تشهد المواقع التاريخية في الجزائر عملية تخريب وتشويه، سواء تعلق الأمر بموقع تازولت الأثري في ولاية باتنة أو بطاسيلي ناجّر، أكبر متحف مفتوح في العالم.
وتعرّض أكثر من موقع في منطقة طاسيلي ناجّر، خلال الأسابيع الأخيرة، لعملية تشويه يقدم عليها الزوار وعابرو الطريق. ولم تسلم بعض المواقع الواقعة بمحاذاة مدينة جانت، على غرار منطقة تيسراس، من عمليات التخريب لوقوعها في أماكن استراحة الزوار، بحسب صحيفة "الشروق" الجزائرية. وأوضحت الصحيفة أن المخربين يعمدون إلى كتابة أسمائهم وأسماء مدنهم وأفكارهم العاطفية، وهو ما يترك ضرراً واضحاً في التراث التاريخي.
يضاف إلى ذلك إشعال النيران ورمي النفايات والعبوات المعدنية والأكياس البلاستيكية التي يرميها الزوار المهملون.
ويمتد متنزّه طاسيلي ناجّر على مساحة 138 كيلومترا مربعا، ما يجعل من الصعب توفير الأعداد الكافية من الحراس لحماية المنطقة بكاملها.
كما بلغت يد التخريب الموقع الأثري تازولت في ولاية باتنة. وانتشرت صور تُظهر تعرض بقايا معلم في الموقع الأثري لتخريب من خلال الكتابة على جدرانه.
وردّت وزارة الثقافة الجزائرية على التخريب في تازولت بإصدار أوامر إلى الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية قصد "التدخل العاجل لمعالجة آثار التخريب"، وتوعّدت بـ"ملاحقة الفاعلين قضائياً واتخاذ إجراءات قانونية رادعة".
وربطت الوزارة بين التخريب و"تقصير في ضمان الحراسة"، و"هو ما يستدعي إيفاد لجنة تفتيش للتحقيق في الموضوع"، بحسب بيان من الوزارة. وأكد البيان أن الاعتداء على الآثار "جريمة لا تغتفر، وتشويه المواقع بالكتابات العشوائية أو بالنقش أو بمحاولة الهدم يعتبر مسعى لرهن مقدّرات الأجيال القادمة، وطمس وتشويه ملامح التاريخ الاستثنائي والعريق لهذا الوطن".