حكم على ثمانية رجال، الخميس، في باريس، بالسجن مدة تصل إلى عامين لسرقتهم أو نقلهم إلى إيطاليا باباً من قاعة الحفلات الموسيقية الباريسية باتاكلان، عليه عمل أنجزه فنان الشارع الشهير بانكسي تكريماً لضحايا هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وحُكم على أحد الثلاثينيين الثلاثة الذين اعترفوا بالسرقة، التي حصلت مطلع عام 2019، بالسجن أربع سنوات، منها سنتان مع النفاذ، فيما حُكم على الآخرَين بالسجن ثلاث سنوات، منها 18 شهراً مع النفاذ.
وخلافاً لطلب المدعي العام استمرار توقيفهم أو إعادتهم فوراً إلى الاحتجاز، سيمضي المحكومون الجزء الثابت من عقوباتهم واضعين سواراً إلكترونياً لمراقبتهم.
وعلل المشتبه بهم الثلاثينيون هذه العملية بالجشع، إذ كانوا يطمعون بالعائدات المرتفعة لأعمال بانكسي في سوق الفنون، من دون التفكير في "رمزية" الموضوع. وادعى أحدهم أنه تعرض "للتهديد" وأُرغم على المشاركة.
وحُكم على متهم آخر يبلغ 41 عاماً، وهو رجل أصبح مليونيراً بعد فوزه في اليانصيب ويهوى فنون الشوارع، بالسجن ثلاث سنوات، منها 20 شهراً مع النفاذ سيمضيها أيضاً واضعاً سواراً إلكترونياً. ولم تتبع المحكمة التهمة التي اعتبرته الرأس المدبر لعملية السرقة، وأدانته فقط بتهمة إخفاء الباب.
وحُكم على ثلاثة رجال شاركوا في نقل العمل في مراحل مختلفة بالسجن عشرة أشهر مع النفاذ، بينما حُكم على إيطالي يبلغ 58 عاما ويملك فندقا في منطقة أبروتسو، حيث كان الباب المزين بعمل بانكسي مخزناً مدة معينة، بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ.
وتعود القصة إلى الساعة الرابعة فجراً من ليل 25 إلى 26 يناير/كانون الثاني 2019، حين عمد ثلاثة رجال يضعون أغطية رأس وأقنعة، إلى قصّ أحد أبواب مسرح باتاكلان.
لكن هذا الباب الخلفي للمسرح لم يكن ككلّ الأبواب العادية الأخرى. فعليه كان رسّام الشارع البريطاني بانكسي قد رَسَم "ذي ساد يونغ غيرل" (الفتاة الحزينة)، تحية للضحايا التسعين الذين سقطوا في قاعة المسرح خلال هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في العاصمة الفرنسية، والتي أسفرت في محصلتها الإجمالية عن 130 قتيلاً.
بعد نحو عام، أوقف عناصر الشرطة ثلاثة رجال يشتبه في ارتكابهم عملية سرقة في متجر للأدوات الحرفية في منطقة إيزير، حصلت قبل أيام من سرقة باتاكلان. وكان بين المسروقات منشار كهربائي دائري. وتباهى أحد الموقوفين بأنه شارك في عملية سطو في باريس.
وقاد ذلك إلى إقامة رابط بين هؤلاء الموقوفين وسرقة "الفتاة الحزينة". وأدّت عملية تنصت ومراقبة إلى تحديد ثلاثة أشخاص تسلّموا المسروقات من اللصوص. وهكذا اكتشف المحققون أن قطعة بانكسي الفنية انتقلت إلى إيزير، ومنها إلى جنوب فرنسا ثم إلى إيطاليا.
وفي يونيو/ حزيران 2020، استعيدت اللوحة في أبروتسو خلال عملية مشتركة مع الشرطة الإيطالية. وكان من شأن التغطية الإعلامية الواسعة التي حظيت بها عملية ضبط قطعة بانكسي أن سرّعت الاستجوابات، ما أثمر توقيف تسعة أشخاص في الأيام التالية في فرنسا.
(فرانس برس)