تحظى الأجهزة القابلة للارتداء، وبينها الساعات الذكية، بشعبية كبيرة في الوقت الحالي، إذ يبحث الكثيرون عن وسيلة مريحة وفعّالة لتتبع لياقتهم البدنية. وهذه الأجهزة تحتوي على مجموعة متنوعة من الميزات التي تساعد في تحقيق أهداف اللياقة البدنية وتحسين نمط الحياة الصحي.
لكن هذه الأدوات قد تشكل أضراراً على الصحتين النفسية والجسدية، حتى لو صُنعت بحسن نية، كما أكد مقال نشرته مجلة سايكولوجي توداي المتخصصة.
وفي المقال الذي كتبه المؤلف المتخصص في الحياة الصحية، غريغ ماكبرايد، قال إن معظم تنبيهات هذه الأجهزة ليست عشوائية، وتحدث في الأوقات نفسها يومياً، وقد يجعلها ذلك غير مفيدة. ويمكن للأجهزة القابلة للارتداء أن تحدّد أهدافاً غير واقعية لمن يرتديها، مما قد يساهم، على سبيل المثال، في حدوث اضطرابات الأكل أو يثيرها.
ولفت كاتب المقال إلى أنه من الأفضل استخدام ما نشعر به كمقياس حقيقي لصحتنا العقلية والجسدية. وأوضح أنه "قبل وقت طويل، كنت أفعل أشياء من أجل أن أحظى بتقدير من الساعة، أكثر مما تتطلبه صحتي. إذا أشارت الساعة إلى أنني لم أصل إلى أهدافي بحلول وقت النوم، فسأكون الرجل الذي يصعد وينزل الدرج حتى أحصل على رضاها".
وبحسبه، قد يضر هذا السلوك بالأشخاص الذين لم يتعلموا أبداً الاعتدال عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام أو الحركة. وعلى سبيل المثال، سيأتي تذكير بالتمرين في نفس الوقت كل يوم، أي بعد نحو خمس دقائق من الاستيقاظ في الصباح. بعد دقيقتين بالضبط، سيتلقى المستخدم تذكيراً بأن عليه إجراء جلسة تأمل.
ولاحظ أن هذه التذكيرات "المفيدة" للساعة لم تكن عشوائية على الإطلاق، إذ بزغت في الأوقات نفسها يومياً، وأثبتت أنها مزعجة أكثر من كونها محفزة. وتساءل الكاتب: "لماذا لا يُسمح لي بتنظيف أسناني واستخدام دورة المياه في الصباح قبل التفكير في التمرن؟ أو ربما قد أتمرّن في أوقات مختلفة في أيام مختلفة؟ أو حتى لا أمارس الرياضة على الإطلاق في بعض الأيام؟ لماذا كانت ساعتي الذكية شديدة الإلحاح لدرجة أنها تريد أن أباشر التمرين في غضون دقائق من الاستيقاظ؟".
كذلك هناك مشكلة في عدّاد "السعرات الحرارية المحروقة" الذي غالباً ما يرفع "الأهداف" العددية للمستخدم بنفسه. إذ قد تشجع الساعة الذكية المستخدم على تحقيق هدف يومي غير واقعي. ولا يعتبر هذا الأمر مضراً بالصحة فقط، بل إنه يشجع أيضاً على الحاجة المستمرة لإثبات الذات. وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات الأكل وضعف الثقة في النفس، يمكن أن تكون "تحفيزات" الساعة غير صحية، وقد تتسبّب في تناول القليل جداً، والتحرك كثيراً، ومحاولة "إرضاء" جهاز إلكتروني لا يأخذ حياتنا الفردية، أو حتى صحتنا، في الاعتبار.