مع استعداده لإطلاق فيلمه السابع والعشرين، يوم الجمعة المقبل، يواجه استوديو بيكسار الشهير ضغوطاً لإثبات أنّه ما زال رائد أفلام التحريك، بعد أن تصدّرت إنتاجاته مثل "توي ستوري"، و"كارز"، و"فيندينغ نيمو"، شبّاك التذاكر الأميركي أكثر من مرّة خلال العقود الأخيرة، بحسب وكالة رويترز.
لكن الطريق لا تبدو وردية أمام الفيلم الجديد "إليمنتال" (Elemental)، إذ يتوقع أن يحقّق الفيلم إيرادات تتراوح بين 31 و41 مليوناً، مع بدء عرضه نهاية هذا الأسبوع في الولايات المتحدة، وفقاً لموقع بوكس أوفيس برو، وهو رقم متواضع للغاية، بالمقارنة مع انطلاقة فيلم الرسوم المتحركة "سبايدر مان: أكروس ذا سبايدر فيرس"، من إنتاج "سوني"، والذي حقّق إيرادات وصلت إلى 120 مليون دولار.
مع ذلك، فإنّ "بيكسار" يتطلع إلى التعافي من خيبة العام الماضي مع فيلم "لايتيير"، الذي يروي قصة باز أحد أبرز شخصيات "توي ستوري". لم يحقّق الفيلم سوى 226.7 مليون دولار في شباك التذاكر، وهو مبلغ لا يقارن بالمليار دولار التي حقّقها الجزء الرابع من سلسلة "توي ستوري" عام 2019.
وقال المحلل الإعلامي مايكل ناثانسون لـ"رويترز": "لن يكون من اللطيف الحكم على بيكسار بناءً على نتائج السنوات الأخيرة".
وتعرّض منتج "لايتيير"، وكذلك مخرجه، للفصل من الشركة خلال الشهر الماضي، بعد أن أعلنت الشركة الأم والت ديزني عن إلغاء 7000 وظيفة في محاولة لخفض التكاليف.
واعترف مخرج الفيلم الجديد "إليمنتال"، بيتر سون، بأنّه يشعر بالضغط لتحقيق نجاح كبير في شباك التذاكر، خاصةً أنّ فيلمه من بين الأفلام القليلة هذا الصيف التي تستند إلى قصة أصلية.
ويتطرّق الفيلم إلى علاقة المخرج بوالديه المهاجرين من كوريا، وهو موضوع يأمل أن يحظى بإعجاب الجمهور. وقال سون في مقابلة مع تلفزيون رويترز: "هذا الفيلم صنع للتواصل، ونأمل أن ينجح بذلك".
وفي الوقت نفسه، تواصل الاستوديوهات المنافسة تقديم أفلام رسوم متحركة تحقّق نجاحات كبيرة.
وحصد استوديو كومكاست كورب، التابع لـ "يونيفرسال بيكتشرز"، إيرادات بلغت قيمتها 1.3 مليار دولار من فيلم "ذا سوبر ماريو بروس"، المستوحى من اللعبة الشهيرة. كذلك، حقّقت "سوني" نجاحاً كبيراً مع "سبايدرمان".
وقال كبير المحللين في "بوكس أوفيس برو"، شون روبينز: "في السابق لم تكن بيكسار تحتاج إلى فيلم مستندٍ إلى شخصيات موجودة مسبقاً لتحقيق النجاح"، مضيفاً: "لكنّني أعتقد أنّ هذا تغير الآن، خاصةً مع ازدياد حدّة المنافسة".
وأوقع وباء كوفيد-19 وتعامل الرئيس التنفيذي السابق للشركة الأم ديزني، بوب تشابك، أضراراً كبيرةً بـ"بيكسار".
وأدّى تفشي كورونا إلى تقويض عروض فيلم "أونوورد" في مارس/ آذار من عام 2020، ولم ينجح في الوصول إلى عتبة الـ150 مليون دولار في شبّاك التذاكر. فيما ظهرت أفلام أخرى من إنتاج الشركة مثل "سول" (2020) و"لوكا" (2021) و"ترنينغ رد" (2022) عبر منصة ديزني بلس في الولايات المتحدة.
وقالت "ديزني" إنّ "استراتيجية الانتقال المباشر إلى المنزل زادت الاشتراكات في ديزني بلس"، خاصةً مع اضطرار جمهور كبير للبقاء في المنزل.
وبعد إصداره، بقي فيلم "ترنينغ رد" على رأس قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على "ديزني بلس" على مستوى العالم لثلاثة أيّام.
لكنّ هذه الخطوة وجّهت ضربة لطاقم "بيكسار" الإبداعي الذين كانوا يأملون في أن تظهر الأفلام على الشاشة الكبيرة، وفقاً لأحد مخرجي الشركة الذي وافق على التحدث شرط عدم الكشف عن هويته.
وتدور أحداث الفيلم الجديد "إليمنتال" في مدينة إليمنت، التي تعيش فيها أربعة شخصيات هي فاير وووتر وإرث وإير (النار والماء والأرض والهواء). تتطوّر القصة، حين تنشأ صداقة غير متوقعة بين فاير وووتر، وهي علاقة مستوحاة من علاقة المخرج سون بزوجته الإيطالية.
وحصل "إليمنتال" على تقييمات متباينة بعد عرضه لأوّل مرة في مهرجان كان السينمائي خلال الشهر الماضي، لكنّ حصل على تقدير أفضل مؤخراً، وأعطاه 76% من النقاد على موقع روتن تومايتوز تقييماً إيجابياً.
وقال سون إنّ الفيلم، الذي وصلت مدة إنتاجه إلى سبع سنوات، بدأ من رغبته في تكريم تجربة والديه، مضيفاً: "لقد جاؤوا من بلد آخر، جاؤوا من دون أن يملكوا شيئاً، ومع ذلك صنعوا لنا حياةً هنا".