بعد تحقيق "بيت التنين"، المشتقّ من "صراع العروش"، أفضل انطلاقة لمسلسل على منصة البث HBO Max، تتوجه الأنظار إلى منافسه المرتقب "خواتم القوة"، المستوحى من عالم "سيد الخواتم"، على "أمازون برايم فيديو".
وكان محبو مسلسل صراع العروش، الذي انتهى قبل ثلاث سنوات، على موعد مع انطلاق "بيت التنين"، الذي تجري أحداثه قبل مئتي عام من زمن المسلسل الأساسي ويروي قصة سلالة تارغاريين الدامية وتنانينها السبعة عشر.
وتابع الحلقة الأولى 9,98 ملايين مشاهد خلال عرضه الأحد في الولايات المتحدة على قنوات HBO (القناة والمنصة)، ما حقق "أكبر نسبة مشاهدة لمسلسل أصلي جديد في تاريخ HBO"، بحسب ما أعلنت مجموعة وارنر ميديا، المالكة لـHBO، في بيان نشرته الإثنين.
غير أن بعض الخبراء شككوا في صحة هذه الادعاءات، معتبرين أن المسلسل المشتق من "صراع العروش" لا يمكن وصفه بأنه عمل "أصلي"، مذكّرين بأن الحلقة الأولى من الموسم الأخير من المسلسل الشهير استقطبت حوالي 17,4 مليون مشاهد.
وتنطلق أحداث "بيت التنين" الذي يجمع بين الفنتازيا والعقد السياسية في أوج سطوة سلالة تارغاريين، التي تعتمد في حكمها خصوصاً على سيطرتها على التنانين، وتعاني ضعفاً جراء صراعات على الخلافة.
ويضم طاقم الممثلين خصوصاً إيما دارسي، ومات سميث، وريس إيفانس، وأوليفيا كوك، وبادي كونسيدين.
حروب المنصات
يمكن لـ"وارنر براذرز ديسكوفري" التي نشأت من الدمج بين "وارنر ميديا" و"ديسكوفري" أن تتباهى بنجاح أول حلقة في ظل سعي هذا العملاق الجديد في قطاع الترفيه إلى إيجاد مكان له وسط ما وُصف بـ"حروب المنصات".
ومن الآن، يمكن توقع منافسة قوية لـ"بيت التنين"، مع اقتراب طرح أولى حلقات مسلسل خواتم القوة المرتبط بعالم سيد الخواتم، السلسلة الأدبية الخيالية التي ابتكرها ج. ر. ر. تولكيين.
واستحوذت "أمازون برايم فيديو" قبل حوالي خمس سنوات على حقوق عالم سيد الخواتم في مقابل 250 مليون دولار.
ووُصف المشروع الممتد على خمسة مواسم بميزانية تفوق مليار دولار بأنه أغلى مسلسل في التاريخ.
ويستمر كل موسم حوالي عشر ساعات، على أن تُعرض أول حلقتين اعتباراً من الثاني من سبتمبر/أيلول.
يمتنع منتجو "بيت التنين" و"خواتم القوة" ومبتكروهما على السواء عن التحدث عن تنافس.
ولقي مسلسل HBO استحسان النقّاد، وقوبل بتعليقات إيجابية في المجمل، في حين لم يُكشف النقاب بعد عن توجه مراجعات مسلسل "أمازون".
ويجعل المشهد الإعلامي الجديد أي مقارنة بين المسلسلين من حيث حجم مشاهديهما أكثر صعوبة مما كانت عليه في الماضي، ففي حين حرصت HBO على إبراز البيانات الإحصائية الإيجابية عن عدد مشاهدي حلقتها الأولى، لن تكون "أمازون" ملزمة إطلاقاً بنشر الإحصاءات المتعلقة بمسلسلها.
ففي الواقع، يلاحظ بعض أوساط البيئة الهوليوودية "التقليدية" أن "برايم فيديو" التي تنتج أفلاماً ومسلسلات على السواء، لا تبدو مهتمة بالأرقام نفسها التي يعوّل عليها منافسوها.
وسبق لرئيس الجمعية الوطنية لأصحاب دور السينما في الولايات المتحدة جون فيذيان أن قال لوكالة فرانس برس قبل أشهر إن الجمعية "قلقة جداً" بشأن "أمازون".
وأشار إلى أن المجموعة العملاقة في مجال التجارة الإلكترونية لا تسعى إلى "الربح" من أفلامها ومسلسلاتها، إذ إن ما ترغب فيه هو أن "يتسوق زبائنها ويستخدموا خدمات التوصيل" التي توفرها.
أما عشاق أفلام الفانتازيا الخيالية فيأملون في أن يكون المسلسلان على السواء ناجحَين.
حتى إن مؤلف الملحمة الأدبية صراع العروش، الكاتب جورج ر.ر. مارتن، كتب أخيراً في منشور أنه يأمل في أن يكون العملان "من مستوى تلفزيوني كبير" و"من مستوى رفيع من الفانتازيا"، ما يزيد من احتمال أن يكون هذا النوع السينمائي والتلفزيوني أكثر حضوراً في الثقافة الشعبية.
(فرانس برس)