تباطؤ "يوتيوب" يرهق المستخدمين الروس

05 اغسطس 2024
امرأة تمرّ أمام إعلان لشركة يوتيوب في برلين، 27 سبتمبر 2019 (شون غالوب/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعاني المستخدمون الروس من تدهور أداء "يوتيوب"، وسط تشكيك في الأسباب الفنية التي تروجها السلطات الروسية، والتي يُعتقد أنها تسعى للانتقام من حجب قنوات الإعلام الحكومية.
- هيئة الرقابة الروسية لم تحجب "يوتيوب" رغم حجبها منصات أخرى، مما يثير تساؤلات حول تأخر التضييق، خاصة مع احتضان "يوتيوب" لقنوات معارضة.
- تطبيق تليغرام هو المستفيد الأكبر من الوضع، حيث وصل عدد مستخدميه في روسيا إلى 80 مليوناً، بينما يشكل تقييد "يوتيوب" ضربة لوسائل الإعلام المستقلة.

يعاني المستخدمون الروس منذ أيام عدة من تدهور أداء "يوتيوب"، لاسيما على أجهزة الحاسوب والتلفزيونات الذكية، وسط تراجع كبير في سرعة تحميل مقاطع الفيديو، وهو ما ترجعه السلطات الروسية، وفق روايتها، إلى أسباب فنية، وسط تشكيك أغلب المتابعين في الأمر.

ومن اللافت أن هيئة الرقابة الروسية (روس كوم نادزور) التي حجبت منصات مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" خلال أيام معدودة بعد بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في عام 2022، لم تقترب طوال الفترة الماضية من "يوتيوب" رغم حجبه قنوات وسائل الإعلام الرسمية الروسية، واحتضانه قنوات لأبرز المدونين المعارضين ووسائل الإعلام المستقلة الروسية ذات التوجهات الليبرالية.

وتجزم الصحافية الروسية، الرئيسة المشاركة لنقابة الصحافيين والعاملين بوسائل الإعلام (منحلة حالياً)، صوفيا روسوفا، بأن التضييق الروسي على "يوتيوب" لا يرجع إلى أسباب فنية، وإنما إلى سعي موسكو للانتقام على حجب قنوات وسائل الإعلام الحكومية الروسية، وخلق فضاء إعلامي داخل خاضع للرقابة الكاملة.

وتقول روسوفا في حديث لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن التضييق على يوتيوب تأخر نظراً لاحتضانه قنوات دعائية لمدونين موالين لروسيا لهم جمهور أكبر مقارنة مع القنوات المماثلة على البديل الروسي روتيوب". كما تشكك في المزاعم أن تباطؤ أداء "يوتيوب" يرجع إلى أسباب فنية، مضيفةً: "هناك انطباع بأن السلطات الروسية تعتبر التضييق على يوتيوب مسألة شرف، ونوعاً من الانتقام على حجب قنوات وسائل الإعلام الحكومية الروسية، وفي مقدمتها وكالة سبوتنيك وشبكة قنوات أر تي الموجهتان إلى الخارج".

تعتبر روسوفا أن تطبيق تليغرام هو أكبر المستفيدين من الوضع القائم في روسيا، وتشير إلى أن "عدد مستخدمي تليغرام داخل روسيا وصل إلى 80 مليوناً، كما أن كافة متاحف موسكو على سبيل المثال اعتمدته هو وشبكة فيكونتاكتي الروسية بديلاً عن إنستغرام". تكمل: "في المقابل، يشكل تقييد يوتيوب ضربة لوسائل الإعلام المستقلة مثل إذاعة إيخو موسكفي (صدى موسكو) التي استعادت بثها جزئياً عبر يوتيوب تحت مسمى جديد بعد إغلاقها في عام 2022".

وتخلص إلى "أن السلطات الروسية تسعى بكل قوة لخلق فضاء إعلامي خاص بالمواطنين الروس، حتى تستطيع التأثير فيه والسيطرة عليه ومراقبته ومنع أي نشاط احتجاجي عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

وكان رئيس لجنة السياسات الإعلامية بمجلس النواب الروسي (الدوما)، ألكسندر خينشتين، قد أعلن في نهاية يوليو/ تموز الماضي، أن سرعة تحميل "يوتيوب" بأجهزة الحاسوب الثابتة ستتراجع بنسبة 40% أولاً ثم 70%، معتبراً ذلك "إجراءً اضطرارياً غير موجه ضد المستخدمين الروس، وإنما ضد إدارة الموقع الأجنبي الذي لا يزال يرى أنه يمكنه مخالفة القوانين وتجاهلها من دون عقاب".

وكانت شركة الاتصالات الروسية روس تيليكوم قد رصدت في السابق تدهوراً في جودة تحميل مقاطع الفيديو على "يوتيوب"، مرجعةً ذلك إلى كف شركة غوغل الأميركية منذ عام 2022 عن توسيع وتحديث معداتها في روسيا.

المساهمون