استمع إلى الملخص
- تطوير "أتلانتيك لابز" بواسطة "ذي أتلانتيك" لتجربة أدوات الذكاء الاصطناعي في الصحافة، واتفاقية بين "أوبن إيه آي" ونيوز كورب قد تصل قيمتها إلى 250 مليون دولار لاستخدام محتوى "وول ستريت جورنال".
- "أوبن إيه آي" تواجه اتهامات بانتهاك حقوق الملكية الفكرية، مع دعاوى قضائية من "ذا نيويورك تايمز" ضد "أوبن إيه آي" و"مايكروسوفت" تطالب بتعويضات قد تصل إلى مليارات الدولارات، مما يبرز التحديات القانونية والأخلاقية في القطاع.
انضمت "ذي أتلانتيك" و"فوكس ميديا" (Vox Media)، أمس الأربعاء، إلى قائمة المؤسسات الإعلامية التي عقدت شراكات أخيراً مع شركة أوبن إيه آي الأميركية الناشئة تسمح لها باستخدام محتواها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها وتوفيرها في برنامج الدردشة الآلي "تشات جي بي تي" (ChatGPT).
ولم تكشف "ذي أتلانتيك" أو "فوكس ميديا" أو "أوبن إيه آي" عن التفاصيل المالية بشأن الاتفاقين. وستبدأ "فوكس ميديا" بمشاركة المحتوى مع "أوبن إيه آي" خلال الأسابيع المقبلة، حسبما صرحت المتحدثة باسم المؤسسة لورين ستارك لموقع ذا فيردج. وأفادت "فوكس ميديا"، في بيان، بأنها ستستخدم تقنيات "أوبن إيه آي" "لتعزيز خدمتها ذا استراتجيست غيفت سكوت، وتوسيع منصة بيانات الإعلانات الخاصة بها فورت".
أما مجلة ذي أتلانتيك فأوضحت أنها تعمل على تطوير موقع ستسميه "أتلانتيك لابز"، حيث يمكن لفِرَقها تجربة تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي "لخدمة الصحافة والقراء بشكل أفضل".
كانت مجموعة نيوز كورب الإعلامية، التابعة لعائلة مردوخ، وشركة أوبن إيه آي قد أعلنتا، الأربعاء الماضي، عن اتفاق لتوفير الوصول إلى محتوى منشورات عدة، من بينها صحيفة وول ستريت جورنال، لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة التي تتهمها وسائل إعلام أخرى بانتهاك حقوق الملكية الفكرية. ومن بين المنشورات الأخرى للمجموعة الأميركية صحيفة ذا نيويورك بوست الأميركية المحافظة، وصحف مثل "ذا صن" و"ذا تايمز" و"ذا صنداي تايمز" في بريطانيا، بالإضافة إلى "ذا أستراليان" في أستراليا.
تمنح هذه الاتفاقية التي تمتد "لسنوات عدة"، الحق لـ"أوبن إيه آي" بـ"عرض محتوى من منشورات نيوز كورب عند الردّ على أسئلة المستخدمين ولتحسين منتجاتها"، بحسب بيان مشترك أصدرته "نيوز كورب" و"أوبن إيه آي". ولم يُكشف عن أي شروط مالية، لكن بحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مصادر مطلعة على الملف، فإن مبلغ الاتفاقية سيصل إلى أكثر من 250 مليون دولار على مدى خمس سنوات، جزء منها على شكل اعتمادات لاستخدام تكنولوجيا "أوبن إيه آي".
يتهم عدد كبير من المؤلفين والفنانين ومواقع المعلومات منذ أشهر شركة أوبن إيه آي ومنافسيها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية، ما يشكّل جزءاً من السباق نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي تقنية تتيح إنتاج محتويات بأشكال مختلفة، بينها نصوص وصور، بناءً على استفسار بسيط في اللغة اليومية، وهو ما يتطلب الاستعانة بكميات هائلة من البيانات.
وفي نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، رفعت صحيفة ذا نيويورك تايمز دعاوى قضائية ضد شركتي أوبن إيه آي ومايكروسوفت. وقالت ناطقة باسم صحيفة نيويورك تايمز حينها: "كما ورد في الشكوى، فإن مايكروسوفت وأوبن إيه آي استخدمتا عملنا لتطوير وتسويق منتجاتهما للذكاء الاصطناعي من دون أخذ إذن". وأضافت: "يعتمد الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بالشركتين المتهمتين على نماذج تعليمية ضخمة أنشئت عن طريق نسخ واستخدام الملايين من مقالات صحيفة نيويورك تايمز المحمية بحقوق الطبع والنشر".
وأشارت إلى أن "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" أعطتا مضمون الصحيفة أهمية خاصة في بناء نموذج التعلم الخاص بهما. كما لفتت الصحيفة إلى أنها حاولت التفاوض مع الشركتين من أجل "تلقي تعويض مناسب مقابل استخدام مضمونها"، لكن من دون جدوى حتى الآن. وبحسب الشكوى، تقدر "نيويورك تايمز" الأضرار التي لحقت بها "بمليارات الدولارات"، كما قدمت ثماني صحف أميركية محلية شكوى مشابهة في نهاية إبريل/ نيسان الماضي.
وكانت الشركة المطورة لبرنامج تشات جي بي تي قد أبرمت خلال الأشهر الماضية اتفاقيات مع عدة وسائل إعلامية، من بينها وكالة إيه بي للأنباء ومجموعة أكسل سبرينغر الألمانية (ناشرة صحيفة بيلد واسعة الانتشار)، إضافة إلى صحيفة لوموند الفرنسية ومجموعة بريسا ميديا الإسبانية، بهدف تعزيز نماذجها العاملة بالذكاء الاصطناعي.