قبل أيام، وزعت مؤسسة Mentor Arabia بياناً عن حفلها الخيري الذي أقيم في الأردن بحضور ملكة السويد سيلفيا، وعدد من رجال المال والأعمال وفنانين، وذلك ضمن مبادرة "لتمكين الأطفال والشباب وتعليمهم وإلهامهم، والأهم السماح لهم بالثقة في أنفسهم"، بحسب ما جاء في البيان المرفق بصور جمعت إلى جانب الملكة سيلفيا الممثلة اللبنانية دانييلا رحمه، المقلة في الفترة الأخيرة في إطلالاتها الإعلامية.
لعبت دانييلا رحمه دور البطولة عام 2017 في مسلسل "تانغو"، قصة إياد أبو الشامات وإخراج رامي حنا. قبل أن يكتشفها حنا، بدأت رحمه عملها في الإعلانات، ثم مقدمة برامج على شاشة MTV اللبنانية، وحققت بفضل تعليمات رامي حنا نجاحاً كبيراً كممثلة، ما جعلها مطلوبة من قبل المنتجين، لتفوز شركة إيغل فيلمز بعقد حصري مكّنها من إثبات موهبتها في التمثيل، لتقطف نجاحاً شعبياً، بلغ أوجه بمسلسل "للموت". وها هي تصور حالياً مشاهد الجزء الثالث منه، والمنتظر عرضه في موسم الدراما رمضان 2023.
لم تستغل رحمه حضورها في مهرجان يُعنى بأعمال خيرية، ولا حتى وقوفها إلى جانب ملكة السويد. الخبر مرّ بهدوء من خلال المؤسسة المنظمة للحدث. وهذا ما يدعو إلى التساؤل عن الفرق بين رحمه وزميلاتها اللواتي لا يوفرن حفلاً ليتصدرن "ترند" مواقع التواصل الاجتماعي، في صورة بدت ترويجية أكثر لما حققنه من حضور معنوي، أو الفوز بجائزة سنوية.
عينت رحمه سفيرة جمال المغتربين عام 2016، وأجرت زيارات ولقاءات لمجموعة من المشافي الخاصة بالأطفال والطلاب المعوزين. وكانت أخبار زياراتها تقتصر على بيان تصدره المؤسسة، من دون ترويج تجاري لعملها.
في لبنان، أقيم قبل أيام مهرجان إضافة (IDAFA)، لتكريم مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة. لكن ذلك لم يمنع الحاضرين، وأكثرهم من الفنانين، من نشر الصور واستعراض الملابس والصعود إلى خشبة المسرح لمواكبة المكرمين. برأيهم، هو نوع من الدعم، فيما تسجل الصور لقطات استعراضية بالإمكان الاستغناء عنها.
وقبل ذلك بأسبوعين، وزعت جوائز موركس دور في دورتها الـ22. أثار هذا الحدث عودة الخلاف بين الممثلتين سيرين عبد النور وماغي بو غصن، إثر طلب الأخيرة من على طاولتها عدم التصفيق لزميلتها عبد النور عندما أعلن فوزها بجائزة.
هكذا يمكن تلخيص "اللعبة" القائمة على تبادل ترويجي بين أصحاب هذه الفعاليات وبين الفنانين أنفسهم، وكسب الأضواء وتوظيفها على مواقع التواصل الاجتماعي، تماماً كما حال الفنانين أثناء حضورهم على السجادة الحمراء في فعاليات أخرى، وإطلاق تصريحات ترويجية لا علاقة لها بالحدث المقام. لكن استغلال المتابعة الشعبية هو ما يدفع الفنانين إلى لعب هذا الدور، وتناول موضوع يبدو غريباً عن الأجواء التي تحيط بالمهرجان أو الحفل.