنوع في "مدرسة الجيزويت لتعليم السينما" في المحافظة نفسها، بإشراف نادية كامل. رغم انخفاض جودته التقنية، يقدّم "سابع سما" ـ الحاصل على شهادة تقدير ـ صورة مقرّبة وصادقة جدًا عن الحلم والشغف بالسينما.
القسم الثاني؛ خاص بأفلام درس مخرجوها السينما في معاهد متخصّصة. البارز فيه اهتمام وجودة تقنيان، وربما تأثر/ تقليد بعض المخرجين بالأفلام الأجنبية، كـ"التدريبات القصوى لتحسين الأداء" لياسر شفيعي (حكاية عبثية في مؤسّسة حكومية)، وفيه درجة كبيرة من التأثر بشكل الحركة والكوميديا والألوان في أفلام السويدي روي أندرسون؛ و"توماتيك" للمصري السويسري كريستوف صابر: فيلم فرنسي في كلّ شيء، ذو ميزانية ضخمة إلى درجة أن وجوده بين الأفلام الأخرى غريبٌ، مع أنه ممتع ومسلّ، متأثر بكوميديا الأميركي غاي ريتشي، مُعيداً تقديمها بجودة فائقة. هناك "أيضًا خمستاشر" لسامح علاء، الفائز بجائزتي أفضل فيلم وأفضل إخراج (حكاية مراهق يبلغ 15 عاماً، يأخذ شقيقه الرضيع إلى المستشفى، ويكتشف وفاة والده في حادثة مروعة وإصابة والدته بغيبوبة، مع نهاية تترك السؤال مفتوحاً عن كيفية نجاته والرضيع في ظروف قاسية كهذه).
أما القسم الثالث؛ فمعني بأفلام الحكاية، بطريقة يدعم التجريبُ والتقنيات فيها القصة: "أبي لم يستطع أن ينقذ الطائرة الورقية" لخالد مدحت. عمل ذو معالجة رقيقة لقصّة مأخوذة من "حجرتان وصالة" لإبراهيم أصلان؛ و"وأنا رايحة السينما" لسندس طارق، الفائز بجائزة أفضل سيناريو (ثلاثة خطوط لأيام عادية في حياة فتيات مصريات، يلتقين معاً في السينما)؛ و"زي الشمس" لهَنَا محمود، أفضل أفلام المهرجان نقدياً، والحاصل على جائزة لجنة التحكيم. بين الروائي والوثائقي، تسرد محمود حكاية حبها لمعلم السينما الذي لم تره منذ 5 أعوام، عبر جمل محدّدة في شرائط المحاضرات القديمة التي سجلتها له. ومع واقعية الحكاية والشرائط المسجّلة، يبقى الفيلم روائيًا، لوجود نصٍّ مكتوب وممثلة تؤدي دورها وتقول كلامها، مع مساحة ذكية لإيجاد مُعادل بصري للكلام طوال الوقت، ما جعله ناضجًا ومؤثّرًا وذكيًا للغاية.