انطلق أكبر وأقوى تلسكوب فضائي في العالم، اليوم السبت، في مهمة شديدة الخطورة لرصد الضوء من النجوم والمجرات الأولى والبحث في الكون بحثاً عن آثار للحياة، وذلك بعد عدة تأخيرات سببتها عقبات فنية.
وحلّق تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" من غويانا الفرنسية على الساحل الشمالي الشرقي لأميركا الجنوبية، على متن صاروخ "أريان 5" الأوروبي، في سماء صباح عيد الميلاد.
وضع الصاروخ التلسكوب الفضائي في مسار مداره النهائي الذي سيبلغه في غضون شهر، وفق ما أعلن مدير عمليات الإطلاق في مركز الفضاء في غويانا الفرنسية.
وقال جان لوك بواييه من القاعة الداخلية في مركز التحكم التابع للقاعدة الفضائية في كورو "انفصل تلسكوب ويب بنجاح، إلى الأمام ويب".
وانطلق المرصد الذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار نحو وجهته على بعد 1.6 مليون كيلومتر، أو أكثر من أربعة أضعاف ما وراء القمر. سيستغرق الوصول إلى هناك شهراً، ثم خمسة أشهر أخرى قبل أن تصبح عيون الأشعة تحت الحمراء جاهزة لبدء مسح الكون.
ومن شأن التلسكوب أن يتيح مراقبة أولى المجرات التي ظهرت بعد الانفجار العظيم والتعمّق في فهم كيفية تشكّل النجوم ومراقبة الكواكب خارج المنظومة الشمسية.
أولاً، يجب أن تتفتح مرآة التلسكوب الهائلة وغطاء الشمس، وقد كانت مطوية بأسلوب الأوريغامي لتلائم مخروط مقدمة الصاروخ. خلاف ذلك، لن يكون المرصد قادراً على النظر إلى الوراء في 13.7 مليار سنة كما كان متوقعاً، في غضون 100 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم للكون.
Here it is: humanity’s final look at @NASAWebb as it heads into deep space to answer our biggest questions. Alone in the vastness of space, Webb will soon begin an approximately two-week process to deploy its antennas, mirrors, and sunshield. #UnfoldTheUniverse pic.twitter.com/DErMXJhNQd
— NASA (@NASA) December 25, 2021
وقال مدير "ناسا" بيل نيلسون، في وقت سابق من هذا الأسبوع: "سيعطينا فهماً أفضل لكوننا ومكاننا فيه. من نحن وما نحن عليه والبحث الأبدي". لكنه حذر "عندما تريد مكافأة كبيرة، عليك عادة أن تخاطر بشكل كبير".
صُمم "جيمس ويب" الذي طال انتظاره ليكون خليفة لتلسكوب "هابل" الفضائي القديم، وهو يحمل اسم مدير "ناسا" خلال الستينيات، ولا مثيل له في الحجم والتعقيد، إذ يبلغ قطر مرآته 6.5 أمتار، أي ثلاثة أضعاف حجم مرآة "هابل".
يذكر أنّ وكالة "ناسا" دخلت في شراكة مع وكالات الفضاء الأوروبية والكندية لبناء وإطلاق التلسكوب الجديد الذي يبلغ وزنه 7 أطنان، ويعمل عليه آلاف الأشخاص من 29 دولة منذ تسعينيات القرن الماضي.
(أسوشييتد برس، فرانس برس)