افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، دار أوبرا جديدة وسط إسطنبول، شيّدت في موقع "مركز أتاتورك الثقافي"، الذي أدى هدمه إلى تحريك الأطراف العلمانية في المجتمع المدني.
وتزامن افتتاح دار الأوبرا الجديدة، التي تتسع لـ2040 شخصاً، مع الذكرى الثامنة والتسعين لتأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك. ولـ"مركز أتاتورك الثقافي"، الذي يقع في ساحة تقسيم، تاريخ حافل بالأحداث. افتتح المركز عام 1969، وما لبث أن دمره حريق، قبل إعادة افتتاحه في 1978، ثم أصبح مركزاً للحياة الثقافية في إسطنبول، لكنّه أغلق عام 2008 لأعمال ترميم لم تنفّذ.
وقال أردوغان، عند إطلاقه المشروع عام 2017، إن المبنى الطليعي الجديد سيبعث حياة جديدة في ساحة تقسيم، التي كانت مكاناً رئيسياً لتجمع المحتجين ضد الحكومة عام 2013.
واستنكر معارضو مشروع هدم "مركز أتاتورك" الثقافي تدمير مبنى اعتبروه رمزاً للجمهورية وقيمها.
وفي مايو/أيار، افتتح أردوغان أول مسجد في ساحة تقسيم، ما شكّل تحولاً في المشهد الحضري في هذه المنطقة. وعلى الرغم من أن تركيا دولة ذات أغلبية مسلمة، فإن بناء المسجد تعرض لانتقادات عندما بدأ عام 2017، حين اتهم بعض المعارضين أردوغان بالرغبة في "أسلمة" المجتمع.
ويشير اختيار مهندس دار الأوبرا الجديدة مراد تابانلي أوغلو، وهو نجل حياتي تابانلي أوغلو المهندس الذي صمم مبنى "مركز أتاتورك الثقافي"، إلى أن الحكومة حريصة على إظهار أنها لا تدوس على الماضي، والواجهة الزجاجية الحديثة للمبنى الجديد مماثلة لواجهة المبنى القديم.
ويضم المجمع الجديد، ومساحته 95 ألف متر مربع، دار الأوبرا ومسارح ومكتبة من طابقين ومركزاً ثقافياً للأطفال وسينما وقاعات للحفلات الموسيقية وصالات عرض ومقاهي ومطاعم.
ومن المقرر أن تقدم "أوركسترا لندن الفيلهارمونية" أمسية في المركز الجديد الأحد، ما يدل على أن الموسيقى الغربية موجودة ضمن برامجه.
(فرانس برس)