أثارت تدوينة نشرها النائب عن "ائتلاف الكرامة" بمجلس نواب الشعب التونسي، عبد اللطيف العلوي، غضب الصحافيين في تونس وجدلاً واسعاً.
ويعود سبب ردة الفعل هذه إلى أن النائب نشر تدوينة أكد فيها أنه تعرض للمنع من نشر حوار له أجرته معه الصحافية، جهاد الكلبوسي، العاملة بـ"دار الصباح"، بعد أن استشارت رئيسة التحرير، الصحافية آسيا العتروس.
وأكد النائب أن العتروس تعرضت إلى ضغط من قبل نقيب الصحافيين حتى لا تنشر الحوار، واعتبر ذلك اعتداءً على حرية الصحافة، ووجّه سهام النقد لنقيب الصحافيين التونسيين ولـ"دار الصباح"، واصفاً نقابة الصحافيين بنقابة "الاحتلال الصحافي".
وأثارت هذه التدوينة ردود فعل كثيرة في الوسط الإعلامي التونسي، وردّ الكثير من الصحافيين عبر صفحاتهم على "فيسبوك"، كما ردّت نقابة الصحافيين.
وقالت عضوة المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين التونسيين المكلفة بالعلاقات الخارجية، فوزية الغيلوفي، لـ"العربي الجديد" "نحن لا نبالي بما يكتبه هذا النائب وحزبه وأرفض حتى ذكر اسمهما لأننا اتخذنا قراراً بإجماع الصحافيين التونسيين على مقاطعتهما منذ أكثر من شهر ونصف بسبب هجماتهما غير المبررة على الصحافيين وتعريض سلامتهم الجسدية للتهديد، وهو أمر لن نقبله من أي طرف لأن من دورنا حماية المهنة والعاملين فيها كلفنا ذلك ما كلفنا".
وكتب الإعلامي كريم وناس: "التفاعل مع منشور عبد اللطيف العلوي أحد أعضاء ائتلاف الكرامة بخصوص النقيب مهدي الجلاصي وجريدة الصباح يعطيه حجماً أكبر من حجمه".
وأوضح أن "قرار النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بخصوص مقاطعة ائتلاف الكرامة، لما أضمره هذا التيار السياسي الممثل في البرلمان من عداء للصحافة وللصحافيين وللحريات بشكل عام، مازال ساري المفعول".
وتابع أن "أي صحافي لا يلتزم بقرار النقابة بالإمكان منعه من الانخراط ومن بطاقة الصحافي المحترف وفق النظام الداخلي للهيكل الوحيد الممثل للصحافيين".
وكتب الإعلامي، الأسعد بن عاشور، أن "هذه التدوينة العلنية هي بمثابة إعطاء الضوء الأخضر من قبل "ائتلاف الكرامة"، الواجهة السياسية للتنظيمات الإرهابية في تونس للعناصر الإرهابية، للقيام بعمليات تصفية وانتقام ضد الصحافيين وأعضاء مكتب النقابة"، بحسب قوله.
وذكّر بـ"كيف حرضوا على بلعيد والبراهمي والأمنيين والعسكريين... على الدولة تحمل مسؤولياتها الأمنية... وتهديداتكم لن تزيد الصحافيات والصحافيين إلا قوة وعزماً والتفافاً حول نقابتهم".
في مقابل ذلك عبّر العديد من أنصار "ائتلاف الكرامة" عن رفضهم لسياسة المقاطعة التي تنتهجها وسائل الإعلام التونسية ضد الائتلاف، معتبرين ذلك ضرباً لحرية الصحافة ولحق المواطن في المعلومة، موجهين سيلاً من التهم لنقابة الصحافيين التونسيين وللصحافيين ولوسائل الإعلام التونسية.
يذكر أن النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين قررت في اجتماع مكتبها التنفيذي الموسع منذ شهر ونصف دعوة وسائل الإعلام التونسية إلى مقاطعة أعضاء "ائتلاف الكرامة" ونوابهم في البرلمان التونسي بعد سلسلة من الهجمات التي قام بها رئيس الائتلاف والناطق الرسمي باسمه، سيف الدين مخلوف، الذي وجّه شتائم للصحافيين التونسيين اعتُبرت غير مقبولة وتحريضاً على الصحافيين مما يعرض سلامتهم الجسدية للخطر.