تجادل دراسة حديثة بأن ليوناردو دافنشي تعرض لإصابة عصبية في يده اليمنى، نتيجة سقوطه عليها، ممّا أثر على مهارته في الرسم، وبالتالي قد تكون السبب في عدم إكماله لوحة "موناليزا".
ويستند الطبيبان الإيطاليان، دافيد لازيري المتخصص في الجراحة التجميلية والترميمية، وكارلو روسي المتخصص في الأمراض العصبية، في بحثهما إلى رسم للفنان جيوفان أمبروغيو فينيو، يعود للقرن السادس عشر، ويصور فيه ليوناردو دافنشي عندما كبر في السن.
ويظهر الرسم ذراع دافنشي اليمنى وقد ربطت ببعض الأقمشة لتضميدها، في حين علقت يده بوضعية متصالبة، الأمر الذي يرجح إصابتها. ولاحظ الطبيبان أثناء بحثهما أن دافنشي كان يكتب بيده اليسرى، ويرسم بيده اليمنى، وربما تكون هذه الإصابة السبب في عدم تمكنه من إكمال اللوحة، وفقاً للدراسة التي نُشرت أخيراً في "دورية الجمعية الملكية البريطانية للطب".
اللوحة التي استند إليها الطبيبان (متحف أكاديميا في البندقية)
وتعد موناليزا من أشهر اللوحات حول العالم، وتصور السيدة ليزا جيرارديني، زوجة تاجر القماش الفلورنسي فرانشيسكو ديل جيوكوندو. وقد رسمها دافنشي عام 1503، إلا أنها كانت لا تزال موجودة في الاستوديو الخاص به عندما توفي عام 1519. ويعتبرها كثيرون غير مكتملة، وفقاً لمتحف اللوفر الذي يملكها.
ويشرح لازيري وروسي أن دافنشي استمر في التدريس والرسم بيده اليسرى بعد الإصابة، في حين أنه كان غير قادر على حمل اللوحات وفراشي الرسم بيده اليمنى، وهذا ما قد يفسر تركه للعديد من اللوحات غير المكتملة، ومنها "موناليزا"، خلال السنوات الخمس الأخيرة من حياته كرسام.
وصادفت الذكرى المئوية لوفاة ليوناردو دافنشي يوم الثاني من مايو/ أيار هذا العام، ولا يزال الخبراء حتى اليوم يبحثون في تاريخه الفني، إذ صدر أخيراً كتاب عنوانه "ليوناردو دافنشي، نظرة أقرب"، يحلل 80 لوحة من لوحاته، ويكشف تفاصيل جديدة عن حياته.