ليس من الغريب أن يستضيف التلفزيون العربي الفنان المصري حمزة نمرة موسماً ثانياً، ويقدم له الإمكانيات لتقديم برنامج موسيقي ضخم كبرنامج "ريمكس". فحمزة المقيم في لندن، ما زال اسماً مؤثراً في عالم الموسيقى، وما نجاح ألبومه "هطير من تاني" إلا خير مثال على ذلك. أرقام أخرى مهمة كانت في رصيد نمرة خلال عام 2018 مثل تجاوز عدد متابعي حسابه على يوتيوب حاجز المليون مشترك، فضلاً عن تصدر أغنيته "داري يا قلبي" المرتبة الثامنة في قائمة أكثر عشر أغنيات عربية متابعة على يوتيوب هذا العام.
أما في "ريمكس"، فيبدو حمزة نمرة مرتاحاً أكثر مع بث حلقة جديدة نهاية كل أسبوع على شاشة التلفزيون العربي، مع جولة عبر بها نمرة إلى عدد من الدول العربية والأجنبية للبحث في خزائن التراث المدفون وإعادة تجديد أغنيات من الفولكلور العربي الغزير عبر صوته وبمرافقة مجموعة من الفرق الشابة والمستقلة والعازفين الأجانب. فطالعنا في الموسم الحالي أغنيات من المغرب العربي مثل "الصينية، خليلي، الحضرة التونسية، قمر الغربة" ومن التراث الفلسطيني "يما مويل الهوى، يا يما في دقة" ومن الفولكلور اللبناني رائعة الفنان الراحل وديع الصافي "دار يا دار" ومن التراث المصري الممزوج بالتاريخ "قصة أيوب وناعسة".
حافظ حمزة في أسلوب التصوير بإدارة المخرج مصطفى الصولي على أداء الأغنية في الساحات العامة وسط حشد من الجمهور المحلي أو الأجنبي وتفاعله مع الأغنية وطريقة تنفيذها مع آلات موسيقية شرقية وغربية، وبالطبع مع حضور حمزة الذي أبدى إتقاناً لافتاً للنظر على صعيد اللكنات المحلية وشدة حرصه على التمسك بكلمات الأغنية الأصلية من دون تحريف أو إضاعة هوية اللحن، بل عبر الحفاظ على الروح الحقيقية للأغنية التراثية، ولكن ضمن قالب موسيقي يتلاءم مع العصر الحالي من دون أي ميكساج موسيقي مؤذٍ للأذن أو مشوه لقيمة التراث المعاد إحيائه.
بذلك، تشكل تجربة حمزة في إعادة تقديم أغنيات من التراث العربي خطوة استثنائية في ظل الظروف والصراعات التي تشهدها الدول العربية، ما يهدد جزءاً كبيراً من التراث الموسيقي السوري والفلسطيني والعراقي واليمني على وجه الخصوص من الاندثار. كما يراعي الانتشار المتزايد لموسيقى دول المغرب العربي في دول المشرق، رغم اعتماد جزء كبير من الأغنيات الرائجة على قوالب موسيقية غربية مستنسخة، فيأتي برنامج حمزة نمرة ليعيد التوازن نوعاً ما عبر استعراض غنى تراث دول المغرب بأنواع موسيقية عريقة.
كما يميز برنامج "ريمكس" رواية حكاية القصة من جذورها التاريخية ما يعني ربطها في الذاكرة لدى المشاهد، وهذا نفتقده كثيراً في ثقافتنا العربية حين ندمن على حفظ أغنية ودندنتها من دون البحث في قصة هذه الأغنية والظروف الاجتماعية التي ساهمت في خلقها.
لكننا، بطبيعة الحال، نحتاج أيضاً إلى توثيق نصّي لكل هذا التراث، في كُتُب وأبحاث تتقصّاه وتتبّع جذوره وتحوّلاته. وطبعاً، هذه ليست مهمّة برنامج تلفزيوني استطاع أن يجمع مواد وقصص تراثية مهمّة وطريفة.
من باب آخر، رغم ابتعاد حمزة عن مصر بسبب مناهضته حكم السيسي، إلا أنه استطاع العبور إلى المنطقة كنجم عربي لا يطل على الجمهور من خلف البحار، وكأن أغنيته "تذكرتي" التي قدمها في لندن عام 2012 تتحقق كلماتها اليوم حين قال في ختامها: تذكرتي رايح جاي!
أما في "ريمكس"، فيبدو حمزة نمرة مرتاحاً أكثر مع بث حلقة جديدة نهاية كل أسبوع على شاشة التلفزيون العربي، مع جولة عبر بها نمرة إلى عدد من الدول العربية والأجنبية للبحث في خزائن التراث المدفون وإعادة تجديد أغنيات من الفولكلور العربي الغزير عبر صوته وبمرافقة مجموعة من الفرق الشابة والمستقلة والعازفين الأجانب. فطالعنا في الموسم الحالي أغنيات من المغرب العربي مثل "الصينية، خليلي، الحضرة التونسية، قمر الغربة" ومن التراث الفلسطيني "يما مويل الهوى، يا يما في دقة" ومن الفولكلور اللبناني رائعة الفنان الراحل وديع الصافي "دار يا دار" ومن التراث المصري الممزوج بالتاريخ "قصة أيوب وناعسة".
حافظ حمزة في أسلوب التصوير بإدارة المخرج مصطفى الصولي على أداء الأغنية في الساحات العامة وسط حشد من الجمهور المحلي أو الأجنبي وتفاعله مع الأغنية وطريقة تنفيذها مع آلات موسيقية شرقية وغربية، وبالطبع مع حضور حمزة الذي أبدى إتقاناً لافتاً للنظر على صعيد اللكنات المحلية وشدة حرصه على التمسك بكلمات الأغنية الأصلية من دون تحريف أو إضاعة هوية اللحن، بل عبر الحفاظ على الروح الحقيقية للأغنية التراثية، ولكن ضمن قالب موسيقي يتلاءم مع العصر الحالي من دون أي ميكساج موسيقي مؤذٍ للأذن أو مشوه لقيمة التراث المعاد إحيائه.
بذلك، تشكل تجربة حمزة في إعادة تقديم أغنيات من التراث العربي خطوة استثنائية في ظل الظروف والصراعات التي تشهدها الدول العربية، ما يهدد جزءاً كبيراً من التراث الموسيقي السوري والفلسطيني والعراقي واليمني على وجه الخصوص من الاندثار. كما يراعي الانتشار المتزايد لموسيقى دول المغرب العربي في دول المشرق، رغم اعتماد جزء كبير من الأغنيات الرائجة على قوالب موسيقية غربية مستنسخة، فيأتي برنامج حمزة نمرة ليعيد التوازن نوعاً ما عبر استعراض غنى تراث دول المغرب بأنواع موسيقية عريقة.
كما يميز برنامج "ريمكس" رواية حكاية القصة من جذورها التاريخية ما يعني ربطها في الذاكرة لدى المشاهد، وهذا نفتقده كثيراً في ثقافتنا العربية حين ندمن على حفظ أغنية ودندنتها من دون البحث في قصة هذه الأغنية والظروف الاجتماعية التي ساهمت في خلقها.
لكننا، بطبيعة الحال، نحتاج أيضاً إلى توثيق نصّي لكل هذا التراث، في كُتُب وأبحاث تتقصّاه وتتبّع جذوره وتحوّلاته. وطبعاً، هذه ليست مهمّة برنامج تلفزيوني استطاع أن يجمع مواد وقصص تراثية مهمّة وطريفة.
من باب آخر، رغم ابتعاد حمزة عن مصر بسبب مناهضته حكم السيسي، إلا أنه استطاع العبور إلى المنطقة كنجم عربي لا يطل على الجمهور من خلف البحار، وكأن أغنيته "تذكرتي" التي قدمها في لندن عام 2012 تتحقق كلماتها اليوم حين قال في ختامها: تذكرتي رايح جاي!