أعلنت دائرة الآثار في محافظة دهوك ضمن إقليم كردستان، شمالي العراق، اليوم الاثنين، عن اكتشاف موقع أثري داخل حوض نهر دجلة بعد انحسار مياه النهر، يضمّ قصراً ومجموعة من المباني، إضافة إلى سور حجري.
ويواجه العراق حالياً موجة جفاف غير مسبوقة، إثر إقدام إيران على إنشاء عددٍ من السدود على روافد نهر دجلة وتغيير مجاري روافد أخرى، إضافة إلى وجود مشاريع السدود التركيّة، وتزامن ذلك مع شح الأمطار، ما أدّى إلى جفاف عدد من البحيرات وتراجع مستوى نهري دجلة والفرات إلى مستويات قياسية.
وقال مدير دائرة آثار دهوك بيكس بريفكاني إنّ "فريقاً مشتركاً من علماء الآثار من إقليم كردستان وألمانيا اكتشفوا مدينة عريقة تعود إلى عصر الإمبراطورية الميتانية (1400 عام قبل الميلاد) داخل حوض نهر دجلة".
وأضاف بريفكاني، في تصريحات للصحافيين، أنّ "الجفاف في العراق أدّى إلى انخفاض مستوى منسوب المياه في بحيرة سد الموصل، وكانت النتيجة اكتشاف المدينة".
ورجح بريفكاني أنّ تكون المدينة المكتشفة هي نفسها التي ورد ذكرها في النصوص البابلية، وتسمى زاخيكو، وتضم قصراً والعديد من المباني والغرف، بالإضافة إلى سور كبير، ويجرى التحقّق من النصوص المسماريّة التي عثر عليها فريق البحث.
وتابع بالقول: "النتائج أظهرت أيضاً أنّها كانت مركزًا حضارياً مهماً للإمبراطورية الميتانية بين العامين 1550 و1350 قبل الميلاد".
بدوره، قال الخبير الآثاري العراقي علي الحمداني، في تصريح لصحيفة "العربي الجديد"، إنّ الموقع المكتشف كان قد رصد قبل سنوات في مجرى نهر دجلة، لكنّ ارتفاع مستوى المياه كان يمنع إجراء عمليات حفر أو تنقيب. وأشار إلى إصدار منقبين تقارير تؤكد وجود آثار مغمورة في المياه.
ورأى الحمداني أنّه "من المهم استغلال هذا الحدث المؤسف المتمثّل بأزمة شح المياه لدراسة الموقع واستخراج اللقى المهمة داخله قبل أن تغمره مياه دجلة مجدّداً، خاصةً مع اقتراب موسم ذوبان الثلوج في تركيا، والمتوقع في يوليو/ تمّوز المقبل".