قبل أيام قليلة، دعت نقابة الفنانين في لبنان إلى التوقف عن تصوير المسلسلات الخاصة بموسم رمضان الذي يبدأ الشهر المقبل. حالة من الذعر سيطرت على مواقع التصوير اللبنانية بعد هذا القرار الذي ترافق مع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في لبنان والدول المحيطة به.
لكن شركات الإنتاج سرعان ما حاولت تهدئة موجة الذعر، وردّت على النقابة ببيان هادئ قالت فيه إنها تراعي كل المعايير الخاصة بسلامة الموظفين والفنانين في أثناء التصوير، في إشارة إلى أنها مستمرة في تصوير أعمالها.
قد يبدو الطرفان على حقّ، فقرار النقابة بديهي حفاظاً على السلامة العامة. لكن الالتزامات والعقود التي وقعتها شركات الإنتاج مع الفضائيات العربية، تلزمها بضرورة تسليم المسلسلات قبل حلول شهر رمضان، وهو ما يشكّل عبئاً على المنتج، وبالتالي لا يبقى أمامه خيارات كثيرة. هكذا تبقى عملية الحجر على بعض الفنانين في مساكن قريبة من مراكز التصوير خطوة الإنقاذ الأولى لموسم درامي بالكامل، وهذا ما ستسعى إليه شركات الإنتاج خلال ساعات، بحسب ما كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، وهو ما يساعد بالتالي على التقليل من عدد العاملين في مراكز التصوير والإبقاء على المخرجين فقط والمساعدين التقنيين.
أول من أمس أصدرت شركة "آي سي ميديا" للإنتاج (يملكها أياد الخزوز) بياناً قالت فيه إنها علقت تصوير مسلسلي "الساحر" و"النحات" في بيروت بسبب انتشار فيروس كورونا، وأملت الشركة أن تنتهي هذه الأزمة لاستكمال التصوير والوفاء بالالتزامات وفق البيان.
يلفت مصدر في إحدى شركات الإنتاج لـ"العربي الجديد"، إلى أن الأزمة فرضت نفسها على الأرض، والممثلون يعيشون خوفاً من فيروس كورونا، خصوصاً أن معظمهم غير لبنانيين، وعائلاتهم تسكن في دول مجاورة. ويؤكد المصدر أن أغلب المسلسلات كانت في مرحلة انتصاف التصوير، والأيام الباقية من شهر آذار/مارس الحالي تمثل المرحلة الأكثر تركيزاً على النهايات، وتتطلب بالتالي جهداً مضاعفاً من قبل العاملين والممثلين. وبحسب المصدر، قد يؤدي ضيق الوقت إلى متابعة التصوير خلال شهر رمضان.
لا شك في أن الموسم الدرامي الخاص لعام 2020 على المحك. كذلك فإن كل الجهود موضوعة حالياً لتسليم هذه الإنتاجات بأدنى خسائر ممكنة، فيما بدأ المنتجون بنقل الصورة إلى الفضائيات التي اشترت هذا الأعمال الدرامية، وهي تدرك حال الطوارئ المسيطر على العالم، وبالتالي تبقى إمكانية البت بالسلسلة الدرامية لرمضان 2020 رهناً بالمفاجآت والتطورات الجديدة حول العالم. ولا تخفي معلومات متقاطعة إمكانية إلغاء عرض الدراما الرمضانية في حال تصاعُد وتيرة الأحداث الخاصة بانتشار الفيروس دون إيجاد تطعيم يحدّ من توسعه.
تبقى الإشارة إلى أن عدداً من الممثلين السوريين بات تحت الإقامة الجبرية في لبنان، بسبب توقف الرحلات الجوية إلى بعض البلدان التي يقيمون فيها، ومنها دبي وباريس، ويقضي هؤلاء أوقاتهم خارج التصوير في الفنادق، بما يشبه حالة العزل المفروضة على لبنان منذ نحو أسبوعين.