استمع إلى الملخص
- **مواقف الصحف المحافظة**: صحيفة دايلي ميل حذرت من التصويت لحزب الإصلاح اليميني الشعبوي، بينما دعت دايلي إكسبرس للتصويت للمحافظين رغم الانتقادات لأدائهم.
- **مفاجآت وتوجهات جديدة**: صحيفة ذا صن دعمت حزب العمّال، بينما اختارت ذا تايمز عدم اتخاذ موقف مباشر، ودعت دايلي مرور للتصويت للعمّال من أجل مستقبل أكثر إشراقاً.
تناولت جميع الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم الخميس على صفحاتها الأولى، موضوع الانتخابات البريطانية لمجلس العموم، فيما عكست العناوين وشكل التغطية لهذا الحدث توجهات الصحف إزاء الانتخابات، وأظهرت أكثر من صحيفة موقفاً واضحاً بالدعوة إلى التصويت لأحد الأحزاب الرئيسيّة. وفي الوقت الذي سيقرر فيه الناخبون البريطانيون من سيكون في السلطة خلال السنوات الخمس المقبلة، لعبت وسائل الإعلام البريطانية دوراً مركزياً في هذه الانتخابات، بالخصوص في الجدل الدائر حول قضايا الانتخابات، وكشف فضائح سياسيّة.
وجاء غلاف صحيفة ذا غارديان بصورة ضخمة لزعيم حزب العمّال كير ستارمر بين مؤيديه وعنوان رئيسي يقول "ستارمر يشيّد عصراً جديداً من الأمل". وأعلنت الصحيفة المحسوبة على تيار اليسار والوسط منذ الأسبوع الماضي دعمها حزب العمّال بقيادة ستارمر، بعد أن نشرت موقفها من الانتخابات البريطانية قالت فيه: "كير ستارمر يجب أن يفوز". وجاء في المقال: "المحافظون لا يستحقون الفوز. وبعد 14 عاماً في السلطة، أصبحوا في حالة من الفوضى. كانت الخطيئة الأصلية التقشف. لكن الأزمة المتسارعة التي واجهتها هذه الحكومة كانت عندما قيل للناخبين إن ترك الاتحاد الأوروبي بأقل الصفقات سيكون مفيداً لهم. لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة".
واعتبرت الصحيفة أن برنامج حزب العمّال يعطي "الناس العاديين الفرصة والأمن والكرامة" مقارنة بـ"حطام العقد الماضي"، لذلك فإن الأغلبية البرلمانية المفترضة لحزب العمال بالنسبة للصحيفة "تبدو نقطة انطلاق مفعمة بالأمل على نحو لا يمكن تصوره". وأشارت إلى أنه "من أجل خلق مجتمع أكثر عدالة، يجب أن تكون السلطة في أيدي السياسيين المستعدين لتشكيل الدولة التي نريد رؤيتها. ولهذا السبب ستصوت صحيفة ذا غارديان، بالأمل والحماس، لحزب العمّال ليقود بريطانيا إلى مستقبل أفضل".
بدورها، نشرت صحيفة دايلي ميل عنواناً رئيسياً يقول "صوّتوا لفاراج، عليكم بهم" في إشارة لحزب العمّال، مع صورة لكير ستارمر ونائبته. والصحيفة المحسوبة على تيار حزب المحافظين، اختارت مخاطبة جمهور المحافظين المستاء من حزبه في الوقت الذي تتوجه شرائح واسعة منه نحو التصويت لحزب الإصلاح اليميني الشعبوي بقيادة نايجل فاراج. لذلك عملت على أسلوب التخويف من التصويت لحزب الإصلاح، لأنه سوف يساعد في فوز حزب العمّال بحسب الصحيفة.
وكتبت الصحيفة على الصفحة الأولى: "إذا فاز حزب العمّال فإنه سيرفع الضرائب، ويلغي خطة رواندا، ويتسبب بارتفاع معدلات الهجرة، ويسلب من المرأة حقوقها ومن البريطانيين حريتهم التي كسبوها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى أنه سيضع نظاماً انتخابياً يسمح للأشخاص في سن الـ16 بالتصويت؛ من أجل تزوير الانتخابات المستقبلية!".
أمّا صحيفة دايلي إكسبرس، فأعلنت أنها تقف مع حزب المحافظين وكتبت على صفحتها الأولى: "يواجه حزب المحافظين ضربة موجعة في صناديق الاقتراع. نتفهم غضبكم من أداء الحزب، ويحق لكم محاسبته في صناديق الاقتراع، ولكن الثمن سيكون باهظاً؛ إذ إن ذلك قد يمنح حزب العمّال سلطة مطلقة، من شأنها أن تقلل من شأن بلدنا العظيم". ودعت الصحيفة للتصويت للمحافظين.
"ذا صن" مفاجأة الانتخابات البريطانية
كانت مفاجأة الانتخابات البريطانية إعلان صحيفة ذا صن الشعبوية، المعروفة بدعمها للمحافظين وتوجهاتهم منذ عام 2010، عن دعمها حزب العمّال، معنونة صفحتها الأولى: "حان الوقت لمدير جديد". وقالت الصحيفة إن الحزب بزعامة ريشي سوناك أصبح "منقسماً" ويحتاج إلى "فترة للتوحد". وأضافت "لا يزال هناك كثير من المخاوف بشأن خطط حزب العمّال المتعلقة بالهجرة، ولكن زعيمه السير كير ستارمر ناضل لتغيير حزبه نحو الأفضل". في إشارة للتغييرات التي نفّذها ستارمر في حزبه ونقله نحو الوسط، ومحاربة الجناح اليساري والتخلّص منه. وعنونت صفحتها الأولى بالقول: "حان الوقت لمدير جديد".
فيما اختارت صحيفة ذا تايمز عدم أخذ موقف مباشر من أحد الأحزاب، واكتفت بالتغطية الخبرية للانتخابات قائلة إن "حزب العمّال يتجه نحو فوز لم يحققه أي حزب في بريطانيا في التاريخ الحديث"، مشيرةً إلى نتائج أحدث استطلاع رأي لشركة يوغوف أظهرت فوز حزب العمال بـ431 مقعداً في البرلمان مقابل خسارة حزب المحافظين لأكثر من 70% من مقاعده.
هذا واختارت صحيفة دايلي مرور وضع مجموعة من الشعارات على صفحتها الأولى تقول فيها: "بريطانيا تستطيع أن تكون أفضل. اليوم يوجد لديك فرصة لصناعة التاريخ. معاً نستطيع اختيار مستقبل أكثر إشراقاً. صوّتوا للتغيير. صوتوا للعمّال".