أُطلِقت مساء الخميس فعاليات مهرجان السجادة الحمراء لأفلام حقوق الإنسان، داخل مركز هولست الثقافي في مدينة غزة، في دورته السادسة التي حملت عنوان "شوفونا".
وتتمركز فعاليات المهرجان للعام الحالي، والذي تستمر عروضه على مدار عشرة أيام، في ثلاث نقاط في قطاع غزة: مركز هولست الثقافي، ومدينة رفح، ومدينة خان يونس، وذلك بالتزامن مع عروض في القدس ورام الله وأريحا.
ويأتي شعار العام الحالي "شوفونا" بعد مرور نحو 16 عاماً من الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي ظِل انشغال العالم بالأزمات الكُبرى، ومنها الأزمة الروسية الأوكرانية، وما يدور من انتهاكات في الضفة الغربية، وقد بات القطاع معزولاً عن العالم، وفي طي النسيان.
وتقدم للمُشاركة في المهرجان في نسخته الحالية نحو 300 فيلم من 60 دولة، وتم اختيار 45 فيلماً، بعضها قصير (من 3 إلى 5 دقائق)، وبعضها متوسط (قرابة ربع ساعة)، وبعضها أفلام طويلة تتجاوز الساعتين، تتحدث معظمها عن حقوق الإنسان وضرورة توفير حياة كريمة.
وعلى شاشة بيضاء، وضعت بين أشجار مركز هولست الثقافي شرقي مدينة غزة، شهدت باكورة أنشطة المهرجان للعام الحالي، فعرض فيديو عن مسيرة المهرجان منذ بدايته، وفيديو استعرض عدداً من الأفلام المُشاركة، فيما شهد مسرح المركز بداية عروض الأفلام المُشاركة. وستعرض خلال الأيام القادِمة أفلام متنوعة، ومنها "أزرار" و"مريم" و"بنك الأهداف" و"الغريب" و"ماذا تبقى" و"هوستل" و"ليبر كرونوسوم" و"الأسرى خلف خطوط العدو".
وستعرض أفلام "11 يوماً في مايو"، و"سوق الحارة"، و"ستة أيام لا تكفي"، و"الرقص على أحزاني"، و"ليست مجرد صورتك"، و"أراسموس غزة"، و"ما وراء المنفى"، و"شجرة فداء"، وغيرها.
ويشير المُخرج الفلسطيني، فتحي عُمر، إلى أنه شارك في عدد من الأفلام، من بينها "قليل من الحُب" الذي حصل على جائزة دولية عربية في ليبيا، مُبيناً أن المُشاركات جزء من حرب الرواية ونقل الرسالة الفلسطينية إلى العالم، إلى جانب أنها جزء من إطراء المشهد الثقافي الفلسطيني.
ويرى عُمر، في حديث مع "العربي الجديد"، أن واقع المشهد المرئي يشهد نهضة، إيماناً بأهمية الأفلام في المشهد الثقافي. ويقول "المهرجان سيترك الأثر الكبير في نفوس المُخرجين والمثقفين والمبدعين الفلسطينيين".
بينما يوضح المخرج السينمائي والمسرحي، مُصطفى النبيه، أهمية اطلاق النسخة الحالية للمهرجان من قطاع غزة الذي يعيش ظروفاً استثنائية وصعبة، مُشدداً على أن الحدث يعتبر من أكبر مشاهد التحدي والصمود التي تعكس إصرار الشعب الفلسطيني بمُثقفيه ومُبدعيه.
ويشير النبيه، لـ"العربي الجديد"، إلى أن العروض المرئية، ومن ضمنها الأفلام بمُختلف أنواعها، تعتبر من الأدوات الحضارية التي تعكس الواقع، وتعكس الآمال والأحلام بمستقبل أكثر أمناً وازدهاراً.
وبدأ المهرجان بإطلاق دوراته بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي المُدمِّر على قطاع غزة عام 2014 الذي استمر 51 يوماً، على يد المُخرج الفلسطيني خليل المزين، وفرشت السجادة الحمراء المُخصصة للرؤساء والمسؤولين والمشاهير بين أنقاض البيوت والمباني التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، ليسير عليها أبناء الشهداء والجرحى والأسرى، وقد انتهت بشاشة كبيرة، عُرضت عليها أفلام حقوق الإنسان.
ويُركِز مهرجان السجادة الحمراء على أفكار الأفلام الانسانية البحتة، فيما لكُل نسخة شعار مُحدد. حملت الدورة الأولى شعار "صرخة من بين البيوت المدمرة"، وحملت النسخة الثانية عنوان "بدنا نعيش"، أما الثالثة فكان شعارها "بدنا نتنفس".
وعام 2017 أقيم المهرجان على لسان ميناء غزة، بالتزامن مع مرور مائة عام على وعد بلفور، وقد كُتب نص الوعد على السجادة الحمراء، وسار عليه المُشاركون. وعام 2020 أقيم المهرجان أمام بوابة سينما عامر المُغلقة منذ ثلاثة عقود، في رسالة إلى ضرورة ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
وتعرِض في النُسخة الحالية للمهرجان أفلام مختلفة، لمُخرجين ومُنتجين من شتى أنحاء العالم، تتضمن أفلام دول أجنبية وعربية، إلى جانب أفلام فلسطينية يتمنى أصحابها أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي، وأن يُرفع الحِصار، وأن ينتهي الانقسام الداخلي وما يُرافِقه من أزمات.