في الوقت الذي تلجأ فيه شركات الإنتاج الدرامي إلى ظاهرة الأعمال الدرامية القصيرة، الأقل من ثلاثين حلقة، والاعتماد على عشاريات وسباعيات، وعلى أكثر تقدير إنتاج أعمال بـ 15 حلقة، سواء على مستوى الدراما السورية والعربية، ظهرت Studios MBC إلى جانب شركة صدف للإنتاج الفني السعودية، مخالفين هذا التوجه، بل مضتا أبعد من إنتاج مسلسل مؤلف من ثلاثين حلقة بكثير.
قبل أيام، أعلن كتاب مسلسل "الميراث" عن الانتهاء من كتابة آخر مشاهد العمل المؤلف من 250 حلقة كموسم أول، حيث بدأ عرض العمل في مارس/آذار الماضي، وبالترويج له على أنه الأضخم عربياً من حيث المشاركة وعدد الحلقات والمشاركين في عمليات الإنتاج فنياً وإدارياً.
وكانت شركة الصدف قد أعلنت سابقاً عن فريقين لكتابة العمل، أحدهما محلي من أسماء خليجية والآخر عربي مؤلف من ثلاثة سوريين ولبناني، إلا أن الفريق العربي أعلن عن الانتهاء من كتابة العمل، من دون الإشارة إلى فريق محلي أو أسماء كتاب آخرين.
تشارك في كتابة العمل كل من مازن طه، كرئيس لفريق الكتابة، إلى جانب زوجته نور شيشكلي، والكاتب ثائر العقل، إضافة إلى الكاتب اللبناني جيسكار لحود. وامتنع المؤلف ثائر العقل في حديث مع "العربي الجديد" من الإدلاء بأي تصريحات عن العمل قبل انتهائه، بحسب اتفاق مع الشركة المنتجة، إلا أنه كتب يوم الأربعاء الماضي علي صفحته في فيسبوك: "عندما ذكرت لي الشركة المنتجة لمسلسل "الميراث" أنهم بصدد إنتاج مسلسل من 250 حلقة كموسم أول، اعتبرت هذا الكلام ربما ضرب من الخيال". وتابع: "بالأمس هذا الخيال أمسى حقيقة وانتهينا من كتابة المشهد الأخير في الحلقة 250. ربما يبدو الرقم غريباً لم نعتده في فضاء الدراما العربية، لكن الإنجاز حصل بالفعل، ولا يسعني في هذه اللحظة إلا أن أرفع القبعة لكل من شاركني تلك الرحلة الطويلة الشاقة، شركائي في الكتابة والمتعة مازن طه، نور الشيشكلي، جيسكار لحود. المنتج العبقري الصديق حسن عسيري، مديرة المشروع المبدعة فاطمة أبو عاصي، الصديق الفنان فاروق الشعيبي، شركة الصدف بيتنا الجميل الذي قضينا فيه أمتع الأوقات، فريق الإخراج المتميز، نجوم هذا العمل من فنانين وفنيين واداريين الذين قدموا جهداً استثنائياً من العمل المتواصل على مدار شهور طويلة، المبدع العالمي طوني جوردان، بيتر سميث مدير mbc studios، كل المشرفين والعاملين على مجموعة قنوات mbc، وكل من ساهم معنا في ابحار هذه السفينة التي غصت بكوكبة من المبدعين المخلصين لشغفهم وأحلامهم".
كذلك، كتب رئيس فريق الكتابة مازن طه على صفحته: "نجحنا بالتحدي.. وأنجزنا أطول مسلسل عربي متواصل بتاريخ الدراما العربية.. ألف شكر لشركاء الإنجاز والنجاح.. نور الشيشكلي وثائر العقل وجيسكار لحود، الشكر موصول لكل أفراد فريق العمل، ومديرة المشروع فاطمة أبو عاصي، وشركة الصدف للفنان حسن عسيري، وإدارة قناة mbc، والسيد بيتر سميث مدير mbc studios".
تدور أحداث العمل حول وصية ميراث تركها وراءه عبد المحسن، حيث يدب الخلاف بين الورثة. وإلى الآن، لا تزال عمليات تصوير المسلسل مستمرة في الإمارات، حيث كانت ورشة الكتابة تسابق الزمن لتكون النصوص جاهزة أمام فريق الإخراج، حيث يخرج العمل عدد من الأسماء، في مقدمتهم المصري تامر بسيوني والإماراتي عبد الله الجنيبي واللبناني فؤاد سليمان، ومعهم كل من شيراز داود كمخرج منفذ ومحمد شيشكلي مساعد أول.
وفي تصريحات سابقة، قال المنتج حسن عسيري إن العمل لن تقل تكلفته عن عشرين مليون دولار، ما يجعل العمل الأعلى كلفة عربياً، متحدثاً عن إمكانية التغيير في سياق الأحداث بما يناسب تطلع المتابعين كون العمل يصور بالتوازي مع عمليات الكتابة.
ورغم أن العمل ذو تكلفة ضخمة ومشاركة كبيرة، إلا أنه لم يحقق التفاعل الكبير على الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل هذا النمط الإنتاج محط إعادة دراسة وتقييم عربياً، لاستخلاص انطباع الجمهور.