وصل "كوكباني"، كائن فضائي محب لكرة القدم وردي اللون صغير وودود، إلى قطر من طريق الخطأ قبل عامين من انطلاق كأس العالم، في مسلسل كرتوني جديد يسعى للترويج للثقافة القطرية والبطولة التي تنطلق نهاية العام.
وتحطمت مركبة "كوكباني" الفضائية في صحراء قطر قبل عامين على موعد انطلاق المونديال.
وهذا أول مسلسل كرتوني ينتجه "استوديو نفيش للرسوم المتحركة" الذي تأسس عام 2018، وهو من أول الاستوديوهات المتخصصة في إنتاج الرسوم المتحركة في الدوحة.
وتأسس استوديو "نفيش"، وهي كلمة تعني الفشار باللهجة المحلية، على يد كل من حسين حيدر، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي، والذي تعلم الرسوم المتحركة في ماليزيا، وأمل الشمري التي تشغل منصب مديرة الإبداع.
قالت الشمري (35 عاماً) لوكالة فرانس برس: "كاستوديو للرسوم المتحركة نظرنا إلى المحتوى المتوافر في المنطقة وحتى في قطر، ووجدنا أن هناك نقصاً في المحتوى الذي يمثل الثقافة القطرية". وتابعت: "شعرنا بأننا بحاجة إلى استوديو في قطر يهتم بكل هذه التفاصيل، ويمثل الثقافة القطرية بطريقة صحيحة".
وتستضيف قطر بين 21 نوفمبر/تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربي.
الثقافة العربية
ويتألف المسلسل من خمس حلقات. وبدأ بث أول حلقتين عبر "يوتيوب".
وتتوافر الحلقات التي لا تتجاوز مدتها عشرة دقائق بترجمة إلى لغات مختلفة، من بينها الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والماندرين واليابانية والهندية.
ووضعت الشمري سيناريو وحوار المسلسل، مشيرة إلى أن "حسين هو الذي اقترح فكرة الكائن الفضائي".
وعملت الشمري على رسم الشخصيات مع فريق مؤلف من أكثر من ثلاثين فناناً من منطقة الشرق الأوسط.
ومن جهته، يوضح حيدر (33 عاماً) أن "نقص الفنانين المحليين دفعنا إلى البحث في المنطقة، وفقط في المنطقة، لأننا رغبنا في أن يفهم المشاركون ثقافتنا وأهمية تقديم الثقافة العربية للعالم بأجمعه".
ويعثر ثلاثة شبان قطريين على "كوكباني"، ويقررون استضافته حتى بدء كأس العالم. ويقوم الشبان الثلاثة بتعليمه كيفية إلقاء التحية على من يلتقيهم أو الإشارة بيده بأنه لا يرغب في المزيد من القهوة.
ويمثل كل شاب جانباً من الثقافة القطرية. فهناك فيصل الذي يمثل الرجل البدوي التقليدي، و"هم أكثر افتخاراً بثقافتهم وقد يبالغون في ردّ فعلهم"، بحسب الشمري. ولكن "هم سيدعمونك دائماً ويقفون إلى جانبك".
وهناك أيضاً الشاب سعد، وهو من سكان المدينة وأكثر "حداثة"، مشيرة إلى أنه "منفتح على ثقافات مختلفة ومنفتح على الناس ويرغب في أن يصبح رجل أعمال".
والشاب الثالث هو خليفة المولود لأم بريطانية وأب قطري، ويمثل المجتمع المختلط، وهو أيضاً نباتي.
وعلى مدار الحلقات، يتعرف "كوكباني" من كثب إلى الحياة في قطر والطعام وغيره. ولا يخلو المسلسل من بعض المواقف المضحكة.
وفيما يتوقع المنظمون تدفق مليون و200 ألف متفرج إلى قطر لحضور المونديال الأول في الشرق الأوسط، توضح الشمري أن المسلسل الكرتوني "يحاول أن يشرح للقطريين أن الفعالية (كأس العالم) تتضمن قدوم الكثيرين إلى الدوحة من خلفيات وبلدان وثقافات مختلفة".
وبحسب الشمري، فإنه عبر حلقات المسلسل "نحاول أن نشرح أنه يجب يكون هناك تقبل للثقافات التي ستكون في الدوحة، ونحاول أن نساعدهم على التعايش وفهم الثقافة القطرية بطريقة سلسلة ومريحة".
وموّل المسلسل منظمو كأس العالم في قطر، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومؤسسة الدوحة للأفلام، وشركة فودافون للاتصالات.
واعتاد حيدر في مجال عمله على المشاريع التجارية، حيث "يضع العميل كل القيود"، موضحاً أن "هذا مسلسلنا، وقام الرعاة بمنحنا كل الدعم" والحرية في إنتاجه.
ويخطط الشمري وحيدر لموسمين إضافيين من المسلسل الكرتوني، بالإضافة إلى مشاريع آخرى تسلط الضوء على الثقافة العربية.
ويشير حيدر قائلاً: "تراثنا مليء بالقصص والشخصيات، ومليء بالأبطال الذين نرغب في عرضهم من قطر أو المنطقة العربية إلى العالم".
(فرانس برس)