تقول المشرفة على نص فيلم "راست" Rust ميمي ميتشل، في دعوى قضائية الأربعاء، إنّ نص الفيلم لم يتطلب قط إطلاق الرصاص من مسدس أثناء المشهد الذي كان الممثل الأميركي أليك بالدوين يتمرن عليه عندما قتل مصورة، الشهر الماضي.
وتزعم ميتشل أنه كان يتعين على بالدوين التحقق بنفسه من عدم احتواء المسدس على ذخيرة حية، وألا يكتفي بالاعتماد على تأكيد مساعد المخرج بأنّ المسدس آمن للاستخدام.
وقالت محامية ميتشل، غلوريا أولريد، في مؤتمر صحافي: "نرى أنّ السيد بالدوين اختار أن يلعب لعبة الروليت الروسية عندما استخدم مسدساً من دون فحصه ومن دون أن يطلب من خبير الأسلحة فعل ذلك في حضوره"، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز".
وعبّرت أولريد عن اعتقادها بأنّ سلوك بالدوين في موقع التصوير كان "متهوراً"، وزعمت أنه جرت مخالفة بروتوكولات السلامة الأخرى أو تجاهلها.
وقالت ميتشل التي أجرت اتصالاً طارئاً مع السلطات بعد الحادث: "أستعيد مشهد إطلاق النار وصوت الانفجار من المسدس مرات ومرات".
تدعي ميتشل التي كانت في مرمى النيران أنه كان هناك تعمد للاعتداء وإلحاق الأذى، وتسعى للمطالبة بتعويضات غير محددة، في الدعوى التي أقيمت أمام المحكمة العليا في لوس أنجليس.
وهذه ثاني دعوى قضائية جراء الحادث تذكر بالاسم بالدوين، ومنتجي الفيلم، ومساعد المخرج ديفيد هولز، والمسؤولة عن الأسلحة في موقع التصوير هانا غوتيريز ريد.
وقال بالدوين من قبل إن قلبه مكسور، وإنه يتعاون مع تحقيق تجريه سلطات إنفاذ القانون. وتجري الشركة المنتجة للفيلم تحقيقاً خاصاً بها. ووصف في فيديو، في 30 أكتوبر/تشرين الأول، حادث إطلاق النار الدامي الذي وقع خلال تصوير "راست" بأنه "واحد في تريليون حادث"، وقال إنه يؤيد فرض قيود على استخدام الأسلحة الحقيقية في الأفلام والبرامج التلفزيونية.
وأعلنت السلطات في ولاية نيو مكسيكو أنها تحقق في كيفية وصول رصاصة حية للمسدس الذي كان بالدوين يستخدمه أثناء التدريب على المشهد، في كنيسة قرب سانتا في. ولم توجه أي اتهامات جنائية.
وأفاد محققون بأنّ المصورة هالينا هاتشينز قُتلت وأُصيب المخرج جويل سوزا عندما خرجت رصاصة حية من مسدس أُخبر بالدوين بأنه آمن، في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وعُثر على طلقات حية أخرى في موقع التصوير.
وتشير الدعوى إلى أن نص "راست" كان يقضي بثلاث لقطات بالكاميرا عن قرب لبالدوين أثناء التدريب على المشهد، إحداها على عيني بالدوين، والثانية على بقعة دم، والثالثة على جذع بالدوين بينما يسحب المسدس.
وتزعم الدعوى أنّ بالدوين "ضغط على الزناد عمداً، وأطلق الرصاص من المسدس المحشو بالرصاص من دون سبب أو مبرر، على الرغم من أنّ المشهد التالي لم ينص على إطلاق رصاص من سلاح ناري".
الأسبوع الماضي، رفع مسؤول الإضاءة في فيلم "راست"، سيرج سفيتنوي، دعوى قضائية بحق 20 شخصاً، بينهم بالدوين، ومساعد المخرج الذي سلّم البندقية لبالدوين ديفيد هولز، والمسؤولة عن الأسلحة في موقع التصوير هانا غوتيريز ريد.
وتقول الدعوى، وفقاً لما نقلته وكالة "أسوشييتد برس"، إنه "لا سبب لوضع رصاصة حية في السلاح، ولا سبب لوجودها أساساً في أي مكان ضمن موقع تصوير" فيلم "راست"، وإن "وجود رصاصة في المسدس كان يمثل تهديداً مميتاً للجميع".
وتضيف الدعوى أن سيرج سفيتنوي كان على بعد مترين من بالدوين، وأن "ما حدث سيطارده إلى الأبد"، وأن نظاراته خدشت من إطلاق النار وتشوش سمعه، وأنه ركع على ركبتيه لمساعدة هاتشينز.
ولم تحدد الدعوى قيمة التعويضات المطلوبة.
محامي هانا غوتيريز ريد، جيسون بولز، قال الأسبوع الماضي، في بيان: "نحن مقتنعون بأن ما حصل كان تخريباً متعمداً، وأن تهمة تُفبرك لغوتيريز ريد. نعتقد أنه قد عُبث بموقع الحادثة قبل وصول الشرطة". ولم يعلق على الدعوى القضائية الأولى أو الثانية.
قالت غوتيريز ريد، الأسبوع الماضي، إنها تحققت من السلاح الذي استخدمه بالدوين، لكنها لا تعرف كيف انتهى المطاف برصاصة حية داخله.
وصرّح مساعد المخرج ديفيد هولز، الأسبوع الماضي، بأنه يأمل أن تدفع المأساة صناعة السينما إلى "إعادة تقييم قيمها وممارساتها"، لضمان عدم تعرض أحد للأذى مرة أخرى.