اختتام مهرجان جرش: فنانون بلا جمهور

05 اغسطس 2024
مارسيل خليفة في جرش، يوليو 2024 (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إصرار الحكومة الأردنية على إقامة المهرجان رغم الظروف**: اختتم مهرجان جرش دورته 38 وسط تساؤلات حول إصرار الحكومة على إقامته في ظل حرب غزة، مما أثار الجدل خاصة بعد إلغائه سابقاً في 1982.

- **حضور جماهيري متواضع وبرنامج متقلب**: رغم مجانية الفعاليات واستحضار أسماء فنية معروفة، شهد المهرجان حضوراً متواضعاً وتبدلاً في برنامج الفعاليات، مما أربك الإدارة.

- **تقييم المهرجان والانتقادات**: وزارة الثقافة أكدت نجاح المهرجان، لكنه واجه انتقادات واسعة لابتعاده عن الهوية الوطنية وعدم تنظيم فعاليات تضامنية مع غزة.

اختَتم مهرجان جرش للثقافة والفنون، فعاليات دورته 38 في مدينة جرش الأثرية، وسط المزيد من علامات الاستفهام حول إصرار الحكومة الأردنية الكبير على إقامته، في ظل تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، خصوصاً أن قرار إلغاء المهرجان لو أقر قبل أسابيع، لم يكن ليشكل سابقة تاريخية، إذ سبق وألغي عام 1982 بسبب الاجتياح الإسرائيلي لبيروت.

حضور جماهيري متواضع في مهرجان جرش

لم يشفع  لمنظمي المهرجان الإعلان عن مجانية جميع الفعاليات، واستحضار أسماء لها جمهور أردني، كهبة طوجي، وحمزة نمرة، ونداء شرارة، وديانا كرزون، وعلي الديك، لتأمين زخم جماهيري للحفلات الكبرى التي أقيمت في الساحة الرئيسية للموقع الأثري وعلى المسرح الشمالي، فغاب الجمهور بشكل ملحوظ عن معظم الحفلات، ولم يحضر أكثر من ألفي شخص حفل الفنان اللبناني مارسيل خليفة الذي يعد الأكثر جماهيرية هذا العام.
وأقيمت معظم حفلات المدرج الشمالي وسط غياب تام للجمهور، باستثناء حفل الفنانين علي الديك وديانا كرزون، والمغني المحلي عيسى الصقار، ونداء شرارة التي غادر جمهورها مدرجات المسرح، قبل بدء فقرة الفنانة المصرية عفاف راضي التي تلتها في الغناء.
ولم يختلف الحال في المسارح الأخرى التي استضافت أمسيات غنائية وشعرية وثقافية، أو تلك التي أُعلن عن إقامتها بعدد من المحافظات فقد كان اغلبها خاوياً من الجمهور.

برنامج متقلب

قد تكون هذه هي المرة الأولى منذ تأسيس مهرجان جرش التي يشهد فيها برنامج الفعاليات تبدلاً وتغيراً وغياب فنانين أعلن مسبقاً عن مشاركتهم ضمن البرنامج الرسمي الذي نشرته وسائل الإعلام المحلية والعربية.
وكان أبرز الغائبين الفنانة الفلسطينية سناء موسى، التي تردد أن وجودها سيمنح شرعية إقامة المهرجان. الأمر نفسه انطبق على فرقة صول الفنية القادمة من غزة، التي لم تقدّم حفلها رغم قدومها إلى العاصمة الأردنية، من دون معرفة الأسباب الحقيقية التي منعتها من الغناء، وهو ما أربك إدارة المهرجان. 

هشام الجخ يخالف تعليمات جرش

بدوره، استطاع الشاعر المصري هشام الجخ لفت الأنظار إليه، وتصدر حديث الحاضرين لأمسيته الشعرية التي أقيمت على المسرح الرئيسي وسط الساحة العامة للمدينة التاريخية، بعدما طالبه الحاضرون بقراءة قصيدته الشهيرة "التأشيرة" رغم إعلانه أنه تلقى تعليمات واضحة بعدم قراءتها في الأمسية.
وعلى النقيض تماماً رفض الشاعر المصري تقديم قصيدته الشهيرة "جحا" قائلاً: "جحا قصيدة تخص الشأن الداخلي المصري، هشام الجخ لا يتحدث عن الشأن الداخلي المصري برا مصر... برا مصر، مصر أم الدنيا... جوا مصر نتخانق إحنا أحرار مع بعضينا".

من يُقيّم المهرجان؟

في الأردن لا يمكن تقييم نجاح مهرجان جرش من عدمه، فالجهة المسؤولة عنه بشكل مباشر هي وزارة الثقافة التي ترسم بنفسها مقاييس النجاح. وكانت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، أكدت في تصريحات متكررة نجاح الفعاليات بشكل لافت، مشددة على تأدية المهرجان لرسالته المتماشية مع احتفالات الأردن باليوبيل الفضي لتولي الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، وإعلان التضامن مع الفلسطينيين في غزة من خلال حراك فني ثقافي.
ورغم كلام الوزيرة، فإن الانتقادات التي طاولت المهرجان لم تقتصر على معارضي إقامة دورة هذا العام، بل امتدت إلى هؤلاء الذين أصروا على ضرورة تنظيم فعاليات فنية تضامنية مع غزة، إذ رأوأ أن هذه الدورة كانت الأسوأ بين جميع الدورات السابقة بعدما "ابتعدت تماماً عن الهوية الوطنية الأردنية والهدف من إقامته"، بينما احتفى منتقدو إقامة حفلات فنية في ظل تواصل الحرب، بمقاطعة الجمهور للحفلات.

المساهمون