جدّدت منصة مشاهدة الأفلام والمسلسلات نتفليكس مسلسلي "ذا واتشر" لموسم ثانٍ وDahmer - Monster The Jeffrey Dahmer Story لموسم ثانٍ وثالث، نظراً للنجاح الكبير الذي تحققه قصص الجرائم الحقيقية في المنصة وكل مكان، خصوصاً بين النساء.
والمسلسلان من تأليف ريان مورفي وإيان برينان، وبثّت المنصة Dahmer - Monster: The Jeffrey Dahmer Story في 21 سبتمبر/أيلول، ثم "ذا واتشر" في 13 أكتوبر/تشرين الأول.
ويدور Dahmer - Monster: The Jeffrey Dahmer Story حول حياة وجرائم القاتل المتسلسل، جيفري دامر، لكن الموسمين المقبلين سوف يركزان على "شخصيات وحشية أخرى أثرت في المجتمع"، وفقاً لـ"نتفليكس"، على أن يكون اسم السلسلة "مونستر".
وحقّق الموسم الأول من "مونستر" نجاحاً واسعاً، إذ احتل المرتبة الأولى في قوائم "نيلسون" لمدة ثلاثة أسابيع متتالية. ووفقاً لـ"نتفليكس"، يعد ثاني أشهر موسم تلفزيوني ناطق بالإنكليزية على الإطلاق، بينما يعتمد "ذا واتشر" بشكل فضفاض على قصة حقيقية لعائلة تنتقل إلى منزل أحلامها، لتبدأ في تلقي رسائل غامضة من شخص يطلق على نفسه اسم المشاهد.
ما سر نجاح مسلسلات الجريمة الحقيقية؟
نقل موقع فيرايتي الفني عن المسؤولة في "نتفليكس"، بيلا باجاريا، أنه "لا يمكن للجمهور أن يرفعوا أعينهم عن مونستر وذا واتشر".
وتوضح أن مؤلفي العمل "رواة قصص بارعون اجتذبوا الجماهير من جميع أنحاء العالم. ترجع قوة هاتين السلسلتين إلى صوت ريان الأصلي المميز الذي صنع حالات ثقافية، ونحن سعداء لمواصلة سرد القصص في عوالم مونستر وذا واتشر".
وينجذب الناس إلى مسلسلات الجريمة الحقيقية، بالرغم من أنها مبنية على قصص مظلمة بعناوين بشعة مع محتوى غزير بالدموية والعنف والأمراض النفسية.
لكن ما سر هذا الهوس؟ تورد صحيفة "ديلي تيليغراف" البريطانية، نقلاً عن عالمة النفس ميغ أرول، أن الجانب المظلم من الموضوع هو ما يجعل قصص الجريمة الحقيقية مقنعة للغاية.
وتوضح أنه "كبشر نريد أن نفهم الجانب المظلم من طبيعتنا (..) تسمح لنا قصص الجريمة الحقيقية باستكشاف ذلك بطريقة آمنة ومن مسافة آمنة".
وتسمح قصص الجريمة الحقيقية بلعب دور المباحث، بحيث تثير العديد من القصص الأسئلة أكثر مما تقدمه من إجابات، سواء حول هوية الجاني، أو صحة الحُكم، أو طريقة تعامل الشرطة مع القضية.
وتقول أرول: "أعتقد أن الأعمال الأكثر شهرة تترك بعضاً من ذلك لمخيلتك".
النساء هن الأكثر مشاهدة لمسلسلات الجريمة
وجدت دراسة أجرتها جامعة إلينوي عام 2010 أن النساء هن الأكثر قراءةً لقصص الجريمة الحقيقية مقارنةً بالرجال.
وغالباً ما يكون الرجال مرتكبي جرائم العنف وضحاياها، لكن الأبحاث أظهرت أن النساء أكثر خوفاً من التعرض للاعتداء.
وتقول فرضية إن النساء ينجذبن إلى قصص الجريمة الحقيقية كرد فعل للبقاء على قيد الحياة، وذلك لمعرفة كيف يمكنهم النجاة وتجنب الوقوع ضحية.
وتشير أرول إلى أن "هناك الكثير من الأبحاث التي تُظهر أن الخوف من الجريمة أكثر انتشاراً من الجريمة نفسها"، و"إذا تمكنا من فهم الدافع والقصة وراءه، فإننا نشعر أن لدينا سيطرة أكبر على حياتنا والعالم بشكل عام".