حرس مجلس النواب يعتدون على مصور "العربي الجديد" وصحافيين خلال تظاهرة لأهالي ضحايا انفجار بيروت
تعرّض عددٌ من الصحافيين لاعتداء عنيف من قبل حرس مجلس النواب اللبناني، ليل أمس الأربعاء، وذلك خلال تغطيتهم وقائع تحرك أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت في محيط عين التينة، مقرّ رئيس البرلمان نبيه بري لإسقاط جلسة اليوم الخميس.
وأصيب مصوّر "العربي الجديد" حسين بيضون بعد تلقيه ضربة على الظهر، كذلك تعرض المصوران زكريا جابر وحسام شبارو لإصابات استدعت نقلهما إلى المستشفى، فضلاً عن تكسير معداتهما، فيما وُصفت حالة شبارو بالبالغة بانتظار نتائج الفحوصات لتقييم وضعه الصحي، حيث لجأ عناصر حرس المجلس إلى استخدام العصي وآلات حادة خلال الاعتداءات التي طاولت أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت.
وتحدث بيضون عن "حالٍ من الهرج والمرج حصلت في محيط عين التينة، بحيث انهالت الاعتداءات على الصحافيين والأهالي في محاولة لتفريقهم وإبعادهم عن المكان، وقد سجلت إصابات عدّة في صفوفهم"، وتعرّض هو بدوره لضربة في الظهر، مشيراً إلى أن جابر وشبارو نُقلا إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة.
ودعا تجمّع نقابة الصحافة البديلة، في بيان له، الصحافيين والمؤسسات الإعلامية إلى "مقاطعة جلسة العار الخميس ومحاولة النواب تحصين المتهمين بجريمة انفجار مرفأ بيروت، وليكن الهواء حصراً لأهالي الضحايا، وذلك كوقفة ضمير للإعلام اللبناني وصرخة بوجه الاعتداء الهمجي الذي تعرّض له زملاؤنا والأهالي".
اعتداء جديد بالعنف المفرط على أهالي ضحايا انفجار المرفأ والصحافيين المتواجدين لتغطية تحركهم، نفّذه عناصر شرطة مجلس النواب. فقد أصيب الزملاء المصورون حسين بيضون وحسام شبارو وزكريا جابر، وبعضهم اصاباته بليغة، خلال وقفة للاهالي امام قصر عين التينة الليلة احتجاجاً على جلسة البرلمان pic.twitter.com/tEgOafSF7Y
— تجمّع نقابة الصحافة البديلة (@NakabaBadila) August 11, 2021
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الأهالي والصحافيون للاعتداء من قبل عناصر حرس مجلس النواب المكلفين حماية مقرّ رئيس البرلمان نبيه بري الذين دائماً ما يلجأون إلى الوسائل العنيفة لفضّ التحركات وإخلاء الساحة.
ونفذ الأهالي، مساء الأربعاء، وقفة احتجاجية في محيط منطقة عين التينة في بيروت للضغط باتجاه إسقاط الجلسة العامة المقررة صباح الخميس في قصر الأونيسكو، للنظر في قرار الاتهام المقدم من عددٍ من النواب لسحب ملف التحقيق من يد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار.
وأكد أهالي الضحايا تعرّضهم للاعتداء من قبل حرس مجلس النواب التابع لبري ومدنيين انهالوا عليهم سريعاً بالضرب بالعصيّ لتفريقهم وإبعادهم عن المكان.
وتوجه أهالي الضحايا مساءً إلى عين التينة في بيروت بعد رفض بري إلغاء الجلسة العامة التي حتى الساعة تمكنت من تأمين النصاب اللازم لانعقادها، أي النصف زائداً واحداً، رغم مقاطعة عددٍ من الكتل النيابية ونواب مستقلين الجلسة، في ظلّ مشاركة كتل "المستقبل" (برئاسة سعد الحريري)، "التنمية والتحرير" (برئاسة بري) و"الوفاء للمقاومة" التي تمثل "حزب الله" برلمانياً وكتل أخرى.
وتحدث الأهالي عن إجراءات أمنية مكثفة رُصدت استباقياً للجلسة التي وصفوها بـ"جلسة العار"، وهو ما سيدفعهم إلى البقاء في الشارع، داعين اللبنانيين إلى ملاقاتهم صباحاً "بهدف قطع الطرقات على النواب ومحاصرة المداخل والمخارج للحؤول دون وصولهم إلى قصر الأونيسكو، وبالتالي إسقاط الجلسة والمخطط المنويّ تنفيذه بالإفلات من العقاب وتطيير التحقيقات، وذلك انتصاراً لدم الضحايا"، على حدّ تأكيد الأهالي.