لا تزال محطة البغدادية الفضائية مغلقة بأمر من هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، فيما أفرجت الأجهزة الأمنية عن الصحافي ومقدم البرامج السياسية علي الذبحاوي، بعد انتقاده للدور السياسي لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في صناعة الحلول لأزمات البلاد، لاسيما تلك المرتبطة بالقطاع التربوي والتعليمي، وتحديداً بناء المدارس.
وانتقد الذبحاوي مقتدى الصدر وعدم جدوى حملات الإصلاح التي يطلقها، وقال إنّه لم يظهر منها شيء على أرض الواقع. وجاء ذلك في إطار الحديث عن واقع التربية والتعليم، وتحديداً المدارس المتردية في العراق، ثم ربطه بزعيم التيار الصدري، محملاً إياه مسؤولية جزئية عن هذا التردي، ساخراً في الوقت نفسه من حملة تنظيف شارك فيها الصدر سابقاً في إحدى المدارس.
وتسبب هذا الانتقاد في تظاهرات لأنصار الصدر، الثلاثاء الماضي، خرجت للمطالبة بإغلاق قناة البغدادية، وهي قناة فضائية محلية معروفة بخطابها المعارض للحكومات والأحزاب العراقية، والشبيه بخطاب المتظاهرين والمحتجين والحراك المدني الشعبي.
ووفقاً لـ"البغدادية"، فإن "مجموعة مكونة من 20 مسلحاً قامت باختطاف مقدم برنامج استوديو التاسعة الدكتور علي الذبحاوي من داره واقتادته إلى مكان مجهول". وحمّلت القناة مليشيا سرايا السلام" التابعة للصدر، مسؤولية اختطاف الذبحاوي وسلامته.
وفي السياق، قال مقدم البرامج السياسي في "البغدادية"، علي الخيال، إن "زميله علي الذبجاوي وجه رسالة عن بناء المدارس في محافظة النجف التي كان الصدريون يديرونها من خلال المسؤولين فيها، لكن أنصار الصدر أقدموا على مهاجمة القناة بشكلٍ متسرع وغاضب، واستخدموا السكاكين، كما أنهم هددونا بالقتل من خلال هتافاتهم".
وأضاف الخيال في حديث مع "العربي الجديد" أن "المتظاهرين من أنصار الصدر، حاولوا اقتحام مبنى القناة، لكن عناصر من جهاز الأمن الوطني منعوا ذلك، وقد طالبوا بالاعتذار، لكن مدير القناة عون الخشلوك أكد أن ما طُرح في برنامج الزميل علي الذبحاوي لا يعتبر إساءة"، مبيناً أن "الصدر شريك في العملية السياسية منذ 2003، وساهم كما غيره بضررٍ للعراق، من خلال إنشاء مليشيا مسلحة، فرخت كل الفصائل والمليشيات، واستلم وزارات ومحافظين ومديرين عامين، ومن خلال هذه المناصب التي حصل عليها، فإن من الطبيعي أن يتعرض للنقد".
وبخصوص حادثة اختطاف الذبحاوي، أشار الخيال إلى أن "التظاهرات أمام مبنى القناة، انتهت بعد التواصل مع القيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي، لكن بعد انتهاء التظاهرات الصدرية بساعات، جرى اقتحام منزل الزميل الذبحاوي واقتياده إلى جهة مجهولة، وفي اليوم التالي سلمه المختطفون إلى جهاز الأمن الوطني الذي أطلق سراحه".
ولفت الخيّال إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الصحافيون إلى اعتداءات وانتهاكات وتهديدات من قبل التيار الصدري ومليشيات مسلحة"، مشيراً إلى أنّ الذبحاوي "كان قد تعرض إلى اعتداءات بالضرب في أكثر من مرة"، وأن "أمنه الشخصي حالياً غير مستقر بسبب التهديدات الصدرية التي لم تنته بعد"، مؤكداً أن "عناصر من أتباع الصدر، هاجموا منزل أهل الزميل الذبحاوي في محافظة النجف، وتم الاعتداء على أخيه وتفجير مطعمه".
وأدانت الحادثة مجموعة من المنظمات والمراصد الصحافية، من بينها مركز المستقبل للسياسات الذي أصدر بياناً جاء فيه: "تابعنا بقلق مجريات خطف الصحافي علي الذبحاوي من قبل جماعات خارجة عن القانون. ندين بشدة هذا الإرهاب الرخيص المتعمد للصحافيين".
وسبق أن تعرضت مؤسسات إعلامية وصحافيون إلى تهديدات من قبل المليشيات الموالية لإيران والفصائل المسلحة التي تحمي أحزاباً سياسية معينة، من بينها التيار الصدري، إضافة إلى مليشيات شُكّلت خلال الأعوام القليلة الماضية، مثل جبهة أبو جداحة وربع الله وولد الشايب، وهي جماعات مسلحة مرتبطة بفصائل معروفة.
وقد اقتحمت هذه العناصر مؤسسات إعلامية أكثر من مرة، مثل قناتي "يو تيفي" و"دجلة"، وهددت باقتحام القناة العراقية الرسمية أيضاً، بسبب انتقادات عادة ما يطلقها ضيوف النشرات الإخبارية أو البرامج السياسية.