تتجمع نساء كبيرات في الصين في متنزهات الصين وساحاتها العامة، خلال أوقات الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، ويرقصن على أنغام موسيقى صينية صاخبة. هذا التقليد اليومي يقلق راحة الكثيرين في الأحياء السكنية، لكن لا أحد مستعد لمواجهة النساء، فاتجه البعض نحو عالم التكنولوجيا، أملاً في حل هذه المشكلة.
وهكذا، انتشر أحد هذه الحلول التقنية على منصات التواصل الاجتماعي في الصين الأسبوع الماضي: جهاز للتحكم من بعد، يشبه مسدس الصعق، قادر على تعطيل مكبرات الصوت من مسافة 50 متراً. وتبدو المراجعات على الجهاز إلى الآن إيجابية، وفق ما أشارت صحيفة "ذا غارديان" اليوم الجمعة.
ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" أن الصين هي موطن لما يقدر بنحو مائة مليون من النساء الراقصات المتقدمات في السن. يسمح الرقص في هذه المساحات العامة للنساء الأكبر سناً اللواتي يعيش الكثير منهن بمفردهن، أو مع أفراد الأسرة الأصغر سناً، بالاختلاط. وعبر الاجتماع للرقص، تشكل النساء مع بعضهن البعض رابطاً قوياً، وتتطور العلاقة بينهن، ليذهبن معاً للتسوق أو القيام بأنشطة أخرى.
ووصفت وسائل الإعلام الحكومية هذا الأسلوب في الرقص الذي ترجع جذوره إلى الثورة الثقافية في الستينيات بأنه "طريقة إيجابية وفعالة لتخفيف العبء الطبي والمالي، وكذلك تحسين نوعية الحياة لكبار السن".
لكن الجيران أبدوا انزعاجهم، قائلين إن هذه التجمعات تخرج أحياناً عن السيطرة، خاصة حين تشتد المنافسة بين مجموعات الرقص، في المساحات المحدودة. وما يزيد الطين بلة هو تسلط بعض هؤلاء النساء وفرضهن أنفسهن، إذ تنتشر مثلاً فيديوهات لبعضهن وهن يتشاجرن مع لاعبين لكرة السلة، ويحاولن الاستيلاء على الملعب، مما يدفع الشرطة أحياناً إلى التدخل.
وعام 2019، أضافت مدينة تيانجين لوائح جديدة بشأن الترويج للسلوكيات المتحضرة، مما سمح للشرطة بتغريم الجدات الراقصات حتى 500 يوان (56 جنيهاً إسترلينياً) إذا كانت موسيقاهن عالية جداً في الأماكن العامة.