وكانت تقاس حرارة هؤلاء بالاستعانة بأدوات قياس تعمل بتقنية "الجيل الخامس" عند المدخل، فيما كانت تقدم لهم الأطعمة والأدوية بواسطة آلات مستقلة الحركة، وتولى روبوت على شكل حورية يحمل اسم "كلاود جينجر" التواصل مع المرضى.
ويوضح رئيس شركة "كلاود مايندز" التي تتخذ مقراً لها في بكين وكاليفورنيا، كارل جاو، أن هذا الروبوت "كان يعطي معلومات ويرقص لرفع معنويات المرضى الذين كانوا يعانون الملل". وكانت حفنة من الأشخاص بينهم طبيب تسيّر الروبوتات من بعد، بفضل منصة رقمية وأساور متصلة بالإنترنت يضعها أشخاص يُعالجون في المستشفى، مهمتها قياس ضغط الدم وبيانات حيوية أخرى بصورة مستمرة.
في المحصلة، لم يستقبل الموقع مرضى سوى بين السابع والعاشر من مارس/آذار، وهو تاريخ علقت فيه المدينة العمل "في المستشفيات المؤقتة كلها".
تشكل هذه التجربة القصيرة والطموحة في آن مؤشراً إلى ما قد يكون عليه مستقبل الرعاية الطبية بالمصابين بالأمراض الشديدة العدوى. ولا يمكن للأجهزة المزودة بأنظمة ذكاء اصطناعي أن تحل محل الأطباء لكنها توفر حماية لهم. وفي تايلاند وبلدان أخرى، باتت المستشفيات مجهزة بروبوتات مزودة بشاشات لإجراء الاستشارات عبر الفيديو، من دون الاضطرار للدخول إلى الغرفة. كما أن بعض هذه الروبوتات قادرة على تفحص رئتي المرضى.
ويشير مدير الشؤون الابتكارية في "مستشفى ألكسندرا" في سنغافورة، ألكسندر ييب، خلال مقابلة مع قناة "سي أن إيه" المحلية إلى أن "هذا الأمر يسمح لنا بالتواصل بوتيرة أكبر مع المرضى من دون الحاجة إلى ارتداء البزة (الواقية) الكاملة".
وتنجح الروبوتات أيضاً في مهام التنظيف والتعقيم، وهو مجال أساسي في زمن تفشي فيروس كورونا المستجد؛ إذ عُثر على آثار للفيروس على أسطح عدة في مقصورات ركاب في "دايموند برينسس"، بعد فترة تصل إلى 17 يوماً من إجلائهم من هذه السفينة، على ما أفادت "المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها" (سي دي سي)، في تقرير نشرته بشأن السفينة التي أصيب أكثر من 700 شخص من ركابها بالفيروس.
وباتت المستشفيات تتجه على نحو متزايد إلى الروبوتات القادرة على القضاء على الجراثيم وتعقيم الغرف من الفيروسات والبكتيريا خلال بضع دقائق، من الستائر إلى مقابض الأبواب. واضطرت شركتا "زينيكس" الأميركية و"يو في دي" الدنماركية إلى زيادة إنتاجهما من الروبوتات التي تصدر أشعة ما فوق البنفسجية قادرة على القضاء على العوامل المسببة للأمراض.
وتلفت المتحدثة باسم "زينيكس"، ميليندا هارت، إلى أن "خدمات طوارئ باتت تستخدم هذه الروبوتات لتعقيم الغرف بعد خروج كل مريض (...) أو لتعقيم الكمامات الواقية من نوع (إف إف بي 2+).
وفي فرنسا، صممت "شارك روبوتيكس" واختبرت قبل شهر وحدة تعقيم تضاف إلى أحد روبوتاتها العاملة تحت الأرض، وفي استطاعتها إجلاء الضحايا وإخماد الحرائق. ويكفي وضع منتج معقم في خزان الروبوت ليتمكن "راينو بروتيكت" من "تنظيف حتى 20 ألف متر مربع في ثلاث ساعات عبر ضخ قطيرات مصغرة على 360 درجة من دون إغراق الغرفة"، بحسب أحد مؤسسي الشركة، سيريل كبارة. وتلقت الشركة طلبيات عدة من بلدان أجنبية بينها إيطاليا التي تسعى لتعقيم مستشفياتها، وأيضاً محطات القطارات قبل إيكال عناصر الإطفاء بأي مهام.
وتشير مديرة "كونسيومر تكنولوجي أسوسييشن"، ليسلي رورباو، إلى أن العالم يشهد "تسارعاً في الحس الابتكاري في مجال الروبوتات مع تقدم الوباء العالمي". وتوضح أن "هذه الروبوتات تكلف غالياً، وتحتاج إلى شبكة إنترنت جيدة للعمل". لكن "المنفعة المتأتية منها تبرر سعرها، كما أن المؤسسات (الأميركية) استثمرت في تطوير تقنيات اتصال قوية خلال السنوات الأخيرة".
وتسعى بعض المنظمات إلى مد الروبوتات بقدرات أكبر، بينها مختبرات في أستراليا وكندا تعمل على تطوير طائرات مسيّرة مزودة بأجهزة استشعار قادرة على رصد الإصابات التنفسية بين الجموع. كما تعمل مختبرات على خوارزميات قادرة على تحديد وتيرة نبضات القلب ودرجات حرارة الجسم، لرصد الأشخاص الذين يظهرون أعراض سعال أو عطاس في طوابير الانتظار في المطارات على سبيل المثال.
(فرانس برس)