خلافاً لتوصية منظمة الصحة العالمية بإلغاء جميع الفعاليات الجماعية، قاد رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، يوم 25 إبريل/نيسان، يوم عمل مجتمعي، شارك فيه نحو 2.3 مليون شخص (أكثر من ربع سكان البلاد). شارك في يوم العمل المجتمعي، إضافة إلى الرئيس غير المكترث بفيروس كورونا وابنه، المسؤولون الحكوميون وممثلو السلطات المحلية والمواطنون العاديون. وعلى طريقة السخرة؛ قام المتطوعون أو المجبرون بتنظيف وإصلاح أماكن المعالم التاريخية والثقافية، والمناطق السكنية، إضافة إلى تجهيز مخيمات الأطفال الصيفية للموسم الحالي.
بدا واضحا في الصور ومقاطع الفيديو المنشورة أن المشاركين في الفعالية الرئاسية لم يلتزموا بمسافة التباعد اللازمة لتجنب الإصابة بالعدوى، كما أنهم لم يرتدوا الكمامات.
زرع لوكاشينكو، يوم السبت 25 إبريل/ نيسان الجاري، الأشجار في حديقة بريبياتسكي الوطنية، وهي إحدى المناطق المتضررة من حادث تشيرنوبيل غربي البلاد. في حديثه مع الصحافيين، قال لوكاشينكو إن تنفيذ العمل المجتمعي على مستوى الجمهورية، أصبح منذ فترة طويلة تقليدًا في بيلاروسيا "ولن نتراجع عنه". وردا على سؤال صحافيات ارتدين لباسا عسكريا، أكد لوكاشينكو أن العمل التطوعي هو تقليد سوفييتي وهو "الشيء الجيد الذي اعتمدناه من الحقبة السابقة"، وزاد أنه خضع لتعديلات بسبب كورونا. ومعلوم أن عمل السخرة التطوعي في أيام السبت (سبوتنيك) تقليد موروث عن الفترة السوفييتية.
قال لوكاشينكو: "كما لاحظتم، قلت ذات مرة إنه [الرب] رأى أننا نتعامل مع البيئة وطريقة الحياة بشكل سيئ، لا يفي بمعاييرنا على الإطلاق، وقام بضربنا على رؤوسنا [يقصد جائحة فيروس كورونا]. لذلك، نحن نحاول، إن لم يكن تسوية الوضع، على الأقل حماية أنفسنا وأحبائنا بهذه الخطوات".
وخلال يوم "السخرة"، تم جمع تبرعات اللافت أنها لن توجه لدعم قطاع الرعاية الصحية، وإنما سيوجه نصفها لتحسين المناطق السكنية ومناطق الدفن ومخيمات الأطفال، والنصف الآخر سيخصص لأعمال البناء في المتحف الوطني للفنون وإعادة بناء مجمع في موقع قرية "أولا" المحترقة في منطقة سفيتلوغورسك. وقد أوضح لوكاشينكو سابقًا أنه تم اقتراح ضخ هذه الأموال في نظام الرعاية الصحية، "إلا أن الرعاية الصحية مدعومة على حساب مساعدة دولية"، وفقًا لما ذكره موقع Naviny.by.
اقــرأ أيضاً
وسيخصص البنك الدولي لبيلاروسيا، 90 مليون يورو لشراء الأدوية والمعدات، كما ستحصل مينسك على 60 مليون يورو أخرى كجزء من استجابة الاتحاد الأوروبي العالمية لتفشي فيروس كورونا، هذا بالإضافة إلى المساعدات الدولية الأخرى، وفق معلومات صحيفة "كوميرسانت" الروسية.
ودعت منظمات مجتمعية بيلاروسية وبعض مواطني الجمهورية التي تصنف على أنها آخر دكتاتوريات أوروبا سلطات بلادهم للتعقل، والتعامل بجدية مع التهديدات الصحية. وقبل إقامة يوم العمل المجتمعي، أرسل ألكسندر ياروشوك، رئيس المؤتمر النقابي البيلاروسي، مناشدة إلى المدير العام لمنظمة العمل الدولية، غاي رايدر، بشأن إجبار المواطنين على العمل. وذكر الناشط البيلاروسي أن أعضاء النقابات الحرة والمستقلة في بيلاروسيا يحتجون على "نوايا الحكومة، التي تهمل صحة وحياة مواطنيها وترضي طموحاتهم الخاصة، وتجبر الآلاف من مواطنيها على الخروج في يوم عمل مجتمعي خلال الجائحة". وبحسب ياروشوك، فإن السلطات بفعلتها هذه، تنشر "قنابل بيولوجية" في جميع أنحاء البلاد.
لكن الرئيس لوكاشينكو، المثير للجدل، أصرّ على عدم وجود أسباب لإلغاء يوم العمل المجتمعي أو تأجيله. وقال إن الناس يعملون يوم الجمعة، و"إذا حضروا للعمل يوم السبت، فلن يؤثر ذلك على أي شيء". ولا يزال الرئيس البيلاروسي يعتقد أنه لا توجد حاجة لفرض إجراءات تقييدية لمكافحة فيروس كورونا في البلاد، موضحا أنه "إذا تفاقم الوضع، فسيتم اتخاذ مثل هذه الإجراءات". وأكد لوكاشينكو أنه "إذا بقي كل شيء على ما هو عليه الآن، فسوف نجتاز الأمر".
وتجاهلت السلطات عريضة أخرى، وقعها أكثر من 150 ألف شخص، تطالب بفرض الحجر الصحي في الجمهورية في شكل عاجل، بسبب انتشار فيروس كورونا، تم إرسالها إلى منظمة الصحة العالمية. وتقول العريضة إن الناس يواصلون العمل والدراسة، لكن "الفيروس ينتشر بسرعة هائلة، ومن أجل منع العواقب الرهيبة، يجب علينا جميعًا البقاء في المنزل".
اقــرأ أيضاً
وفي الفترة من 7 إلى 11 إبريل / نيسان، زارت بعثة منظمة الصحة العالمية بيلاروسيا، ونشرت في نتائج الزيارة توصياتها، بتشديد تدابير التباعد الاجتماعي، وتأجيل جميع الأحداث العامة، بما في ذلك الرياضية والدينية والثقافية؛ وعزل الأشخاص الذين تواصلوا مع مصابين بـCOVID-19 وكذلك الأشخاص الذين يحتمل تعرضهم للإصابة بالفيروس؛ ونقل المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى إلى نظام التعلم عن بعد؛ والحدّ من حركة الأشخاص غير الضرورية، خاصة بالنسبة للفئات المعرضة للخطر. كما أوصى خبراء منظمة الصحة العالمية باطّلاع الجمهور بشكل شفاف ومنتظم على الوضع والمخاطر وتدابير الاستجابة.
الساونا والفودكا علاجاً
وفي المقابل، انتقد الرئيس البيلاروسي توصيات منظمة الصحة العالمية، متهما إياها بـ"التحيز السياسي ضد مينسك"، ودعا مواطني بلاده للوثوق بالمعلومات الصادرة عن وسائل الإعلام المملوكة للدولة، بشأن فيروس كورونا. كما رفض لوكاشينكو خيار العزلة الجماعية للمواطنين كإجراء ضد انتشار فيروس كورونا، مؤكدا أن "إغلاق الأشخاص في شقق عفنة ليس حلا"، مضيفًا أنه في حالة أمراض الجهاز التنفسي، يجب على المرء "الخروج وتنفس الهواء النقي وتهوية الغرفة". وفي وقت سابق، أوصى لوكاشينكو سكان بلاده بـ "معالجة" فيروس كورونا بالفودكا والساونا والعمل الزراعي، وأكد أنه لم يخضع لاختبار فيروس كورونا، وزاد: "أنا لا أعرف ما إذا كنت قد أصبت وشفيت من هذا الفيروس بالفعل، أثناء مواصلة عملي أم لا".
رسميا، لم يتم فرض أي تدابير تقييدية في بيلاروسيا، وتستمر النشاطات الرياضية في البلاد، لكن الحياة في البلاد تغيرت تلقائيا. فعلى الرغم من أن المطارات ومحطات القطار ودور العبادة والمقاهي والمطاعم والجامعات والمدارس والفنادق تعمل، تحول العديد من الشركات والمؤسسات التعليمية بمبادرات ذاتية إلى العمل عن بعد. وتم إغلاق المسارح وقاعات الحفلات الموسيقية، لسبب عدم وجود أي حضور تقريبا فيها، كما أن العديد من السكان قرروا الاعتزال ذاتيًا في بيوتهم الصيفية.
شفافية مفقودة
يؤكد لوكاشينكو، الذي يصف ما يحدث في العالم بـ"الهلوسة"، أن السلطات البيلاروسية لا تكذب بشأن الوضع المتعلق بانتشار فيروس كورونا، ويدعو إلى الثقة في المعلومات من وسائل الإعلام المملوكة للدولة، بدلاً من "القنوات السيئة" على تطبيق "تليغرام".
وفي المقابل، تشير رئيسة تحرير أكثر وسائل الإعلام البيلاروسية شعبية، البوابة غير الحكومية "Tut.by"، مارينا زولوتوفا، إلى أن أشياء غريبة تحدث للبيانات المتعلقة بفيروس COVID-19.
وأوضحت زولوتوفا أن وزارة الصحة حاولت في البداية أن تكون شفافة، ولكنها سرعان ما بدأت في الإبلاغ عن الإحصاءات في شكل غير يومي، أو "في شكل ألغاز، يجب على الصحافيين وفقها حساب عدد من تم نقلهم إلى المستشفى، وطرْح عدد من شفي، وزيادة واستنتاج عدد من توفى، والقيام بهراء آخر". وأضافت: "بعد زيارة منظمة الصحة العالمية، عادت البيانات مرة أخرى إلى الشكل الطبيعي وباتت تظهر كل يوم، ثم اختفت مرة أخرى لمدة ثلاثة أيام".
ووفقا لزولوتوفا، ترفض السلطات بعناد الإبلاغ عن البيانات في كل منطقة على حدة. ويكاد يكون من المستحيل الحصول على أي معلومات على الفور، "يشكو العاملون في القطاع الصحي للمتطوعين ووسائل الإعلام من نقص معدات الحماية الشخصية، ولكن يُقال رسميًا إن كل شيء على ما يرام وكاف".
وفقا لبيانات 25 إبريل/نيسان، في روسيا البيضاء، تم تأكيد إصابة 9590 شخصًا بفيروس كورونا، توفي منهم 67 مريضًا.
عيد النصر
ورغم أن انتشار كورونا أطاح مخططات موسكو لتنظيم احتفالات غير مسبوقة بمناسبة الذكرى الـ75 للانتصار على النازية الشهر المقبل، فإن بيلاروسيا ستكون الدولة الوحيدة ضمن الاتحاد السوفييتي السابق التي ستنظم احتفالات جماهيرية بهذه الذكرى.
وردا على عريضة شعبية نشرت على مواقع الإنترنت، تطالب بإلغاء العرض العسكري وفعاليات الاحتفال بيوم النصر في الحرب العالمية الثانية، المقررة في 9 مايو/أيار، نشر وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، رسالة جاء فيها أن "الوضع الوبائي الناشئ في بيلاروسيا، يسمح للقوات المسلحة بالقيام بأنشطة التدريب القتالي المخطط لها، بما في ذلك تنظيم موكب عيد النصر في مينسك، بمناسبة الذكرى الـ75 للنصر في الحرب العالمية الثانية في 9 مايو".
بدا واضحا في الصور ومقاطع الفيديو المنشورة أن المشاركين في الفعالية الرئاسية لم يلتزموا بمسافة التباعد اللازمة لتجنب الإصابة بالعدوى، كما أنهم لم يرتدوا الكمامات.
زرع لوكاشينكو، يوم السبت 25 إبريل/ نيسان الجاري، الأشجار في حديقة بريبياتسكي الوطنية، وهي إحدى المناطق المتضررة من حادث تشيرنوبيل غربي البلاد. في حديثه مع الصحافيين، قال لوكاشينكو إن تنفيذ العمل المجتمعي على مستوى الجمهورية، أصبح منذ فترة طويلة تقليدًا في بيلاروسيا "ولن نتراجع عنه". وردا على سؤال صحافيات ارتدين لباسا عسكريا، أكد لوكاشينكو أن العمل التطوعي هو تقليد سوفييتي وهو "الشيء الجيد الذي اعتمدناه من الحقبة السابقة"، وزاد أنه خضع لتعديلات بسبب كورونا. ومعلوم أن عمل السخرة التطوعي في أيام السبت (سبوتنيك) تقليد موروث عن الفترة السوفييتية.
قال لوكاشينكو: "كما لاحظتم، قلت ذات مرة إنه [الرب] رأى أننا نتعامل مع البيئة وطريقة الحياة بشكل سيئ، لا يفي بمعاييرنا على الإطلاق، وقام بضربنا على رؤوسنا [يقصد جائحة فيروس كورونا]. لذلك، نحن نحاول، إن لم يكن تسوية الوضع، على الأقل حماية أنفسنا وأحبائنا بهذه الخطوات".
وخلال يوم "السخرة"، تم جمع تبرعات اللافت أنها لن توجه لدعم قطاع الرعاية الصحية، وإنما سيوجه نصفها لتحسين المناطق السكنية ومناطق الدفن ومخيمات الأطفال، والنصف الآخر سيخصص لأعمال البناء في المتحف الوطني للفنون وإعادة بناء مجمع في موقع قرية "أولا" المحترقة في منطقة سفيتلوغورسك. وقد أوضح لوكاشينكو سابقًا أنه تم اقتراح ضخ هذه الأموال في نظام الرعاية الصحية، "إلا أن الرعاية الصحية مدعومة على حساب مساعدة دولية"، وفقًا لما ذكره موقع Naviny.by.
وسيخصص البنك الدولي لبيلاروسيا، 90 مليون يورو لشراء الأدوية والمعدات، كما ستحصل مينسك على 60 مليون يورو أخرى كجزء من استجابة الاتحاد الأوروبي العالمية لتفشي فيروس كورونا، هذا بالإضافة إلى المساعدات الدولية الأخرى، وفق معلومات صحيفة "كوميرسانت" الروسية.
ودعت منظمات مجتمعية بيلاروسية وبعض مواطني الجمهورية التي تصنف على أنها آخر دكتاتوريات أوروبا سلطات بلادهم للتعقل، والتعامل بجدية مع التهديدات الصحية. وقبل إقامة يوم العمل المجتمعي، أرسل ألكسندر ياروشوك، رئيس المؤتمر النقابي البيلاروسي، مناشدة إلى المدير العام لمنظمة العمل الدولية، غاي رايدر، بشأن إجبار المواطنين على العمل. وذكر الناشط البيلاروسي أن أعضاء النقابات الحرة والمستقلة في بيلاروسيا يحتجون على "نوايا الحكومة، التي تهمل صحة وحياة مواطنيها وترضي طموحاتهم الخاصة، وتجبر الآلاف من مواطنيها على الخروج في يوم عمل مجتمعي خلال الجائحة". وبحسب ياروشوك، فإن السلطات بفعلتها هذه، تنشر "قنابل بيولوجية" في جميع أنحاء البلاد.
لكن الرئيس لوكاشينكو، المثير للجدل، أصرّ على عدم وجود أسباب لإلغاء يوم العمل المجتمعي أو تأجيله. وقال إن الناس يعملون يوم الجمعة، و"إذا حضروا للعمل يوم السبت، فلن يؤثر ذلك على أي شيء". ولا يزال الرئيس البيلاروسي يعتقد أنه لا توجد حاجة لفرض إجراءات تقييدية لمكافحة فيروس كورونا في البلاد، موضحا أنه "إذا تفاقم الوضع، فسيتم اتخاذ مثل هذه الإجراءات". وأكد لوكاشينكو أنه "إذا بقي كل شيء على ما هو عليه الآن، فسوف نجتاز الأمر".
وتجاهلت السلطات عريضة أخرى، وقعها أكثر من 150 ألف شخص، تطالب بفرض الحجر الصحي في الجمهورية في شكل عاجل، بسبب انتشار فيروس كورونا، تم إرسالها إلى منظمة الصحة العالمية. وتقول العريضة إن الناس يواصلون العمل والدراسة، لكن "الفيروس ينتشر بسرعة هائلة، ومن أجل منع العواقب الرهيبة، يجب علينا جميعًا البقاء في المنزل".
وفي الفترة من 7 إلى 11 إبريل / نيسان، زارت بعثة منظمة الصحة العالمية بيلاروسيا، ونشرت في نتائج الزيارة توصياتها، بتشديد تدابير التباعد الاجتماعي، وتأجيل جميع الأحداث العامة، بما في ذلك الرياضية والدينية والثقافية؛ وعزل الأشخاص الذين تواصلوا مع مصابين بـCOVID-19 وكذلك الأشخاص الذين يحتمل تعرضهم للإصابة بالفيروس؛ ونقل المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى إلى نظام التعلم عن بعد؛ والحدّ من حركة الأشخاص غير الضرورية، خاصة بالنسبة للفئات المعرضة للخطر. كما أوصى خبراء منظمة الصحة العالمية باطّلاع الجمهور بشكل شفاف ومنتظم على الوضع والمخاطر وتدابير الاستجابة.
الساونا والفودكا علاجاً
وفي المقابل، انتقد الرئيس البيلاروسي توصيات منظمة الصحة العالمية، متهما إياها بـ"التحيز السياسي ضد مينسك"، ودعا مواطني بلاده للوثوق بالمعلومات الصادرة عن وسائل الإعلام المملوكة للدولة، بشأن فيروس كورونا. كما رفض لوكاشينكو خيار العزلة الجماعية للمواطنين كإجراء ضد انتشار فيروس كورونا، مؤكدا أن "إغلاق الأشخاص في شقق عفنة ليس حلا"، مضيفًا أنه في حالة أمراض الجهاز التنفسي، يجب على المرء "الخروج وتنفس الهواء النقي وتهوية الغرفة". وفي وقت سابق، أوصى لوكاشينكو سكان بلاده بـ "معالجة" فيروس كورونا بالفودكا والساونا والعمل الزراعي، وأكد أنه لم يخضع لاختبار فيروس كورونا، وزاد: "أنا لا أعرف ما إذا كنت قد أصبت وشفيت من هذا الفيروس بالفعل، أثناء مواصلة عملي أم لا".
رسميا، لم يتم فرض أي تدابير تقييدية في بيلاروسيا، وتستمر النشاطات الرياضية في البلاد، لكن الحياة في البلاد تغيرت تلقائيا. فعلى الرغم من أن المطارات ومحطات القطار ودور العبادة والمقاهي والمطاعم والجامعات والمدارس والفنادق تعمل، تحول العديد من الشركات والمؤسسات التعليمية بمبادرات ذاتية إلى العمل عن بعد. وتم إغلاق المسارح وقاعات الحفلات الموسيقية، لسبب عدم وجود أي حضور تقريبا فيها، كما أن العديد من السكان قرروا الاعتزال ذاتيًا في بيوتهم الصيفية.
شفافية مفقودة
يؤكد لوكاشينكو، الذي يصف ما يحدث في العالم بـ"الهلوسة"، أن السلطات البيلاروسية لا تكذب بشأن الوضع المتعلق بانتشار فيروس كورونا، ويدعو إلى الثقة في المعلومات من وسائل الإعلام المملوكة للدولة، بدلاً من "القنوات السيئة" على تطبيق "تليغرام".
وفي المقابل، تشير رئيسة تحرير أكثر وسائل الإعلام البيلاروسية شعبية، البوابة غير الحكومية "Tut.by"، مارينا زولوتوفا، إلى أن أشياء غريبة تحدث للبيانات المتعلقة بفيروس COVID-19.
وأوضحت زولوتوفا أن وزارة الصحة حاولت في البداية أن تكون شفافة، ولكنها سرعان ما بدأت في الإبلاغ عن الإحصاءات في شكل غير يومي، أو "في شكل ألغاز، يجب على الصحافيين وفقها حساب عدد من تم نقلهم إلى المستشفى، وطرْح عدد من شفي، وزيادة واستنتاج عدد من توفى، والقيام بهراء آخر". وأضافت: "بعد زيارة منظمة الصحة العالمية، عادت البيانات مرة أخرى إلى الشكل الطبيعي وباتت تظهر كل يوم، ثم اختفت مرة أخرى لمدة ثلاثة أيام".
ووفقا لزولوتوفا، ترفض السلطات بعناد الإبلاغ عن البيانات في كل منطقة على حدة. ويكاد يكون من المستحيل الحصول على أي معلومات على الفور، "يشكو العاملون في القطاع الصحي للمتطوعين ووسائل الإعلام من نقص معدات الحماية الشخصية، ولكن يُقال رسميًا إن كل شيء على ما يرام وكاف".
وفقا لبيانات 25 إبريل/نيسان، في روسيا البيضاء، تم تأكيد إصابة 9590 شخصًا بفيروس كورونا، توفي منهم 67 مريضًا.
عيد النصر
ورغم أن انتشار كورونا أطاح مخططات موسكو لتنظيم احتفالات غير مسبوقة بمناسبة الذكرى الـ75 للانتصار على النازية الشهر المقبل، فإن بيلاروسيا ستكون الدولة الوحيدة ضمن الاتحاد السوفييتي السابق التي ستنظم احتفالات جماهيرية بهذه الذكرى.
وردا على عريضة شعبية نشرت على مواقع الإنترنت، تطالب بإلغاء العرض العسكري وفعاليات الاحتفال بيوم النصر في الحرب العالمية الثانية، المقررة في 9 مايو/أيار، نشر وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، رسالة جاء فيها أن "الوضع الوبائي الناشئ في بيلاروسيا، يسمح للقوات المسلحة بالقيام بأنشطة التدريب القتالي المخطط لها، بما في ذلك تنظيم موكب عيد النصر في مينسك، بمناسبة الذكرى الـ75 للنصر في الحرب العالمية الثانية في 9 مايو".