المطبخ الفلسطيني يجوب العالم... هذه نكهاتنا

05 اغسطس 2024
من خيم النزوح في رفح قبل حرقها، إبريل 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **المطبخ الفلسطيني كوسيلة للمقاومة والتعريف بالثقافة**: فيديو لشباب غزيين يقلبون طبق المقلوبة يعكس أهمية المطبخ في التعريف بثقافة الشعوب. كتاب "The Gaza Kitchen" للصحافية ليلى الحداد يسرد قصصاً إنسانية عن الفلسطينيين في غزة.

- **الطهاة الفلسطينيون يروون قصصهم من خلال الطعام**: فادي قطان أصدر كتاب "بيت لحم: احتفال بالطعام الفلسطيني" الذي يقدم وصفات تعكس ثقافة المدينة، مؤكداً على أهمية الطعام في تنمية البشر واكتشاف الثقافات.

- **المؤثرون وحملة #CookForPalestine**: المؤثرون الفلسطينيون يعملون على تصدير المطبخ الفلسطيني وتعريف العالم به. حملة #CookForPalestine تهدف إلى نشر وصفات فلسطينية واستضافة حفلات عشاء للتحدث عن الوضع في غزة وفلسطين.

​في الأسابيع الأولى لحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، انتشر فيديو لمجموعة من الشباب الغزيين، وهم ملتفون حول رجل يقلب طبق المقلوبة الفلسطيني، مع تعليق ساخر ربما، يقول "مقلوبتنا هي صمودنا". حصد الفيديو أكثر من 62 مليون مشاهدة، في إشارة إلى أهمية المطبخ في التعريف بثقافة الشعوب أيضاً، خصوصاً الشعب الفلسطيني.

المطبخ الفلسطيني يحكي قصة

في هذ السياق تقول الصحافية ليلى الحداد لمجلة فولتشر: "قضيت سنوات وأنا أكتب نفس العناوين عن فلسطين... لكن بدا مميزاً بالنسبة لي أن أتمكن من تأليف كتاب عن الطبخ في وقت كانت فيه غزة محاصرة ومدمرة".
وهو ما حصل، فقد أصدرت كتاب The Gaza Kitchen عام 2012، ثمّ ظهرت لاحقاً في حلقة عام 2013 من برنامج Parts Unknown مع أنتوني بوردين، ما سمح لها بسرد قصة، تُقاوم نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين في غزة.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Sundus (@marblecountercook)

 

ماماً كما فعلت الحداد، فعل فادي قطان: "الطبخ هو الطريقة التي أروي بها قصة بيت لحم"، هكذا كتب قطان في مقدمة كتابه "بيت لحم: احتفال بالطعام الفلسطيني"، حيث يقدم رئيس الطهاة أكثر من ستين وصفة من المطبخ الفلسطيني تستخرج من صفحاتها روائح وألوان وعواطف المدينة العريقة.
يقول قطان لمجلة فوربس: "عندما بدأت تأليف الكتاب، وعلى الرغم من الوضع في ذلك الوقت، شعرت وكأنني أروي قصصاً حية... أروي قصص أرض عائلتي التي صودرت في يافا عام 1948، وأروي قصص أجدادي الذين رحلوا... الطعام حي. الطعام هو شيء ينمينا كبشر. أريد أن أكون طاهياً يدعوك لاكتشاف هؤلاء الناس والاحتفال بمطبخنا وإيجاد الفرح في طرقنا الغذائية".

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by @kolme.eats

المؤثرون يروون قصة فلسطين بالطعام

المؤثرون الفلسطينيون عملوا أيضاً خلال السنوات الماضية على تصدير المطبخ الفلسطيني، وتعريف العالم به. وفاء شامي، التي نشأت في رام الله وانتقلت إلى كاليفورنيا، مصورة طعام ومطورة وصفات، أسست حساب "فلسطين في طبق" في "إنستغرام"، وقد اختارت التعريف بالقضية الفلسطينية بنشر صور من المطبخ الفلسطيني مثل لفائف المسخّن والرمانية. تقول لـ"ذا غارديان": "أريد فقط أن أستعرض جمال فلسطين والإنسانية والثقافة... تُظهر الصور في وسائل الإعلام هنا الفلسطينيين على أنهم أشرار. لكن أنا أريد إظهار فننا وموسيقانا وطعامنا".

وعبر مواقع التواصل، انطلقت حملة بعنوان #CookForPalestine (اطبخ لأجل فلسطين) شارك فيها الكتّاب والصحافيون والمؤثرون وصنّاع المحتوى المتخصصون، وصفات فلسطينية، أو أضافوا لمسة فلسطينية إلى طبقهم المفضل، كما نشروا مقاطع وصوراً لأطباق ووصفات من المطبخ الفلسطيني مع جمهورهم، على أمل التعريف بالقضية والثقافة، وتقديم المساعدة العاجلة للشعب الفلسطيني في غزة الذي يرزح تحت العدوان. وهي حملة تدعو أيضاً إلى استضافة حفلات عشاء في المنازل لإعداد طعام فلسطيني واستخدامه فرصةً للتحدث عن الوضع في غزة وسائر فلسطين.

هل يصبح المطبخ الفلسطيني من التاريخ؟

حتى الآن استشهد نحو 40 ألفاً، وأصيب أكثر من 91 ألفاً، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال. يقول قطان: "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أشعر وأخشى أن يتحول هذا الكتاب إلى نوستالجيا... أحرقوا سوقنا الغذائية. قُتل خبّازونا. دُمر 62% من المباني في غزة، الأرشيف والمتاحف والجامعات والمدارس. أنا قلق، هل كتبت عن شيء يمكن أن يختفي؟ إنه شعور مروع. لا أريد أن أكون مؤرخاً".

المساهمون